للحدّ من ظاهرة تبذير الخبز

ترشيد الاستهلاك، تحسين النوعية والعودة إلى الخبز التقليدى

قسنطينة / أحمد دبيلي

 معـــــــدل 10 آلاف دينار مــن ميزانيــة الأسـرة في السنـــة تذهـــب إلى القمامـــــة


استفحلت ظاهرة تبذير الخبز في مجتمعنا بشكل يدعو إلى دق ناقوس الخطر من جديد، للحدّ منها والعودة الى العقلانية في إقتناء هذه المادة ذات الاستهلاك الواسع، حيث تستنزف أموالا طائلة من الخزينة العمومية على اعتبار أن مادة السميد بأنواعه المختلفة مدعمة من قبل الدولة كوسيلة للمحافظة على القدرة الشرائية للمواطنين أصحاب الدخل الضعيف والمتوسط على وجه التحديد، في ذات الوقت، فإن هذا سلوك سلبي يعصف بجزء ليس باليسير من ميزانية العائلة، مما يطرح مجددا علامات استفهام تبحث عن حل؟
في رصد لآراء عينة من الذين استجوبتهم «الشعب» بأسواق قسنطينة، تبين أن فئة المستهلكين أضحت منذ سنوات عديدة وبشكل ملفت للانتباه، تتقاسم سلوكيات سلبية تجسّدت في  تبذير مادة «الخبز» الذي يعتبر المادة الرئيسية المصاحب لأغلب الأطباق والموائد، وهذا دون الانتباه إلى العواقب التي تنجرّ عن هذه السلوكيات والظواهر من ناحية الانعكاسات المالية على الخزينة العامة وميزانية الأسرة على وجه الخصوص. ويرجع البعض هذه السلوكيات إلى عدم ضبط الأسرة بالخصوص الاحتياجات اليومية من هذه المادة والمحافظة عليها في حالة الفائض الذي قد يعاد استخدامه في أطباق عديدة تقي شر التبذير.
من الأسباب الأخرى التي تدفع بالمستهلك إلى اقتناء ما يزيد عن حاجته في كل مرة دون ضبط لاحتياجاته اليومية، انخفاض سعر هذه المادة مقارنة بسعرها في دول أخرى، لا تدعم أسعارها، حيث يصل سعرها بالدينار الجزائري في تلك الدول إلى نحو 120 دينار للخبزة العادية بوزن ربع كيلوغرام، وهو السعر المطبق حتى في بلدان الجوار، وهذا ما يطبع سلوك المستهلك غير المنطقي بالسلبية بعد أن يلقي بالفائض في القمامة غير مراع للكلفة الحقيقية للخبز، لو يتم رفع الدعم عنه. وفي نفس السياق، يعتبر البعض أن الكلفة التي تنجرّ عن تبذير مادة الخبز في عائلة متوسطة العدد إلى أكثر من 12 ألف دينار في السنة، وهو مبلغ محترم مقارنة بالدخل السنوي المتوسط للأسرة، حيث تشكل هذه الخسارة عبئا كبيرا في ميزانيها، بل تقوض من قدرتها الشرائية.     
ومن المقترحات التي قدمتها هذه العينة لوضع حدّ للسلوكيات السلبية، الترشيد الأمثل للاستهلاك، الرفع المطرد للتسعيرة ـ ولو بشكل يسير وملفت ـ تحاشيا للتبذير وأيضا تحسين النوعية بشكل يضمن بقاء مادة الخبز محافظة على «جودتها» على الأقل لمدة لا تقل عن يومين، وهذا ما أصبح معمول به وبتقنيات مستحدثة في بعض المخابز الصناعية حاليا، تشجيع العودة الى تصنيع الخبز المنزلي باعتباره طريقة تقليدية مثلى تضمن العقلانية في الإستهلاك على اعتبار أن الأسرة تعرف مسبقا إحتياجاتها من هذه المادة، فتكسر وبشكل مستمر السلوك السلبي في تبذير هذه المادة الأساسية في حياتها والإبقاء في الأخير على باب التحسيس لتهذيب هذه السلوكيت السلبية والمشينة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024