أسعارها مرشحة لـ”الانهيار” مع دخول الجديد..

السيارات المستعملة.. البائع يسارع والمشتري يمانع

فضيلة بودريش

 


 الترقــــب والانتظـــــار يجمـــــــدان البيـــــــع والشراء
 أسعـــــــار “شـــــــيري” تقلـــــــب موازيـــــــن الســـــــوق

ترقب كبير يسود سوق السيارات المستعملة، وتردّد كبير في عمليتي البيع والشراء، بعد عودة عملية الاستيراد لعدة علامات، والتأهب لإقامة قاعدة صناعية منتجة بنسبة إدماج مرتفعة، خاصة العلامة الصينية التي تحوّلت إلى “صدمة” حقيقية في السوق، وكبحت جميع عمليات البيع والشراء، ولقد وقفنا على واقع السوق، بعد الإعلان عن أسعار السيارات الجديدة ولاحظنا أن التردّد يطبع التعامل بين مشتر يخشى شراء سيارة قديمة بسعر السيارة الجديدة، وبائع يئن ما أوقعته فيه السوق.. ويبدو أن التردّد سيتفاقم أكثر، إلى أن تبدأ عملية بيع العلامات الجديدة، خاصة وأن معظم الناس يفضلون اقتناء السيارات الجديدة، فهي تعفيهم من عناء كبير قد تفرضة السيارات القديمة..

هو التريث الذي يفرضه (رأسمال) المخصص لاقتناء سيارة جديدة أو تغيير السيارة القديمة، لذا يمكن القول إن إعطاء الضوء الأخضر لانطلاق الاستيراد مع ثلاث علامات، جعل السوق تتنفس الصعداء، وتهدأ قليلا، بل وضعت البائع والمشتري في حالة من الترقب والتردد لا يمكن الخلاص منها إلى غاية التيقن من الواقع المقبل، والتأكد من نهاية هيمنة السماسرة والوسطاء والمضاربين وعيرهم من الدخلاء..
بداية الاستيراد وضعت سوق المستعمل في حالة ركود خاصة وأن عددا من الوكلاء أعلنوا رسميا عن إقامة مصانع، وهو ما يطمئن المواطن، ويقنعه بالتريث حتى لا يقتني السيارة المستعملة بسعر السيارة الجديدة، أو ربما بسعر أعلى.. فهل يمكن أن نتحدث عن بداية العد التنازلي لاختفاء المضاربين في سوق السيارات؟.. هذا ما حاولت “الشعب” رصده بالاقتراب من التجار والمستهلكين على حد سواء.
لن تبقى أسعار السيارات بهذا المستوى، سواء كانت جديدة مستوردة أو مستعملة.. هذه العبارة هي خلاصة لقناعة العديد من رواد أسواق السيارات الذين تحدثت إليهم “الشعب”.. الأربعيني نعيمي فيصل “موظف”، قال إن فتح مجال استيراد السيارات، جعل الناس يحلمون ويخططون لشراء سيارة للتنقل بها إلى العمل ونقل الأطفال إلى المدرسة، فهي وسيلة ضرورية للتنقل.. فيصل معجب بموديلات وأسعار “شيري” الصينية، ويرى أنه كلما انخفضت الأسعار، يمكن للأسر الجزائرية التفكير في شراء سيارة، وتمنى لو تشهد الأسعار الحالية انخفاضا أكبر، وهو يحرص على إرجاء شراء السيارة إلى العام المقبل؛ لأنه ينتظر المزيد من العروض التي يمكن أن تعرفها السوق المحلية في مقبل الأيام.
من جهته، قال الشاب سمير قاديري إن كل المؤشرات تؤكد أن السوق سوف تتراجع أسعارها، لأن العرض قادم والتنوّع سيتكرس في الميدان، وبعد ذلك يمكن للمواطن أن يختار ما يشاء، مثمّنا دخول العلامة الصينية الذي أعطى السوق استقرارا واضحا..
واعتبرت سميرة بوجلطي أن عودة نشاط الوكلاء وتخطيطهم لإقامة مصانع، سيغير من واقع ووجه ومستقبل السوق.. كل شيء سيتغير ـ تقول بوجلطي وتواصل ـ الفضل للسياسة المنتهجة والصرامة في فرض القانون على الوكلاء من أجل ضمان تدفق سيارات تتوفر على معايير الجودة، ولذا فإن المستهلك سيقبل على الشراء دون تخوف أو تردّد، إن كانت العلامة أوروبية أو آسياوية.
أما التاجر حسان بن نويرة الذي يمتهن بيع وشراء السيارات المستعملة منذ أكثر من عقدين، قال إن السوق تعرف تراجعا طفيفا منذ بداية انطلاق عملية الاستيراد ويتوقّع أن تأخذ الأسعار منحى آخر، مع انطلاق الانتاج بمصنع فيات بوهران، ودخول علامة “أوبل” الألمانية.
وفي حديثه عن وضعية السوق الحالية، لم يخف محدثنا أن هناك من المواطنين من بات يحرص على بيع سيارته بمجرد دخول ثلاث علامات من السيارات إلى السوق، تخوفا من انخفاض الأسعار وانهيارها، فهو يرى أن السيارات المصنعة من 2013 إلى غاية عام 2018، تراجعت أسعارها بنسبة تتراوح ما بين 20 و30 بالمائة في سوق السيارات المستعملة في ظرف أسبوعين فقط، وهذا بسبب اتساع العرض إلى سيارات فيات وشيري وأوبل، في انتظار وصول المزيد من العلامات التي يرى أنها ستضع سوق السيارات المستعملة في وضعية أخرى يكون فيها العرض أكثر من الطلب.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19459

العدد 19459

الأربعاء 01 ماي 2024
العدد 19458

العدد 19458

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19457

العدد 19457

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024