السّيناريست والمسرحي مجيد عطوش

التّفكير الهاوي، نقص النّشاط الفني والتّعجيز جلبت الرّداءة

البليدة: لينة ياسمين

كشف المسرحي والسيناريست مجيد عطوش، أن “الإنتاج الفني السينمائي قليل في الجزائر، انعكس في ميلاد وظهور أسماء في سماء التمثيل، على عكس ما نراه ونشاهده في بلدان عربية جارة لنا وشقيقة، وأن الطامة الكبرى هي في كتابة السيناريوهات، التي أصبح سوقها شبه معدوم، وإن وجد فهو قليل نسبي وضئيل، أو موجود ولكنه لا يرقى للسيناريوهات، التي تجعل من العمل ممتازا أو جيدا أو مقبولا، والدعم المادي المفقود زاد في تراجع الإبداع والعمل في كل جوانبه”.


أشار  مجيد عطوش متحدثا لـ “الشعب”، أن “ما هو موجود من سيناريوهات هي أعمال ضعيفة، وتفتقر للاحترافية والنصوص المبدعة، ونسبة قليلة ومعدودة فقط نجحت، لكن الكثير لم ولا يرقى أن يكون في درجة النجاح، أو نصفه بالعمل الفني الحسن، والسر والسبب حسبه، أن الساحة الفنية عموما باتت تفتقد لكتاب سيناريوهات، وأن بعض الحراك او النشاط في هذا الجانب، جعل من بعض المخرجين كتاب سيناريوهات، أي أن بعض الأعمال التي نراها على قنواتنا وشاشاتنا هي عبارة عن “تجميع” عمل، وهذا حسبه خطأ، لأنه يستحيل أن يستطيع شخص واحد الجمع بين عدة تخصصات”.
وأضاف عطوش في ذات السياق قائلا، أن “في هذا المشهد نجد عنصرا هاما مفتقدا وهو حلقة التكوين ومدراس التكوين، فهي في بلادنا شبه معدومة أو معدومة والنتيجة هي ظاهرة ومنطقية ومحسوم عاقبتها مسبقا”، ولكنه يرى أن هناك أعمال نجحت بفضل قوة السيناريو والحبكة التي تضمنها والتسلسل في الأحداث الموضوعة، وأن ذلك يعود إلى ذكاء أصحاب تلك الأعمال وجودة منتوجهم، وأيضا لأن من احتوى تلك السيناريوهات وتبناها، تشارك في العمل واعتمد على مؤهلين مبدعين، والنتيجة كانت مبهرة، والإقبال عليها لدليل على نجاحها، ولكن ذلك يبقى محصورا ولا يزيد عن أعمال تحسب على أصابع اليد الواحدة”.
وفيما حمله من نظرة بشأن عالم التمثيل والممثلين، قال عطوش أنه عكس ما يوجد في بلدان مجاورة لنا وقريبة منا ثقافية وتاريخيا وحضاريا، فيه ندرة في سوق الممثلين، إن صح التعبير ـ والسبب يقول “أن في بلادنا ليس فيه نشاط وعمل متواصل ومستمر يضمن “الخلافة”، فتجد ممثلا قد يجسد دورا بطوليا او ثانويا مرة كل سنة أو سنتين، وهو ما لا يترك مجالا في تطوير القدرات الفنية التمثيلية، بل إن أسماء تراها تظهر ثم تختفي ولا تعود أبدا للواجهة”.
وهذه الظاهرة تعاكس – حسبه - المشهد العربي في ذلك، فأسماء التمثيل في بلدان شقيقة أصبحت تحفظ على ظهر قلب بيننا، لكن أن تحفظ أسماء لممثلين من جلدتنا فهو قليل ونادر، ويكاد ينحصر على من هم زملاء في مهنة غير مستقرة، بسبب الغياب المتكرر، كما أن للتكوين اثر في ذلك، فهو يرى بأن التكوين في الجزائر لا يزال ناقصا، ولا يرتقي الى تطلعات الجمهور، وهو يعتقد بأن الحركية المتواصلة في العمل والتكوين الجيد، سيسمحان بميلاد أسماء لامعة في سماء التمثيل، وتاريخ السينما الجزائرية القريب دليل على ذلك.
ويعيب في هذا المقام، يضيف المتحدث، مطالبة بعض الأطراف اشتراطها في إخراج عمل فني، أن يقوم السيناريست بالبحث وجلب معه “دعما” وتمويلا، وإلا فلا أمل له في أن يرى عمله النور، وليس ذلك فقط ما يثقل الكاهل، فهو يعترف بأن بعض الأعمال رديئة ولا يمكن أن يتقبلها الجمهور أو تستقطبه، ورغم ذلك فهي واقع موجود وإنتاج يظهر على الشاشات بشكل عادي، رغم أنها لا ترقى إلى الأعمال الكاملة والمقبولة. وهنا السؤال الجوهري، ما الذي جعل نصوصا تترجم إلى أعمال فنية، بينما أخرى لا؟ ليختم بأن فيه من الأعمال من شقت طريقها وقبلتها لجنة قراءة النصوص، ولم تتعد ذلك الحد. ويتساءل مرة ثانيا، لم كل ذلك الإجهاض القسري والجبري؟ ما الذي يخيف ويمنع أن تتجسد تلك النصوص الرائعة أحيانا،  التي لو رأت النور  لنافست انتاجات عالمية؟ ويجيب في يأس، العليم فقط يعلم.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024