د . كمال ديب أستاذ بالمركز الجامعي لتيبازة يؤكد لـ«الشعب»:

«نفتقد لبرامج التثمين والتسويق الإعلامي»

تيبازة: علاء ملزي

 

أكّد المختص في الشؤون المالية الدكتور كمال ديب من المركز الجامعي لتيبازة، على أنّ مجمل أوجه وأقطاب التراث المادي واللامادي بالجزائر تفتقد لبرامج التثمين والتسويق الإعلامي، على غرار ما هو حاصل بالعديد من بلدان العالم التي تجني من التراث أموالا ضخمة.

وفي ذات السياق، فقدّ شدّد الدكتور كمال ديب على «ضرورة تثمين الممتلكات الثقافية المندرجة ضمن التراث المادي وكلّ ما له صلة مباشرة بالتراث اللامادي لتحويله إلى وجهة سياحية بوسعها استقطاب أكبر عدد من الزوار». وذكر الدكتور في ذلك، نماذج عدّة من أطياف التراث على «غرار مسجد أبودينار بميلة والذي يعتبر أوّل مسجد يشيد بالجزائر خلال القرن السابع الميلادي ومنزل المفكر مالك بن نبي بتبسة ومدينة قسنطينة التي حكت عنها الروائية أحلام مستغانمي بإسهاب في ثلاثيتها الروائية (ذاكرة الجسد، عابر سرير، فوضى الحواس)، وكذا الضريح الملكي المورريتاني يتيبازة والذي يمكنه لوحده جلب الملايير من منطلق كونه وجهة سياحية مميّزة».
 وفيما يتعلق بالتراث اللامادي، أشار الدكتور كمال ديب على سبيل المثال، «إلى أغاني المطرب دحمان الحراشي التي اكتشفها القسط الأكبر من الجمهور حينما أعاد تقديمها الفنان رشيد طه من بعده، كما أن القلّة القليلة من الجزائريين من يدرك بأنّ أول من كتب رواية في العالم أجمع هو أمازيغي ينحدر من منطقة سوق أهراس، بحيث خفي عن الجزائريين التسويق لهذه الفكرة في حين أنهم لم يصمدوا للأفكار التي تصوّر الأمازيغ البربر على أنّهم يعشقون العنف والحروب».
وأشار د. ديب، إلى أنّ القسط الأكبر من الجزائريين لا يزال يجهل بأنّ الشيخ البصيري الذي ألّف قصيدته الشهيرة في مدح الرسول الأعظم من مواليد منطقة دلس بولاية بومرداس مع الإشارة إلى كون ذات القصيدة تمّ ترديدها عبر مختلف البلدان العربية دون استثناء».
علينا تدارك تأخر التفكير
 في استراتيجيات ناجعة  
ويرى د. كمال ديب أنّ «المختصين في الشأن الثقافي مطالبون بتثمين أوجه التراث المادي واللامادي لتحويله إلى وجهات سياحية قابلة لاستقطاب السواح وتعزيز الموارد المالية من هذه العملية».
وفي سياق متصل، كشف د. ديب قائلا: أنّ «الجزائر تختلف متأخرة ثماما في هذا الواقع مقارنة بالعديد من بلدان العالم التي تحترف عمليات تثمين التراث وتحويله إلى وجهات سياحية، على غرار لوحة الموناليزا لصاحبها ليوناردوديفاتشي بمتحف اللوفر بفرنسا والتي تستقطب سنويا ملاين السواح من مختلف الأقطار والجهات لغرض الاطلاع عليها وكذا شجرة مريم العملاقة بمصر والتي تنسب حسب قصاصات التاريخ والحكايات الخرافية الموروثة أبا عن جد الى مريم العذراء أم عيسى عليه السلام، وهي الشجرة التي تفرز سائلا أحمر اللون من جزئها السفلي، الأمر الذي يقوي الفضول لدى العديد من الناس لزيارتها بما في ذلك جموع المسلمين والأمر نقيسه، يقول، بالنسبة لأهرامات الجيزة التي تستقطب سنويا ملايين السواح، كما أن الصين الشعبية لا تزال تعتمد في جزء كبير من مداخيلها المالية على الجانب السياحي، بحيث لا يزال التراث المادي واللامادي يشكّل ركائز رئييسة للوجهات السياحية».
وبناء على هذه المعطيات الواقعية فقد طالب الدكتور كمال ديب بضرورة التفكير مليا في ملف صناعة الوجهات السياحية من خلال تحويل الرصيد الثقافي والتاريخي الى منتجات سياحية مدعمة بكل العناصر المرتبطة بالثقافة والتاريخ والاقتصاد وهي العملية التي تشهد نقصا ملحوظا حاليا مع العمل على إدراج رسوم جديدة لترقية هذه الوجهات السياحية لاستغلالها في تمويل الخزينة العمومية وفق مراحل متعاقبة، على أن ترفق هذه الخطوات بتسويق إعلامي ممنهج ومركّز يردّ الاعتبار لمجمل منتجاتنا التراثية التي سجلها التاريخ بأحرف من ذهب وأهملتها الأجيال المتعاقبة عن قصد أودون قصد.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024