د. مبارك كديدة لـ «الشعب»:

صالون الكتاب فرصة للمهتمين بكتابات الذاكرة الوطنية

تمنراست : محمد الصالح بن حود

تعتبر الجزائر من بين  الدول ذات التراث التاريخي الكبير، نظرا لما تحوزه من ذاكرة تاريخية ثرية بالأحداث يجعلها في حاجة إلى تضافر كافة الجهود من طرف كل الفاعلين لكتابتها.

تطرّق الدكتور محمد مبارك كديدة، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بالمركز الجامعي الحاج موسى أق اخاموخ بتمنغست من خلال الدردشة التي جمعته بـ «الشعب»، أن الكتابة تطوّرت كثيرا بمرور السنوات منذ استرجاع السيادة الوطنية عام 1962 من ناحية جودة الكتابات التاريخية، ما جعله يقسمها إلى ثلاثة مراحل في رأيه ، ففي المرحلة الأولى يقول الأستاذ كنا بحاجة إلى كتابات تاريخية جامعة أو تاريخ تجتمع حوله الأمة التي كانت بحاجة إلى ترميم وتأسيس العديد من القطاعات والمجالات  ووضعت اللبنات الأولى للمدرسة التاريخية الجزائرية وفي المرحلة الثانية بدأت الكتابات أكثر تخصصا بعد أن كوّنت الجزائر مجموعة من الإطارات وفي المرحلة الثالثة الممتدة إلى يومنا هذا استمرت في التطور واستخدام الوسائل اللازمة  وتسخير الإمكانيات المنهجية العلمية الحديثة ما يعطيها قيمة علمية ومكانة.
يضيف رئيس قسم العلوم الإنسانية بالمركز الجامعي لعاصمة الأهقار، أنه في ظلّ العناية بهذا التخصص المهم بالنسبة للدول وتكوين مئات الباحثين فيه وإنشاء المخابر والمؤسسات التي تعنى به وخاصة تاريخ الثورة التحريرية الذي لاحظنا بعض التجاذبات الإعلامية التي حاولت استخدام بعض زوايا موضوعاته في جذب القراء، هناك بعض المؤسسات التي أنشأت خصيصا للعناية بتاريخ الحركة الوطنية الجزائرية وثورة التحرير منها المركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر 1954 الذي تعامل مع الباحثين وشجّع وموّل طبع الكثير من المشاريع البحثية الجماعية، وراح المركز يعمل على توزيع الأعمال ما أسهم في نشر التاريخ الوطني وهي مؤسسة تحضر بقوة في الصالون الدولي للكتاب، وبطريقة تليق بكتابات الذاكرة الوطنية، حسبه.

التوزيع يعيق كتابات الذاكرة الوطنية  رغم الاهتمام الكبير الذي تحظى به

في نفس السياق يضيف محمد مبارك كديدة قائلا، إن «هناك أعمال بحثية فردية لباحثين قاموا بنشرها في دور نشر خاصة بالرغم من الصعوبات التي تواجههم، ومع ذلك يقول المتحدث، لاحظنا بالرغم من الاهتمام الكبير بالأعمال التاريخية من قبل دور النشر، إلا أن واحدة من أهم المعطيات هي الانتشار أو التوزيع الواسع للكتاب عبر التراب الوطني لنشر المعلومات التاريخية على نطاق واسع يمكن شرائح واسعة من المجتمع من الاستفادة من هذه البحوث، يعيق انتشار هذه الكتابات، بحيث لمسنا عدم قدرة العديد من دور النشر على توزيع هذه المؤلفات، مما يجعل بعض البحوث محصورة مثلا في العاصمة أو المناطق القريبة منها، بسبب تواجد مقر دار النشر بها، أو تواجده في المدن التي بها مقرات ونقاط بيع فقط.
يقول المتحدث، إن نفس الشيء ينطبق على أعمال الكثير من الكتاب والمؤلفين، والتي لا تتجاوز مؤلفاتهم الإطار الجغرافي المحاذي للمدينة التي بها دار النشر، ما يجعل من الصالون الدولي (سيلا) فرصة لا تعوض للقارئ المحب، والمقبلين على الدراسات التاريخية من المهتمين، نظرا لإجماع العديد من الناشرين في فضاء واحد يمكنه من الإطلاع والحصول على جديد الساحة في الكتابات التاريخية عن تاريخ وتراث الجزائر وهي إشكالية يجب إيجاد حلول سريعة، من أجل توفير الكتب والمؤلفات التي تعنى بالذاكرة الوطنية في كافة ربوع الوطن.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024
العدد 19445

العدد 19445

الأحد 14 أفريل 2024