هي أحدث إنتاج للمسرح الوطني الجزائري

«ماكبت»..العبثية الجريئة لتشخيص الواقع

أسامة إفراح

كان الجمهور على موعد مع الإنتاج الجديد للمسرح الوطني الجزائري، مسرحية «ماكبت» لأوجين يونسكو، برؤية إخراجية لأحمد خودي. تتطرّق المسرحية إلى الصراع على كرسي العرش، وكيف يتم اللجوء إلى شتى الطرق والوسائل من أجل هذا المسعى. ولكن هذه النسخة جاءت جزائرية خالصة، حيث تمّت «جزأرة» الحوارات مع جرعة من الجرأة والتحرر في الأداء على الركح.
«ماكبت» مسرحية ذات أسلوب عبثي كتبها المسرحي الفرانكو روماني أوجين يونسكو سنة 1972، وعارض فيها مسرحية «ماكبث» الشهيرة لشكسبير، وحوّلها لملهاة بعد أن كانت عند شكسبير تراجيديا.
العرض الذي استقبله استثناءً ركح كاتب ياسين بتيزي وزو هو من إخراج أحمد خودي بمساعدة نبيلة إبراهيم، وسينوغرافيا سليمان بدري، ومن أداء عبد النور يسعد، منيرة روبحي فيسا، محمد بوعلاق، حجلة خلادي، أحمد مداح، يزيد صحراوي، سليمان هورو، صالح نصار وعزيز شعبان.
من جهته، أكّد لنا المخرج أنه مثلما رأى يونسكو بأن «ماكبث» شكسبير تعبّر عن الأوضاع المعاصرة حينها، فإن المسرحية ما تزال صالحة إلى حد اليوم، لأن قصص الصراع على الهيمنة ستبقى آنية متواصلة.
سألنا المخرج عن طول مدة العرض، التي قاربت الساعة وأربعين دقيقة (وهو ما يقترب من مدة العرض الأصلية) وأجابنا بأن ذلك لن يؤثر سلبا بالضرورة: «صحيح أن الغالب حاليا هو تقديم عرض من ساعة أو أكثر قليلا، ولكن العرض الجيد لا يتأثر بطول مدته..سبق لي سنة 2006 أن قدمت عرضا بالعربية الفصحى من ساعتين ولم يؤثر ذلك سلبا». كما جاءت سينوغرافيا العرض بسيطة متفادية للاكتظاظ، وهو منهج المخرج أحمد خودي الذي اعتدنا عليه في عديد أعماله.
أما محمد يحياوي المدير العام للمسرح الوطني الجزائري، فذكّر بأن هذه المسرحية تندرج ضمن برنامج المسرح الوطني، الذي يتضمن إنتاج 3 مسرحيات خلال هذه السنة هي «ماكبت» و»جي بي أس» لمحمد شرشال، و»صديق البيئة» الموجهة للأطفال، إضافة إلى مشروع السنة المقبلة هي مسرحية «الشهداء يعودون هذا الأسبوع» في ترجمة إلى الأمازيغية.
واعتبر يحياوي أن من المهام الأساسية للمسرح الوطني إنتاج أعمال مسرحية جزائرية وعالمية، والجمهور الجزائري ذواق ويحتاج مثل هذه الأعمال، وتوقّع يحياوي أن تلقى «ماكبت» إقبالا كبيرا من الجمهور، وهو إقبال بدا جليا في العرض الشرفي. وأضاف بأنه في ظل المنافسة القوية من التلفزيون والأنترنت فإن على المسرح استعادة جمهوره والمحافظة عليه، واعتبر أن المسرح الكوميدي مطلوب، لذلك يمكن الاستعانة به لإعادة الجمهور إلى المسرح، مع التركيز على عنصر الشباب، وهي نقطة قوة مسرحية «ماكبت».
فيما اعتبر المسرحي محمد دلسي أن العرض كان جريئا إلى أبعد الحدود، واعتمد فيه المخرج على أداء الممثلين ورمزية الفضاء في بعض مراحل العرض، بحيث كانت لغة وحوار العرض قريبين من واقع المشاهد الذي تبنى الحوار في جميع كلماته، «فعبثية أحداث العرض هي واقع الجمهور المتابع للعرض»، يقول دلسي.
نشير إلى أنه، بعد عرض ثالث بمسرح تيزي وزو اليوم الإثنين، سينتقّل العرض إلى بجاية، ثم العلمة، ثم قسنطينة وعنابة، لتكون نهاية الجولة الأولى في انتظار جولة ثانية بعد المهرجان الوطني للمسرح المحترف.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024