مدير الثقافة بسوق أهراس لـ«الشعب»:

اتفاقيات ثنائية تجمعنا ومديرية التربية

أجرى الحوار: سمير العيفة

غياب الهياكل الثقافية حال دون تطور مسرح الطفل بالمدارس

يعد المسرح المدرسي واجهة حضارية ومصدرا من مصادر المعرفة والثقافة التي تقوم عليها المجتمعات، لما يتمتع به من خصائص استطاع من خلالها أن يكون الموجِّه التربوي على مستوى المراحل العمرية المختلفة لجمهوره، فقد أصبح المسرح المدرسي يقوم على نظريات علمية يضمن تطبيقها تحقيق أهداف وغايات بشكل يساعد على تحقيق نتائج فاعلة وغاية في الأهمية على مستوى إدراك الأطفال، وهذا يقود بدوره إلى تطوير العملية التربوية. ولأن المسرح المدرسي يمتلك من الأهمية على النحو الذي تم ذكره، أردنا أن نعرف واقع مسرح الطفل بولاية سوق أهراس من خلال هذا الحوار مع الطاهر عريس مدير الثقافة بولاية سوق أهراس.

«الشعب»: كيف هو واقع مسرح الطفل اليوم بولاية سوق أهراس؟
الطاهر عريس:  أولا شكرا لجريدة «الشعب» على إثارة هاته الملفات الثقافية، حقيقة مسرح الطفل في دائرة اهتماماتنا الثقافية على رأس القطاع بالولاية، فالطفل يمثل المستقبل، وبالتالي نحن نسعى إلى الاستثمار في هذا المستقبل بأي طريقة كانت، كما هو معموم على مستوى ولايتنا نخصص سنويا مهرجان كبير لمسرح أيام الطفل على مستوى المسرح الروماني بخميسة، وهذا العام مسرح الطفل بخميسة في طبعته الـ 18، نعمل جاهدين من اجل وضع العديد من البرامج الخاصة بالطفل، من خلال استقطاب العديد من الوجوه الفنية سواء كانت على مستوى الجزائر أين تمّ استدعاء العديد من الفنانين في الطبعة الـ 18 مثل «مصطفى غير هاك» و»لالة مسعودة « إلى جانب العديد من الوجوه الفنية لمسرح الطفل من الجارة تونس مثل شخصيات مسلسل «نسيبتي العزيزة» الممثل المشهور التونسي «الفاهم» و»لالا جمعة».
كما نعتمد بصورة كبيرة على العمل الترويجي والإشهار من خلال الإذاعة المحلية وكذا الملصقات لإعلام العائلات السوقهراسية بمختلف البرامج التي تنظم من اجل ضمان حضور كبير على مستوى العديد من القاعات الفنية بمديرية الثقافة، وهذا العمل الذي ننظمه كل يوم سبت من الأسبوع بتقديم العديد من العروض المسرحية للأطفال، وكتقييم لمسرح الطفل على مستوى ولاية سوق أهراس الخاص بمديرية الثقافة ومختلف هياكلها وملحقاتها نحن نخصص حصة الأسد للطفل، كما نلمس تفاعل كبير مع الأطفال في العروض المقدمة، أيضا حضور لابأس به ككل تظاهرة فنية تقدم للطفل، بل أصبحت تقريبا ثقافة لدى اغلب العائلات من اجل استحضار أبنائهم لمتابعة اغلب العروض المقدمة.
 لماذا نذكر المدرسة حين نتحدث على مسرح الطفل، هل هناك عمل ثنائي بين المدرسة ومديرية الثقافة في هذا المجال؟
 في هذا الإطار لنا العديد من الاتفاقيات مع مديرية التربية للولاية فيما يخص البرامج الفنية التي تقدم للطفل، مؤخرا ربما تراجع مسرح الطفل على مستوى اغلب المؤسسات التربوية وهذا يعود إلى غياب الهياكل والمنصات الفنية على مستوى هاته المؤسسات التربوية، وكذلك المؤطرين للجانب المسرحي والثقافي، وبالتالي تمّ رمي الكرة في ملعب مديرية الثقافة التي بات لزاما عليها أن تأخذ بعين الاعتبار الدور الترفيهي  للطفل والعمل على تنظيم برامج ثقافية تغطي ربما العجز الذي يجده الطفل على مستوى المؤسسات التربوية، فنحن نراعي الجانب الترفيهي للطفل وخاصة أيام العطل ونهاية الأسبوع نحاول أن ندعم القدرات الفنية للطفل من خلال العديد من العروض المسرحية، وعرائس القاراقوز والفكاهة، يبقى الجانب التنظيمي مهم جدا فيما يخصّ تأطير ربما أعداد كبيرة في الهواء الطلق في ظل إمكانيات غالبا لا تسمح بكذا تظاهرات فنية، لكن الحمد لله لنا من العمل التطوعي للعديد من منتسبي القطاع من جمعيات وعائلات وكذا موظفين على مستوى مديرية الثقافة دائما نرفع التحدي لضمان الفرجة والترفيه للطفل.
 كيف تقيّمون الرسالة المسرحية المقدمة للطفل؟ وماهي الأبعاد التي تتحكّم في أغلب المواضيع المسرحية المقدمة؟
 نحن في عروضنا المسرحية المقدمة أولا نراعي الجانب التربوي التعليمي للطفل، ثم نراعي المستويات العمرية للطفل، كلك نحاول أن نقدّم عروضا مسرحية هادفة لها بعد تعليمي تربوي تثقيفي ترفيهي، كما لا نغفل المناسبات الوطنية والتي تكن في صميم أعمالنا الفنية المقدمة حتى نضمن للطفل تنشئة سليمة ترسّخ في ذهنه تاريخه الوطني من جهة واغلب المحطات التاريخي الهامة التي تدخل في صميم بناء شخصية الطفل. كما أن الطفل في هاته المرحلة العمرية يميل إلى عناصر الترفيه، وبالتالي يجب أن تكون عناصر الفكاهة حاضرة، وهذا عمل كبير يتطلب منا جهدا جبارا من اجل إعداد هاته البرامج المسرحية وإخراجها في صورة ترتقي إلى هذا المستوى التعليمي التربوي التثقيفي الترفيهي.
كما تصادفنا العديد من العوائق ومن أهمها قلة الموارد المالية التي ربما أحيانا تدفعنا إلى التقشف في تقديم عروض معينة كان من المفروض أن تكون في مستويات أفضل، لكن تبقى روح المبادرة هي أهم محرك لنا في تقديم العروض المسرحية للأطفال، خاصة ونحن نرسم الابتسامة على وجوه الأطفال فهاته اللحظات السعيدة على وجوه البراءة ربما كقائم على القطاع لا تقدر بثمن.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024