الفنان السوري حسين كناني لـ«الشعب»:

تغييب الرعاية والرقابة.. والتهريج استوطن المكان

وهران: براهمية مسعودة

تحديات ومعيقات كبيرة تواجه مسرح الطفل اليوم 

 أكد الفنان المسرحي السوري المقيم بالجزائر، حسين كناني، أن التحديات التي يواجهها مسرح الطفل في الفترة الحالية، معقّدة، وفي حاجة إلى إرادة فعّالة وقويّة لمنافسة عالم التكنولوجيات بما يقدمه من مستويات وما يحققه من إبهار ومتعة وتشويق عبر مواقع التواصل الاجتماعية والألعاب الالكترونيّة المتاحة لهم في أجهزتهم الذكيَّة.
اعتبر  كناني في تصريح لـ»الشعب» «المسرح واحدا من الوسائل التربوية والتعليمية التي تسهم في تكوين وتنمية شخصية الطفل»، داعيا الجهات المسؤولة لدعمه وفرض الرقابة عليه، إضافة إلى توفير الفرص للمؤلفين المتمكّنين جدا من التعاطي مع قضايا الطفل بحرفية عالية، تحترم عقليته ونفسيته، وتؤسس فكره وشخصيته بشكل صحيح، يتناسب مع متغيرات العصر.
وفي السياق ذاته، عاد محدّثنا إلى سنوات السبعينات وثمانينات القرن الماضي، تاريخ ازدهار ما يسمى بالمسرح المدرسي الذي تشرف عليه وزارة التربية، حيث نوّه بمجهودات المنشط الثقافي ومساهمته في التأسيس  لفرق مسرحية مدرسية، قدّمت أعمالا هامّة في إطار مهرجان المسرح المدرسي آنذاك.
وأكمل قائلا: هذا النشاط لم ينتج عنه جيل ثقافي وجمهور مسرحي فحسب، وإنما أخرج مواهب، واصلوا مسيرتهم في دعم الحركة المسرحية الجزائرية،  فساهموا في تطور هذا الفن وازدهاره،  لكن ماذا يحدث الآن، حتى تتعمّق الفجوة بين الجمهور والمسرح، وينطفئ ذلك التألق والبريق؟؟...
ثم استطرد: «الحقائق واضحة للغاية، وكلنا مسؤول عن إحداث هذه التحولات السلبية التي عرفها هذا النوع من الفن، بعدما تخلى عن دوره وواجباته تجاه هذا المجتمع،  وطغى عليه الاستسهال والاستخفاف بعقول الأطفال، وأصبح التهريج والانحطاط عنوانا لمسرح الطفل، ومصدرا لكسب المال...».
وأرجع السبب في ذلك إلى غياب الرعاية والرقابة وإرادة النشاط المسرحي الذي كانت تشرف عليه وزارة التربية في المدارس، حيث أصبح هذا النشاط، طوعي أو تبرعي، وصار الاهتمام بالمسرح المدرسي اهتماما على استحياء، على حدّ تعبيره، كما فتح المجال واسعا للمتطفلين على الفن المسرحي، ليزيدوا الشقاق بين الجمهور والمسرح.

 «صديق البيئة» تجربة في العمل التشاركي بين الركح و المدرسة

ومن جانب آخر نوّه بالعمل المسرحي «صديق البيئة» ؛ وهو آخر عرض موجه للطفل، أخرجه بنفسه، من تأليف سيد علي بوشافع، معتبرا أنه «خطوة جبارة من المسرح الوطني، الذي لم يكتفي فقط بالإنتاج، وإنّما عمد إلى التنسيق مع مديريات التربية، في مسعى لتحقيق المصالحة بين الجمهور والمسرح،  قبل البدء في مشروع صناعة الجمهور، انطلاقا من زيادة الاستثمار في طاقات الأطفال وتعويدهم على الفن الراقي، وهنا بإمكان الطفل وعائلته ملاحظة الفرق بين مسرح التهريج والفن الحقيقي».
وفي الختام طالب الفنان المسرحي، حسين كناني، وزارة التربية بضرورة إعادة تفعيل دور المسرح المدرسي ومسرح الطفل في المنظومة التربوية الجزائرية، وأن تعمل جنبا إلى جنب مع وزارة الثقافة لمحاربة الفساد الفني وحماية أطفالنا من التشويه الفني وانعكاساته الخطيرة على حياة الفرد والمجتمع.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024
العدد 19445

العدد 19445

الأحد 14 أفريل 2024