أيام الفيلم الملتزم

تصنع الفرجة في العاصمة

 احتضنت الجزائر بداية هذا الشّهر فعاليات مهرجان الجزائر الدولي للسينما «أيام الفيلم الملتزم». هذه التّظاهرة الثّقافية بامتياز التي تسلّط في كل طبعة الضوء على المشاكل الأمنية والإنسانية والاجتماعية التي باتت تعاني منها الشّعوب والمجتمعات في ظل المتغيرات الخطيرة والتحولات الجيو-استراتيجية التي يعيشها العالم من حروب وفقر وجريمة منظّمة وغيرها من الآفات التي أنهكت كاهل الإنسان. فكانت العاصمة على موعد لمدة عشرة أيام مع أفلام روائية وأخرى وثائقية تناول مخرجوها تحت شعار «الكرامة» قضايا راهنة مثل الهجرة واللجوء والتمييز العنصري والفقر والنضال النقابي من أجل تحسين حقوق العمال وكذا الكفاح من أجل الحرية.
 وفيّة لرسالتها الإعلامية وقفت جريدة «الشعب» على الحدث،  متناولة من خلال هذا الملف آراء بعض صنّاع الفيلم الملتزم في محاولة لتسليط الضوء بدورها على مجال من مجالات الفن السابع، الذي جعلت منه السينما الجزائرية في بدايتها أرضية خصبة لأول الأفلام المنتجة.  

إسدال الستار على الطبعة 9 لأيام الفيلم الملتزم الدولية
«لست عبدك» و«الضفة الأخرى للأمل» يحصدان الجائزة الكبرى

أسدل الستار سهرة أمس على فعاليات الطبعة 9 لمهرجان الجزائر الدولي للسينما: «أيام الفيلم الملتزم» بعرض 3 أفلام خارجة عن المسابقة، وهي فيلم «ابنة الشيطان» للمخرجة الفرنسية أورسولا وارنلي وفيلم «خوسي مارتي، عين الكناري» للمخرج الكوبي فرناندو بيريس، وفيلم «أرجل حافية في الفجر» للكندي فرانسيس لوكلير، فيما خصصت سهرة السبت للإعلان عن أسماء الأفلام الفائزة بجوائز المهرجان الكبرى وجائزة لجنتي التحكيم وجائزة الجمهور.


عادت الجائزة الكبرى للمهرجان في فئة الفيلم الطويل الى «الضفة الأخرى للأمل» للمخرج اكي كوريزماكي من فنلندا والذي عالج مشاكل اللاجئين والمهاجرين في أوروبا، من خلال قصة لاجئ سوري نجا من الحرب في حلب وهاجر طالبا حق اللجوء في فنلندا.
ومنحت جائزة لجنة التحكيم التي ترأسها الباحث في الأدب والسينما والموسيقى والكاتب نبيل بودراع فيلم «كآبة الكادحين» للمخرج الفرنسي جيرار مورديلا الذي يحكي قصة «لوسي مود» أحدى رائدات الحركة النقابية في الوسط العمالي النسوي بفرنسا في بداية القرن التاسع عشر. وساهم تصويت المشاهدين الذي حضروا بقوة أغلبية العروض في تتويج  «واجب» للفلسطينية آن ماري جاسر و»صوت الملائكة» لكمال يعيش بجائزة الجمهور.     وفي فئة الفيلم الوثائقي أفتك الجائزة الكبرى فيلم «لست عبدك» للمخرج هايتي لراوول بيك الذي عالج من خلاله موضوع نضال الافرو- أمريكيين السود من أجل حقوقهم المدنية والمطالبة بالمساواة مع البيض.   وعادت جائزة اللجنة التي ترأسها السينمائي السينغالي عصمان وليام مباي إلى فيلم «الرجال الاحرار» للمخرجة  السويسرية آن فريديريك، الجنة التي أشادت في ذات السياق بالفيلم الألماني «محاربون حقيقيون» الذي أخرجه  كل من رونجا فون وورمب سيبال ونيكلاس شانك.
كما منحت جائزة الجمهور في فئة الفيلم الوثائقي مناصفة إلى الفلمين  «حر» للمخرج  الفرنسي ميشال توسكا و»أبناء هزار» للمخرجين البلجيكيان باسكال كولسن وتييري ميشال.
ومن جهته منح المجلس الدولي للسينما والتلفزيون والاتصال السمعي البصري التابع لليونيسكو، ميدالية «غاندي» للفيلم الوثائقي «أبناء هزار»  الذي عالج أهمية التعليم والتنوير والارتكاز على  الماضي والحاضر ومناقشة كل المتغيرات والمشاكل الراهنة مع الأطفال لتهيئتهم لبناء مستقبلهم وهي الرهانات التي تدعمها اليونسكو بقوة.
وفي سياق متصل، كرمت إدارة المهرجان خلال الحفل الختامي، الذي حضره وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، المخرج السينمائي التشادي محمد صالح  هارون صاحب المسيرة السانمائية الطويلة نظير نضاله المستمر من  خلال أفلامه الملتزمة التي تعالج بنظرة أخرى واقع الهجرة واللجوء. وقد اهدي محمد صالح هارون  آلة إمزاد التي تصنفها اليونيسكو ضمن التراث العالمي الانساني والذي تتقاسمه كل من الجزائر ومالي والنيجر والتشاد، هذا فيما عرض فيلمه الروائي «موسم في فرنسا» يروي قصة عباس أستاذ لغة فرنسية في إفريقيا الوسطى، بفر من الحرب في بلده إلى فرنسا رفقة طفليه لتبدأ رحلة البحث عن العمل والاستقرار وتسوية وضعيته.

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024