بلاع فؤاد رئيس جمعية «لمسات»:

دخلاء استغلّوا غياب النقّاد للتّسلّل إلى عالم الفن عن طريق التّجريدية

خنشلة: اسكندر لحجازي

يرجع الفنان فؤاد بلاع، خرّيج مدرسة الفنون الجميلة باتنة ورئيس الجمعية الولائية لمسات للفنون التشكيلية خنشلة، تدهور الأداء في مجال الفن التشكيلي بالجزائر وفقدانه لجمهوره الذواق ومتتبعيه منذ عقود من الزمن، إلى عدة أسباب وعوامل مترابطة، أهمها انعدام النقاد وكثرة الدخلاء على هذا العالم الحساس الذي يتطلب تضافر الجهود للرقي به وإرجاعه إلى مكانته المطلوبة كفن راق  تعنى به الأمم المثقفة.

في هذا الصدد، أكّد بلاع لـ «الشعب» أن عديد الدخلاء على هذا الفن ساهموا في تراجع أدائه بالجزائر، ووجدوا في انعدام النقاد فرصة للتسلل إلى عالمه وتسمية أنفسهم بفنانين تشكيليين منطلقين مباشرة برسم لوحات فنية تجريدية رغم ما تتطلّبه هذه المدرسة المصنّفة من أرقى المدارس الفنية للوصول إليها من ضرورة التمرس والمرور حتما عبر المدارس الأخرى.
أوضح محدثنا في هذا الصدد، أن الدخلاء يقومون باستغلال ثغرة في هذه المدرسة التجريدية بوضع خربشات على لوحاتهم بألوان مخربطة غير مدروسة فنيا، ودون التركيبة اللونية التي تتطلبها فنيات الأداء داخل هذه المدرسة ويسمّونها لوحات فنية بدون عنوان، وهذا أساس خاطئ وجد انتشاره أمام انعدام النقاد ولجان انتقاء الأعمال المشاركة في الصالونات.
وأضاف الفنان بلاع في هذا السياق، أنّ أساس العمل في الفن التجريدي يتطلب من الفنان أن يمر بأعماله الفنية عبر إحدى المدارس الفنية الأخرى خاصة منها، الواقعية، الانطباعية والكلاسيكية، أين يقوم أولا بتجسيد اللوحة قبل تجريدها، ويكون ذلك برسم للوحة أولا بلمسات الفنان الخاصة به والمعروف بها في إطار فنيات إحدى المدارس المذكورة، ثم ينتقل بعدها إلى مرحلة التجريد أي تجريد تلك اللوحة في لوحة أخرى تتضمن عند قراءتها فنيا وتفكيكها جماليا لمساته الخاصة المعروف بها كفنان، ما يثبت قدرته الفنية وموهبته حقيقية.
وبذلك دعا محدثنا، إلى ضرورة تفعيل عمل النقاد إلزاما واستضافتهم ولو من دول أخرى لإشراكهم في قراءة الأعمال قبل عرضها للجمهور بانتقاء الفنية، واستبعاد كل عمل غير مصنّف كفن تشكيلي واستبعاد الرسامين بما يضع حد لفئة الدخلاء من جهة ويثمن عمل الفنان الحقيقي بالجزائر، وهوما سيساهم حتما في إعادة جمهور هذا الفن وتشجيع رواده ومؤدييه.

نثمّن مبادرة إنشاء السّوق الفني ونطالب بتعميمها
وألحّ ذات المصدر، على أهمية العمل النقدي البناء في هذا المجال لما في ذلك من صقل المواهب وتوجيهها للعشرات من الفنانين الموهوبين باكتشافهم، وفتح الطريق لهم باتجاه الشهرة الوطنية ولم لا العالمية وهذا ما سيساهم لا محالة في إعادة مصداقية الفن لتشكيلي ومكانته الضائعة بوطننا.
كذلك طالب محدّثنا كرئيس لجمعية فنية، بتعميم مبادرة وزير الثقافة عز الدين ميهوبي التي أطلقها شهر ماي من السنة المنصرمة، والمسماة ربيع الفنون التشكيلية والتي تضمّنت إنشاء سوق فني لبيع منتجات الفنانين، بإحداث أسواق جهوية أخرى لهذا الفن يروج من خلالها الفنان لأعماله ويقترب من الجمهور أكثر أين يزداد ذوق الجمهور صقلا وتقريبه من هذا الفن الجميل من جهة، ومن جهة ثانية يجد الفنان طريقه إلى تسويق لوحاته ما يعتبر دعما ماديا لهذا الأخير.
كما يرى الفنان بلاع في فكرة جمعيته إحداث ورشات مفتوحة على الجمهور خلال الصالونات المنضمة جديرة بالتعميم لما لها من أهمية في محاصرة الدخلاء من جهة بتوفير كل المستلزمات للمشاركين، وجعلهم يرسمون لوحاتهم مباشرة أمام الأساتذة والنقاد ويحتكون في ذات الوقت مع جمهورهم، على أن تتوّج الورشات بعرض الأعمال المنجزة في نهاية التظاهرة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024
العدد 19445

العدد 19445

الأحد 14 أفريل 2024