الرسّام عبد الله بن عبد الكريم:

ضرورة بلورة أفكار الفن التّشكيلي وتحديثها لمواكبة الظّرف

تمنراست: محمد الصالح بن حود

يرى الفنان عبد الله بن عبد الكريم أن الفن التشكيلي في وقتنا الحالي يواجه تحديا كبيرا على غرار أشكال الإبداع المختلفة، نظرا للتسارع التكنولوجي الجاري في شتى مجالات الحياة، والذي أثّر على اهتمام الناس بهذه النشاطات الإبداعية التي يتّخذها غالبا كنوع من الترفيه، خاصة أن الفن التشكيلي يصنف كفن النخبة على حد تعبيره، ما يزيد من ضعف الإهتمام به من طرف العامة التي تنجذب عادة إلى العروض الترفيهية من غناء وفلكلور ومسرح وغيرهم.

يعتبر الرسام عبد الله بن عبد الكريم في حديثه لـ «الشعب» أن الفن التشكيلي بالرغم من أهميته القصوى في الحياة العامة، وإضفائه للجمالية على الحياة اليومية، من خلال حفظه للتراث الخاص بالمجتمعات من خلال الرسومات الصخرية التي وثقت حضاراتها بالأعمال الفنية، يقابل ببعض العزوف من عامة الناس، الذي يعود لصعوبة فهم بعض أشكال التعبير التشكيلي الغامض والفلسفي، وإبتعاده عن الواقعية والجمالية التي يهتم بها الناس غالبا، ما يجعل الفنان التشكيلي يواجه هذا التصرف بقلة في إنتاجه والتقاعس عن البحث في أساليب ومواضيع، ومحاولة إبتكار أفكار جديدة تعيد الفن التشكيلي لمكانته في أعين المجتمع والمتتبع العادي.
في هذا السياق، أكد عبد الله على ضرورة بلورة أفكار الفن التشكيلي، وتحديثها لمواكبة الظروف والتطور الحاصل في العالم، وهذا من خلال خلق فرص تلاقي الفنانين التشكيلين في ورشات بحث دورية تمكنهم من الخروج بأفكار فنية قد تنتج تيارا فنيا
مستحدثا على غرار حركة «أوشام» لبعض الفنانين التشكيليين بعد الاستقلال التي استمدت أعمالها من الوشم الذي كان على وجوه النساء، والأشكال الموجودة على الأواني الفخارية والزرابي التراثية، وهذا ممكن لأن التراث زاخر بكنوز لم تعالج فنيا حتى الآن فقط علينا.

تبنّي فكرة البحث والعمل المشترك

يضيف المتحدث في سياق آخر، أنّ هذه الخطوة لا بد لها من مرافقة تكون بالتوازي معها لبلوغ الهدف المنشود، وهذا من خلال رعاية ودعم الفنان التشكيلي من طرف الدولة، خاصة المواهب الجديدة والمتميزة التي أثبتت جدارتها في الميدان التشكيلي سواء من خلال نشاطاتها المكثفة كإقامة المعارض أو المشاركات أو المنجزات المهمة، وذلك باستحداث آليات تساعد هؤلاء ماديا وتكريمهم معنويا، وهذا من خلال هيئات الفن التشكيلي والثقافي عموما كإتحاد الفنون الثقافية، الذي يشكل خيمة الفنان النقابية التي ترعى شؤونه، والمتاحف الفنية التشكيلية الكبرى والقضاء على الجهوية وتمكين فنانين الولايات الأخرى وخاصة في الجنوب من إبراز أعمالهم الفنية وما أكثرهم، مؤكدا أن هذا لا يتأتى إلا من خلال تواجد فروع لهذه الهيئات في مختلف الولايات، والذي بالمحصلة ينتج لنا تنوعا في نوعية الأعمال سواء من ناحية المواضيع أوالتقنيات لأنه كما يعرف أن الفنان هوابن بيئته يعكسها في أعماله.
في سياق آخر، طالب الفنان التشكيلي من المسؤولين في مختلف مؤسسات الدولة إلى السعي لاقتناء أعمال فنية تضفي طابع حضاري جمالي على المؤسسات، وكذلك منح مساحات وفضاءات عمومية للفنان ليضع فيها بصمته الفنية التي تتمثل في جداريات أو أعمال مجسدة، من شأنها أن تعطي شكلا جماليا للمدن وفي نفس الوقت تخدم السياحة وتعكس ثقافة المجتمع، وتعطي الدافع للفنانين على المزيد من الإنتاج والتطوير الذاتي في أعمالهم، ومنه المساهمة في إعادة ولوالقليل من مجد الفن التشكيلي الضائع.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024
العدد 19445

العدد 19445

الأحد 14 أفريل 2024