الإعلاميّة والرّوائية بوخلاط نادية لـ «الشعب»:

تظاهرة أقرب للنّقمة منها للنّعمة والعيب في مسيّريها

وهران: براهمية مسعودة

الثّقافة ملك للجميع وسياسة «الكلانيزم» أضرّت بالهدف الأسمى

قالت الكاتبة الرّوائية بوخلاط نادية في تصريح لـ «الشعب»، إنّ الثقافة ملك للجميع، ولا يمكن لأحد أن يضرب مصداقية فضاءات الإبداع الأدبي، التي وجدت أساسا لخلق بيئة فكرية ثقافية وأدبية وفنية جذابة، تعتمد على التعاون والتواصل المثمر، من أجل إرساء قاعدة قوية يساهم فيها الجميع، خدمة للمثقفين وهوية الوطن بمختلف مكوناته وأصوله وأسسه وثوابته.

تحدّثت بوخلاط قبل ذلك عن مساهمة المقاهي الأدبية أو الثقافية في دعم الحركة الثقافية والأدبية الجزائرية، بوصفها «فضاءات أدبية أوجدت لتكون مساحة للبوح  والتعبير وتبادل الأفكار والتصورات الإبداعية، بالإضافة إلى أنها تتيح فرصة مثالية للاحتكاك والتواصل المثمر بين المبدعين، ولو اختلفت توجّهاتهم ومجالاتهم على نحو يحقق الغاية الأساسية، والهدف الأسمى الذي يجتمع من أجله المثقفين والكتاب والأدباء والشعراء والنقاد والأكادميين، ويتآلفون خدمة للمشهد الثقافي والفكري والفني للجزائر».
واعتبرت محدّثتنا أنّ المقاهي الأدبية التي لمع نجمها في الجزائر، استطاعت أن تجد لها موطأ قدم في المشهد الثقافي العام، ومن بينها «وحي القلم» أول مقهى ظهر بمدينة وهران بالمعنى المتعارف عليه، تقول محدثتنا «إنّ الفضل يرجع له في تنظيم أمسيات شعرية وفعاليات متعددة، كانت تحتضنها قاعة سويح الهواري والكريديش، الغاية منها الارتقاء بالكلمة والبوح الجميل، وقد مرّت عليه أسماء أدبية وثقافية بارزة تركت بصمة لا تنسى ولا تمحى، من أمثال الدكتور كاظم العبودي، أم سهام، الشاعر سعدون بوعبد الله، إنصاف عماري، كريم بن يمينة، محمد بن زيان، راجي المرجي، عبد الله الهامل وغيرهم من القامات الأدبية الفريدة التي ساهمت بشكل كبير في تنشيط آلية الفكر وصياغة أرضية صلبة وأساسية للثقافة بوهران، وقد شكّل قصر الثقافة والفنون ملتقى ومنبرا لهذه الكوكبة من الشعراء والمفكرين والكتاب، وحوله ذلك النادي إلى مركز إشعاع أنار أمسيات وهران، وأضحى قبلة المهووسين وعشاق الشعر والأدب..».

المحسوبية والمحاباة العدو الأكبر لاستمرارها  

 ثم تابعت موضحة: «ومع مرور الوقت  تكاثرت المقاهي الأدبية وانتشرت في ربوع الوطن، حيث نجح بعضها في أن يكون في طليعة الجهود الرامية إلى الارتقاء بالمشهد الثقافي في مكان تواجده، بينما في الجانب الآخر واجه البعض الفشل، وبات يخضع لحسابات ضيقة، لعدة أسباب أبرزها سيطرة المحسوبية والمحاباة والوساطة في اختيار الأسماء إلى حد التذلل والخضوع لبعض الوجوه الثقافية، وبذلك أثّرت سياسة «الكلانيزم» وأضرّت بالهدف الأساسي لإنشاء المقاهي الرامي إلى خدمة الثقافة وإعلاء شأنها،  وهذا ما يجعل منها فضاء مغلقا حكرا على البعض دون الآخر».
وقد استدلّت محدّثتنا على ذلك بالمقاهي المتواجدة بوهران، مؤكّدة أنها «تكاثرت وتنوّع روّادها وتعدّدت أهدافها، فمنها ما ظل يعمل وينشط تحت لواء دار الثقافة أو مديرية الثقافة وتابعا لها، ومنها ما انضوى تحت لواء جمعيات أو تحور إلى جمعية، كما أنّ البعض منها ساهم في التأسيس لقاعدة ثقافية بالولاية وبات مفتوحا للجميع، وأخرى طغى عليها التحيز والإقصاء في مختلف نشاطاتها، ففقدت بذلك بريقها واضمحلت قيمتها وخبى وهجها، فصارت تقترب من أن تكون لا حدث أو اجترار للرداءة بكل مقاييسها وإحداثياتها...».

الحاجة ماسّة إلى تغيير جذري في الذّهنيات

قالت الرّوائية بوخلاط نادية أنّ «العيب ليس في المقهى الأدبي أو النادي الأدبي، إنما العيب في عقلية وتوجه الأشخاص الذين نصبوا أنفسهم كمسيّرين وأوصياء، فمنهم من وضع نصب عينيه خدمة الثقافة، وصنف آخر ابتغى من ورائه خدمة مصلحة أو غاية في نفسه أو لخلق صراع بين المثقفين، فصار أقرب من النقمة إلى النعمة وأبعد ما يكون عن المشهد الثقافي وحركة الإبداع،  معربة في الوقت نفسه عن آمالها في أن تحقق مثل هذه الفضاءات قاعدة قوية يكون هدفها هو خلق جو ثقافي نقي يتسامى مع تسامي الأهداف المسطرة نحو تعزيز الإشعاع الثقافي للمدينة المتواجدة بها.
والجدير بالذكر أنّ الروائية بوخلاط نادية، أصدرت  مؤخرا رواية جديدة تحت عنوان «طوق البنفسج» الصادرة عن دار كليوباترا للنشر والتوزيع بالقاهرة بمصر، والحاضرة بمعرض القاهرة الدولي للكتاب بمصر حاليا، تضاف إلى أعمالها الأدبية الأخرى، وهي مجموعة قصصية بعنوان «عازفة الماندولين» الصادرة عن دار المعتز للنشر والتوزيع بالاردن، ورواية «اليد اليمنى للكولونيل» الصادرة مؤخرا في الجزائر، عن دار الماهر للنشر والتوزيع بالعلمة سطيف، وكذا رواية «امرأة من دخان» التي توّجت في مهرجان «همسة» بمصر في 2015، كما نشرت العديد من القصص القصيرة في عدد من المواقع الأدبية المتخصصة العربية والمحلية، إضافة إلى مساهماتها المثمرة في العديد من الفعاليات الأدبية.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024