الفنّان غاني ظافري:

النّقد أسهل من فك طلاسم الأعمال الفنية

سكيكدة: خالد العيفة

يقول غاني ظافري خريج المعهد الوطني للتكوين العالي لإطارات الشباب، ومدرس للفن التشكيلي منذ سنة 1996، «إن النقد الفني بمفهومه الحديث لم ينشأ عند الغرب من أروقة الأكاديميات الفنية، كما نشأ تاريخ الفن بل بداية العمل النقدي كانت في الصحافة ووسائل الإعلام التي تقدم الأعمال الفنية للجمهور، وكانت منبرا لإبراز هذه الأعمال الفنية، وهذه الأخيرة كانت تستعين بمختصين في مجال النقد لتقييم ، تفسير، وصف، ومراجعة الأعمال الفنية من الناحية الفلسفية والنظرية، بغرض تقريبها من المتتبع لهذه الحصص الفنية، لاسيما في ظل التغيرات والتطورات التي عرفها مجال الفن التشكيلي من تغيير جدري في المدارس والحركات الفنية، وما تبعها من تغير في أساليب الرسم والتي ازدادت تعقيدا ولم تعد مجرد وصف ومحاكاة للواقع».
من هذا المنطلق أكّد ظافري أنّ «هذ الأمر صعّب على المتلقي عملية قراءة وفهم اللوحة الفنية المعاصرة، وهذا ما دفع إلى الحاجة الملحة للنقاد لغرض تقريب المتلقي أكثر فأكثر من اللوحة المعاصرة، التي أصبحت أكثر تعقيدا، والمساعدة في قراءتها وفهمها، وفك طلاسمها»، وأضاف محدثنا: «ومن ناحية أخرى هذه الحركية النقدية انعكست بالإيجاب على الفن بصفة عامة والفن التشكلي على الخصوص، وأدى إلى صقل المواهب والإبداع في هذا المجال، وأصبحت الأعمال الفنية قريبة من المتلقي يمكن له الإبحار في أغوارها».
الحركة التشكيلية الجزائرية حسب محدثنا عرفت في الستينات تطورا كبيرا وانتشارا واسعا، وقطعت أشواطا كبيرة وتمخّضت عن ذلك العديد من التجارب التشكيلية الرائدة، لكن وللأسف يضيف ظافري «كل هذا الزخم الكبير من الإبداع والعطاء الفني كان من غير مواكبة وتوجيه من النقاد ومن الدراسات النقدية»، فكل هذه التجارب الفنية كانت تستحق الدراسة حتى نبني قواعد وركائز متينة لهذه الحركة الفنية المعاصرة، وتؤسس لفكر متكامل ونحن نعلم بأن الناقد هو من يقيم وهو من يدرس ويحلل ،ويبحث بين كل لمسة من لمسات فرشاة الفنان وبالتالي هو من يحدد القيمة الفنية لكل عمل إبداعي ويعطي لكل ذي حق حقه، وبما أنّ النقد كما يقول الفنان ظافري «هو مدرسة في حد ذاته وهو مناهج وأدوات و لغة وتقنيات يعتمدها الناقد في عمله، فالنقد بطبيعة الحال هو من يخدم الفنان ويوجهه للوصول إلى مبتغاة أي أن الناقد هو دليل المبدع ومرشده».
ويعتبر غاني ظافري «النقد أساسي ومهم جدا وغيابه يفسح المجال للخوض في الفن لمن هب ودب»، موضحا في نفس السياق «أن النقد الفني عندنا في الجزائر غياب شبه كلي، إلا بعض الأشخاص ممن يكتب وبعضهم يؤرخ للفن التشكيلي ووضع معاجم للفنانين التشكيليين، مثل الصحفي المرحوم منصور عبروس، ومن حين لآخر الأستاذ بوكرش محمد يقدّم قراءات لأعمال بعض الفنانين، وكذالك الأستاذ رضا بغدادلي  من وهران يقدّم قراءات فنيو حول تجارب الفنانين، لكن تبقى مجرد محاولات لا أكثر، بالمقابل في الخارج النقد الفني الآن أصبح يدرس في الجامعات كاختصاص».
أما بالنسبة للساحة التشكيلية عندنا وما شهدته من تأسيس لأروقة العرض الفنية الحكومية التابعة لوزارة الثقافة، وما تقوم به دور الثقافة من نشاطات فنية ومعارض وصالونات وكذا بعض الأروقة الفنية للخواص يؤكد أن أبسط ما يقال عنهم سماسرة الفن كل ذلك يبقى جسدا بلا روح في ظل الغياب الكلي لما يسمى بالفقد الفني في مجال الفن التشكيلي نجد بعض الأقلام المتواضعة التي تحاول ان تكتب عن الفن التشكيلي من حين لآخر، لكن هذه الكتابات لا ترتقي لمستوى ما يسمى بالنقد الفني بمعناه الحقيقي الذي يبحث في كل كبيرة وصغيرة بل هي مجرّد محاولات سطحية يشكرون عليها».



 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024
العدد 19445

العدد 19445

الأحد 14 أفريل 2024