اعتبر الشاعر الجزائري، عزوز عقيل، أنّ «الصّدى الكبير الذي حظي به الحراك الشعبي ودرجة وعي الشباب الجزائري، تجاوز بكثير مستوى المثقف الذي بقي متخبئا وراء أفكاره الطوباوية ببحر الخيال ومتاهة الأوهام»، مؤكّدا أنّ الحاجة باتت ملحة للتغيير العميق والحرص على أن يكون المثقف واعيا بكل ما يجري ويدور حوله على كافة المستويات والأصعدة.
قال عقيل في تصريح لـ «الشعب»: «إنّ الانتفاضة الجزائرية فاجأت الجميع، بما فيهم الطبقة الحاكمة والسياسية وكذا النخبة المثقفة، فلا أحد كان يتوقّع مثل هذا الحراك، خاصة في سلميته والتأطير المحكم والعالي من قبل الشباب، بعد ما كيلت لهم الكثير من التهم، لكن المفاجأة أحدثها هذا الجيل الذي استطاع أن يقلب كل التوقعات ويتبوأ مكانة عالمية بارزة».
وردا على سؤال حول مدى التزام ومساهمة المثقف الجزائري في الأحداث الأخيرة، أجاب: «أنا لا أرى أنه أضاف شيئا، لكن السؤال الأجدر بنا طرحه: ماذا أضاف الحراك لهذا المثقف، وانطلاقا من ذلك أعتقد بأن درجة الوعي التي يتمتّع بها هذا الجيل، أكّدت غيابات المثقف الحقيقي عن الساحة وجهله بخيوط اللعبة السياسية، وبأنه عنصر سلبي يحتاج إلى إعادة النظر في عديد المسائل».
وفي سياق متصل، أوضح الشّاعر عزوز عقيل أنّه حتى هذه اللحظة مازال المثقف الجزائري تحت تأثير صدمة الدهشة والاستغراب، مردفا: «فلا أحد كان يتوقع حدوث الحراك الحالي في الجزائر بهذا الزخم الكبير، بالرغم من أن هناك الكثير من المثقفين وأشباههم حاولوا أن يركبوا الموجة، وهم بعيدين عنها كل البعد».
وفي الختام أكّد محدّثنا أنه ليس ضد أن يلتحق هؤلاء بالحراك، فأن تصل متأخّرا خير من أن لا تصل أبدا، لكن يضيف «أن يتصدّروا المشهد، فأعتقد أن الكلمة الآن لهذا الجيل من الشباب الذي عرف كيف يتماشى مع الوضع وأثبت قدرته ووعيه الناضج بحقوقه الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وكذلك بحقوقه المدنية والسياسية التي تعد من المتطلبات الأساسية للمشاركة الإيجابية والفاعلة»، حسب رأيه.
جدير بالذكر، أن عزوز عقيل من مواليد عين وسارة ولاية الجلفة، شاعر وعضو الأمانة الوطنية لاتحاد الكتاب الجزائريين، له عدة مطبوعات وترجمت قصائده إلى لغات مختلفة، كما شارك في الكثير من الملتقيات الأدبية داخل الوطن وخارجه، وسبق له الفوز بعدد من الجوائز العربية.
