العـازف الموسيقـي أمـير سفــاح:

واقع الموسيقـــــى ببلادنـا يحتاج لصحــوة ثقافيّـــة جـادّة

باتنة: حمزة لموشي

يتأسّف الفنان الموسيقي أمير سفاح لواقع الموسيقى بكل طبوعها ببلادنا، والتي تتراجع من سنة لأخرى رغم التطور الكبير الذي تشهده الموسيقى عالميا، والمجهودات التي يبذلها البعض لترقية هذا الفن العتيق الذي يصفه سفاح في تصريح لجريدة «الشعب»، بأنه حياة للقلب والعقل وغذاء للروح.
أرجع أمير سفاح الواقع المؤسف للموسيقى بالجزائر إلى عدة أسباب، أهمها «هو تحول هذا الفن الراقي والناعم لمهنة من لا مهنة له، حيث توجه لصناعة الموسيقى أشخاص لا علاقة لهم بها لا من قريب ولا من بعيد، وصار كل من هب ودب يقوم بتأسيس جمعية تراثية وينشط باسم الجمعية في كل الفضاءات دون أي دراية أو خبرة في المجال أو تكون أغلب هذه الجمعيات تقدم عروضا تهريجية لا تقدّم للموسيقى شيئا بل تسيء إليها، ناهيك عن المظهر أو اللباس التقليدي الذي يظهر به الفنان الموسيقي، والذي لا يمثل قيمة الموسيقى بل يقوم بتفصيله على هواه دون أي علم أو ثقافة، المهم عند هذه الفئة من المتطفلين هو الظهور والنشاط بغرض تحقيق عوائد مالية وفوائد شخصية فقط».
هذا بالنسبة للناشطين، أما المسؤولين عن قطاع الثقافة فلا يهمهم ـ حسب سفاح ـ أي شيء سوى تسيير البرنامج الموكل لهم من طرف الوزارة، أومديرية الثقافية والتعامل مع الجمعيات الموسيقية يسهل عليهم البرمجة والسيولة المادية، وبالتالي فهم موظفون يؤدون مهمة فقط بعيدا عن الفعل الثقافي الجاد والهادف، خاصة الموسيقى التي أصبحت في الدول المتقدمة صناعة ثقافية قائمة بذاتها.

اقتصار المدارس على تدريس الموسيقى الكلاسيكية..خطأ يجب تداركه  
وبخصوص وفرة المدارس الموسيقية والمعاهد الموجودة، فأغلبها حسب محدثنا تدرّس الموسيقى الكلاسيكية والموسيقى الشرقية، ولا تولي أيّة أهمية للموسيقى الجزائرية رغم ثرائها وغناء طبوعها بألوان موسيقية رائعة وساحرة، والنتيجة هي أن الموسيقى الجزائرية لا تدرس في هذه الفضاءات المختصة، وإن وجدت فهي ضمن أطر غير نظامية.
ويذهب سفاح بعيدا في طرحه بالتأكيد على أنه حتى إن وجد فنان موسيقي أو أكاديمي جاد يرغب في تكوين فنانين موسيقيين ومدرّسين نظاميين لا يجد الفرصة وسط الرداءة، ويواجه العوائق والصعوبات التي تجعله في النهاية يصرف النظر على هذا الفن أصلا ليتوجه لغيره.
ونفس الشيء بالنسبة للطلبة والشباب المحبّين للموسيقى، فتجد تجارب من سبقهم من المتخرجين من مختلف المدارس والمعاهد الموسيقية، خاصة ما تعلق بإهمالهم من طرف المسؤولين عن الشأن الثقافي على غرار عدم توظيفهم بشهاداتهم للاستمرار في هذا الفن، تجعلهم يعزفون عن الدراسة في المعاهد اليوم.
كما أوضح سفاح أنّ المهرجانات التي تقام اليوم ببلادنا للتبادل الثقافي بين الشعوب أو إن كانت محلية بين الولايات، فلا يستفيد منها الفنان الموسيقي ولا  فن الموسيقى بل المستفيد الوحيد من هذه المهرجانات هوالمسؤول على تنظيمها لأن حتى الجماهير انقطعت عن الحضور، بسبب نقص الترويج لها وعدم تشجيع الجمهور للحضور للاستمتاع بالفن الراقي والموسيقى الهادفة.
لابد من إعادة النّظر في ما تقوم به الجمعيات الثّقافية

ويؤكّد سفاح معرفته الشخصية للكثير من الجمعيات الثقافية التي تدعى اختصاصها في الموسيقى، غير أنّ حقيقتها عكس ذلك تماما فلو عرض أعضاؤها على أهل الاختصاص من الموسيقيين لما وجدوا بينهم عازفا حقيقيا يضيف سفاح، الأمر الذي حوّل هذه الجمعيات لمؤسسات للترفيه عن النفس وفتح باب للكسب التجاري.
ولتغيير هذا الواقع، أكّد سفاح مبادرته بطلب لمدير الثقافة ليدعّم تأسيس جمعية حقيقة في المجال غير أن طلبه قوبل بالرفض واللامبالاة والتسويف، ولم ييأس محدثنا من التعامل السلبي للجهات المعنية معه بل اقترح ـ حسبه - عدة مرات برنامجا لتدعيم المواهب الحقيقية لتكوين الشباب والمواهب ليصبح إحياء حفل موسيقي بالفرق الموسيقية تتكون من مختلف عازفي الآلات الأخرى التي انقرضت خاصة في ولاية باتنة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024
العدد 19445

العدد 19445

الأحد 14 أفريل 2024