الفنّان محمد بوعافية:

مجــال بحاجــة لنهضـة فنيــة

حمزة لموشي

يثور عقب اختتام كل عرض مسرحي موجّه للأطفال الحديث حول أهداف المسرحية ومساهمتها في تقوية الحس المسرحي والفني الهادف لدى الأطفال، وهو عموما يكون نتيجة واقع  المسرح أو الحركة المسرحية في الجزائر التي تشهد حالة ركود لأسباب عديدة وخاصة مسرح الطفل، حسبما أفاد به الفنان المسرحي الواعد محمد بوعافية في تصريح لجريدة «الشعب».

 يعتبر بوعافية مسرح الطفل مقارنة بغيره من المسارح مهمّشا جدا، كون التجربة المسرحية الخاصة بالطفل في الجزائر فتية جدا، ولا تزال تحتاج للكثير لتكون في مستوى تطلعات الأطفال وأوليائهم والمهتمين بهذا الفن، ويفصل بوعافية أكثر في مسرح الطفل ببلادنا بالقول إنه في مرحلة الرضاعة ، لأنه لا يلقى الاهتمام الكافي من الجهات الممولة والمسؤولة، إضافة إلى ضعف الجانبين الفني و التقني والأهم هو مسألة غياب تدريس المسرح عن المقررات الدراسية.
وبخصوص إمكانية تدريس مسرح الطفل بالمؤسسات التربوية، فأكّد بوعافية أنه يحتاج إلى مختصين لتأطير أساتذة لتدريس هذا الفن، لأن المعهد العالي للفنون الدرامية والسمعي البصري لا يمكنه تغطية كل المؤسسات التربوية بالجزائر، ووجود مادة تعنى بتدريس المسرح تاريخا وممارسته داخل المدرسة من شأنه فتح نافذة معرفية وإبداعية في ذهنيات طلابنا، ودفعهم إلى إبراز مواهبهم ومعرفة قدراتهم يضيف محمد بوعافية.
وعن الهدف من إدراج المسرح بالمقررات الدراسية، أكّد بوعافية لـ «الشعب»، أن الكثير من النتاج الضعيف الذي يقدم على خشبة المسرح لا يرتقي أن يكون فنّا رابعا، فكيف يمكن لنا أن نصنف مسرحا مقدما للطفل، كونه أصعب وأكثر تعقيدا من مسرح الكبار؟»، مضيفا إلى أن في الجزائر بعض من ممارسي هذا النوع عن جهل أو بدونه يستخفون بعقل الطفل، ويقدمون له ما سهل لهم من ألوان وأغان فارغة ويسمونه مسرحاً للطفل.
ويفصل بوعافية في هذه النقطة بالذات بالقول أن مشاكل مسرح الطفل ببلادنا كثيرة جدا، ولا يمكن سردها في بضع كلمات لكن أبرزها ــ حسبه ــ غياب من يختص فيه من أهل المسرح لأن الدخلاء خاصة في هذا النوع كثيرون، بل هم المسيطرون على المشهد المسرحي للطفل، رغم وجود مسرحيين أكفاء يقدمون أعمالا محترفة للطفل وناجحة جدا.
ويرد بوعافية على الذين يقولون بضرورة عرض النصوص المسرحية على نفسيين أو أطباء، أن الأمر لا يرقى لهذه الدرجة لأن المسرحية تبقى رغم كل شيء عملا فنيا وفيه رؤيا وجماليات عرض، لكن الأكيد هو وجوب مراعاة نفسية الطفل وطريقة تفاعله مع ما سيقدم له، واختيار المواضيع بدقة ودراسة كل ما يطرح في أي عمل فني موجه لهاته الفئة المهمة والحساسة جدا.
كما يرفض بوعافية ان تكون كل المسرحيات المقدمة للطفل كوميدية أو فكاهية، هدفها التسلية والترفيه، فالمسرحية يجب أن تحمل في طياتها أفكارا علمية أو تاريخية وتربوية، مرجعا سبب التهريج في المسرحيات إلى بحث الكثير ممن يمارسون المسرح على السهولة في العروض حتى وصلوا إلى التفاهة فما يقدمونه فقط لإضحاك الأطفال.
وكحل لهذه الإشكالية الفنية والرقي بمسرح الطفل إلى واقع أفضل، يقترح بوعافية بحكم تجربته في العديد من الأعمال المسرحية ومشاركته في المهرجانات، ضرورة القيام بنهضة فنية كبيرة و تقديم يد المساعدة إلى ممارسي هذا الفن الموجه للطفل من ذوي الكفاءة والخبرة والمعرفة وتمويلهم، لأن مسرح الطفل مكلف جدا لما يتطلبه من إتقان وجهد، وكذا من وسائل عرض وتقنيات متطورة وحديثة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024