يرى الكاتب المسرحي عبد الهادي دحدوح، أن عاصمة الأهقار النابضة بالإبداع في كل الميادين من خلال شبابها المبدع وفنانيها و جمعياتها الثقافية المتميزة، عاشت السنة الجارية و على غرار السنوات الماضية، على حد تعبيره برودا ثقافيا على المستوى المحلي، على نقيض المستوى الوطني و الدولي الذي يراه حافلا بالأحداث الثقافية.
أعتبر صاحب رواية «مول الضاية» الحائزة على جائزة «نصوص الصحراء» خلال السنة الجارية ، في مقتضب حديثه لـ «الشعب» أن هذه المحافل والأحداث الثقافية، كانت فرصة جيدة لمثقفي تامنغست وفنانيها، من أجل لعب دور لإنعاش الواقع الثقافي في المنطقة، وذلك من خلال المشاركة والتفاعل بتمثيل الولاية وطنياً، والتي كلّلت بالظفر بجوائز وازنة، أو حتى النشر سواء كان ذلك في نطاق البحث الأكاديمي أو في مجال الأجناس الأدبية والفنية كالرواية والشعر والأمثال الشعبية ، رغم أن الأعمال المنشورة تعد على الأصابع ، واصفا مستواها ما بين الممتاز والجيد والواعد.
أكد دحدوح، أن ركود الفعل الثقافي المحلي لا بد له من حركة ملموسة في النشر من أجل تفعيله ، معتبرا في هذا الصدد أن النشر هو المحرك الفاعل و القادر على تسريع وتيرة الفعل الثقافي و كذا الإبداعي في أي مجال ، و هذا رغم أن تجربة النشر في الولاية بحسب رأيه بدأت في التسارع، إلا أنها مازلت بعيدة جداً عن خلق حركة ثقافية جادة .
يحدث هذا، يضيف المتحدث، في ظل ما تزخر به عاصمة الأهقار من تراث وجب الاشتغال عليه لحفظه وتطويره، أين تكلف مؤلفو هذه الأعمال بكل مصاريف النشر، في وقت يلاحظ فيه غياب لافت للقطاع الثقافي الذي مازال يواصل ابتعاده عن المثقف والفنان في الولاية .
في نفس السياق ، مثنيا على الدور الذي تقوم به بعض المؤسسات الثقافية كدار الثقافة والمكتبة العمومية للمطالعة من بوادر تستحق الإشادة لمحاولة عرض هذه التجارب والاقتراب منها وكذا تشجيعها ، معتبرا إياها بالمبادرات الفردية و غير كافية في ظل عدم وجود استراتيجية دائمة لنشر الأعمال الأكاديمية والإبداعية، الأمر الذي أصبح في ولايات أخرى شيئاً عادياً وبديهياً حتى بالنسبة لطلبة الثانويات.
متمنيا في آخر حديثه توجه الشباب في المنطقة للاستثمار في مجال دور النشر نظير لما تدره هذه الأخيرة من أموال طائلة و وجود شرائح متعطشة للقراءة في الولاية.
