آمال لصحوة بعنابة

المهرجان الدولي للفيلم المتوسطي.. الغائب الأكبر

عنابة: هدى بوعطيح

غابت عن عنابة سنة 2019 تظاهرات ثقافية كبرى، واقتصرت فقط على بعض اللقاءات الأدبية والفنية، والتي كانت تنظم بين الفينة والأخرى، كما أن أكثر ما ميّز هذه السنة غياب المهرجان الدولي للفيلم المتوسطي في طبعته الرابعة، والذي كان من المزمع تنظيمه من 24  إلى 30 أفريل الماضي، إلا أن القائمين عليه قرروا تأجيله إلى شهر أكتوبر متحجّجين بالحراك الشعبي، غير أن السنة مضت دون أن يكون هنالك للمهرجان حديث..
مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي، وبعد انقطاع لأكثر من 25 سنة يعود إلى جمهور السينما وعشاق الفن السابع، سنة 2016، ليصبح من المواعيد السينمائية الكبرى في الجزائر وعنابة على وجه الخصوص، ومن أهم التظاهرات التي بات العنابيون ينتظرونها كل سنة، غير أن 2019 عرفت جمود التظاهرة بالرغم من أن القائمين عليها وضعوا برنامجا ثريا، حيث كان من المنتظر استضافة نجوم الدراما العربية، على غرار الفنان والمخرج السوري الكبير أيمن زيدان، ونادين خوري لعرض فيلمهما الروائي الجديد «أمينة»، إلى جانب تكريم الفنان الكوميدي الكبير دريد اللحام في سهرة خاصة، بعرض فيلمه «رمال من ذهب»، واستضافة الفنانة اللبنانية نادين لبكي وعرض فيلمها «كفرناحوم»، للتنافس على جائزة «العناب الذهبي»، حيث يعتبر من أشهر الأفلام في العالم العربي.
وينتظر سكان بونة بفارغ الصبر تنظيم مهرجان الفيلم المتوسطي، والذي بات متنفسا لهم للاطلاع على أحدث الأفلام السينمائية العربية والعالمية، في ظل غياب مهرجانات سينمائية دولية في عنابة.

نشاطات تحفظ ماء الوجه

وإن غاب هذا المهرجان عن بونة، فإن هناك محاولات من بعض المثقفين والأدباء بعنابة من يعملون جاهدين على سد هذا الفراغ، ومحاولة إحياء المشهد الثقافي تاركين بصماتهم على الساحة الثقافية، على غرار شاعرة بونة نادية نواصر والتي استحدثت تظاهرة «صالون نادية الأدبي»، وهو فضاء أدبي جديد تدعمت به هذه المدينة، حيث يفتح المجال لمختلف الكتاب والأدباء من مختلف جهات الوطن للالتقاء ومناقشة قضايا الساعة في المجال الثقافي والفني والأدبي.  
كما أنه من بين التظاهرات التي حفظت ماء وجه بونة فنيا وثقافيا «أيام عنابة للفيلم القصير» في طبعته الثالثة، أين كان عشاق الفن السابع على موعد مع أحدث الأفلام السينمائية الخيالية والوثائقية المنتجة عبر مختلف ربوع الوطن، والحائزة على عديد الجوائز في مختلف المهرجانات الوطنية والدولية، حيث كانت المناسبة أيضا فرصة لالتقاء مختلف الفاعلين في مجال الفن السابع من سينمائيين ومخرجين ومنتجين.
من حسن حظ محبي المطالعة، لم يتخلف القائمون على قطاع الثقافة ببونة على تنظيم معرضين للكتاب يضمان عناوين قيمة وهادفة في مختلف التخصصات والمجالات، ولمختلف الفئات العمرية وباللغتين العربية والفرنسية، حيث وجد محبو المطالعة وعشاق القراءة ضالتهم لتلبية نهمهم الفكري والعلمي، والوقوف على ما تقدمه الأقلام الجزائرية لقرائها من مختلف جهات الوطن، وفرصة للاطلاع على رواد المكتبة العالمية.

الحاجة لاكتشاف ثقافة الآخر

لتختتم سنة 2019  بيوم أدبي تحت عنوان: «أدباء في ذاكرة عنابة»، حيث استذكرت فيه بونة أبنائها من الكتاب والأدباء، على غرار شريبط أحمد شريبط، عمر بوشموخة، حسين زبرطعي، كمال دردور، وعبد الله شاكري.. وبذلك يمكن القول بأن عنابة بحاجة إلى تعزيز نشاطاتها الثقافية والفنية أكثر وأكثر، بحاجة إلى تظاهرات دولية في مختلف المجالات السينمائية، المسرحية والأدبية.. فعنابة جوهرة المتوسط تستحق أن تُخلق بها حركة ثقافية دائمة، وأن تكون ملتقى الأدباء والكتاب والفنانين على مدار السنة، والذين يحجون إليها من مختلف جهات العالم، لتبادل الثقافات واكتساب الخبرات، وفتح المجال لأبناء بونة لاكتشاف ثقافتهم وثقافة الآخر.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024