المبدعون والفنّانون بتيبازة في قراءتهم لبرامج المترشّحين

الثقافة صيانة للقيم الوطنية والشخصية الجزائرية المتميزة

تيبازة: علاء ــ م

 أعربت أقطاب ثقافية وفنية مقيمة بمختلف أرجاء ولاية تيبازة عن أملها في أن يحظى الجانب الثقافي
 لبرنامج الرئيس القادم للجزائر بقدر وفير من الاهتمام والتميّز، من حيث تركيزه على غرس القيم الوطنية وإدراجها بمختلف
أطوار المدرسة الجزائرية، لغرض تكوين شخصية جزائرية متميزة تحمل في طيّاتها المبادئ والقيم التي ناضل من أجلها الشهداء.

بالرغم من كون الفاعلين الثقافيين الذين تمّ التواصل معهم لمعرفة رأيهم في البرامج الثقافية المطروحة، إلاّ أنّهم أجمعوا على عدم اطلاعهم على محتوى برامج المترشحين بشكل دقيق، وأعربوا عن أملهم في حدوث نقلة نوعية في القطاع مستقبلا.
وفي ذات السياق، أكّد العديد من هؤلاء عن تخلي العديد من الفنانين حاليا عن الضوابط التي تقيّد
وتميّز الشخصية الجزائرية من خلال إدراج كلمات جارحة نابية تخدش الحياء، كما أنّ فنانين آخرين يعمدون إلى ارتداء ثوب الثقافة الغربية التي تجرّد الشباب من القيم وتقاليد الأجداد دون أيّ وازع وطني يقيّد مسعاهم.
كما تأسّف المثقّفون الذين التقت بهم “الشعب” على تربّع معظم مرتدي ثوب غير ثوبنا الجزائري  على عرش الثقافة الجزائرية حاليا، ومن ثمّ فمن المجدي والمفيد بأن يعيد الرئيس القادم القاطرة إلى مجراها الصائب من خلال ضبط مميزات الثقافة الجزائرية وفق ما يتناسب وخصوصيات الدولة الجزائرية الحديثة التي اندلعت من أجل قيامها ثورات عديدة كان روادها ينبذون ويمقتون الثقافة الغربية الدخيلة على مجتمعنا.
فيما يرى مثقّفون آخرون بأنّه حان الآوان لفتح المجال أمام المبدع للتعبير عن مكنوناته الداخلية دون القفز على الموروث الثقافي للبلاد بما يسمح بترقية الثقافة الجزائرية إلى مصفّ الثقافات العالمية.
جمال بغدادي
 رئيس فرقة البسمة ببوسماعيل:
نأمل في استمرارية
المكاسب الثقافية  

ثمّن الفنان جمال بغدادي، رئيس فرقة البسمة الفكاهية، التي تقلّد أصوات فنانين سابقين ذاع صيتهم بكل أرجاء الوطن الانجازات والمكاسب التي بصمت الميدان الثقافي في السنوات الأخيرة، والتي أخرجت ذات القطاع من عنق الزجاجة، حيث أسهمت السياسة المتّبعة في ترسيم العديد من المهرجانات المحلية والجهوية والوطنية والدولية، الأمر الذي سمح ببروز العديد من الفنانين وتألّقهم.
 وبالنظر إلى حجم وكمّ المهرجانات التي تمّ اعتمادها، حسب ذات الفنان، فقد أضحى العديد من الفنانين أثرياء بعدما كانوا فقراء من ذي قبل، إلا أنّ ذلك لا يعني بأنّنا بلغنا الذروة، فمهرجان “قراءة في احتفال” مثلا والذي لقي صدى لدى الأطفال بمختلف ولايات الوطن لا ينظم على مستوى مختلف بلديات الولايات، وإنما يتم التركيز على عاصمة الولاية عادة دون سواها، كما أنّ الجزائر بحاجة إلى مهرجان متخصّص للطفل على غرار المهرجانات الوطنية الأخرى.
ودعا جمال بغدادي بكل جدية إلى عودة مهرجان الضحك لمدينة بوسماعيل والذي نظّم طيلة ثلاث سنوات ثمّ اختفى إلى يومنا هذا، قائلا في هذا الشأن: “ما أراه مستقبلا يكمن في الاستمرارية في البرامج القائمة مع سدّ الثغرات التي لا تزال تؤرق الفنانين”.

 عبد القادر حوتي، رئيس جوق الإذاعة الوطنية سابقا:
إطلاق مشروع “قاعة حفلات لكل بلدية” لتقنين النّشاطات الثّقافية

أكّد الموسيقار عبد القادر حوتي، رئيس الجوق بالاذاعة الوطنية لسنوات عديدة قبل أن يحال على التقاعد العام المنصرم، على أنّ الثقافة الجزائرية كسبت خلال السنوات الأخيرة مكاسب عديدة، من خلال تشكيل الأوركسترا السيمفونية الوطنية التي مثّلت الجزائر في عدة دول من العالم، إضافة إلى ترسيم عديد المهرجانات الوطنية والدولية بالجزائر، وهي المهرجانات التي تؤسّس لبروز مختلف طبوع الثقافة الجزائرية وفق مبدأ التكافؤ في الفرص، وكذا إتمام بناء عدة هياكل ثقافية بوسعها احتواء الفعل الثقافي المحلي بعدة جهات من الوطن.
وقال ذات الموسيقار لـ “الشعب” أنّ هذه الهياكل تبقى جدّ ناقصة بالنظر إلى تمركزها في نقاط محددة دون الأخرى، ومن ثمّ فقد طالب “حوتي” بضرورة إطلاق مشروع “قاعة حفلات لكل بلدية” على غرار مشروع “100 محل لكل بلدية”، لتمكين الفعاليات الثقافية من ممارسة نشاطها وفق الأطر القانونية والمضبوطة.
وبخصوص هذه النقطة، فقد ركّز “حوتي” كثيرا على أهمية تفعيل الضوابط في الحقلين الفني
والثقافي، ودمجهما بالقيم الوطنية الأصيلة التي تجمع ما بين العروبة والأمازيغية والاسلام بعيدا عن أوجه التهوّر والتشدّق بالكلمات واللقطات التي تخدش الحياء وتمزّق كيان العائلة الجزائرية  

الشّاعر فوضيل الشريف أحمد:
فسيفساء ثقافية مبتورة
الضّوابط في حاجة إلى تحرير

قال الشاعر والروائي، فوضيل الشريف أحمد، بأنّه تابع بإسهاب وجدية ما قاله المترشحون للرئاسيات أو ممثلوهم خلال أيام الحملة، إلاّ أنّه لم يجد إشارة واضحة وبارزة ببرامجهم إلى الفعل الثقافي، فهم جميعهم يركّزون على المرأة، الشغل، السكن، الشباب، الفلاحة، السياحة، الاقتصاد وغيرها دون الإشارة بوضوح إلى الجانب الثقافي، الذي يبقى مغيّبا في برامج هؤلاء بدون استثناء، قائلا في هذا الصدد لـ “الشعب”: “وهذا حال الجزائر التي غُيّب بها الفعل الثقافي من حيث التّجسيد والتّأطير والتّطبيق، الأمر الذي ولّد فسيفساء ثقافية وطنية متنوعة لا تستند إلى قيم ومبادئ ومبتورة من الضوابط التي تقيّد مسارها”.
وأضاف ذات الروائي في تصريحه لـ “الشعب”: “لابد من إدراج ملف الثقافة مستقبلا في برامج المدرسة، على أمل تعليم النشء قيم الشخصية الجزائرية وتمكينه من التعلّم وفق المنظور الجزائري المحض، الذي ناضل من أجله الشهداء خلال ثورة التحرير الكبرى، ومن سبقهم من مؤطّري مختلف الثورات التي تأجّجت بمختلف ربوع البلاد، معلنة عدم قابليتها للانغماس في الثقافة الغربية، وهذه الخطوة تقتضي إعادة النظر في طريقة تكوين المعلمين، الذين يجب أن يجمعوا ما بين خصائص عديدة، تمكّنهم من تكوين الجيل الجديد وفق مقتضيات بناء الشخصية الجزائرية المتميزة”.

الكاتب و الروائي حسين طايلاب:
فتح المجال أمام المبدع وإعادة النّظر في السياسة الثّقافية

قال الكاتب والروائي المتميز (كاتب الجزءين الرابع والخامس من سيناريو مسلسل جحا)، حسين طايلاب”، بأنّ الفعل الثقافي الحالي أقرب الى التهريج و الفولكلور منه الى الثقافة الأصيلة، لأنّه يعتمد بالدرجة الأولى على إحداث الصخب الذي ليس من ورائه روح ولم تعط الفرصة لأهل الاختصاص للتحاور والتشاور حول إعداد سياسة ثقافية محددة تأخذ في الحسبان الموروث الثقافي للجزائر بدون إقصاء، ولا تمييز مع التفاعل والتفتح على الثقافات الأخرى لاسيما حينما يتعلق الأمر ببلدان الجوار.
ورأى طايلاب لـ “الشعب” أنّ السياسة المعتمدة حاليا لا تولي أهمية للإبداع، قائلا في هذا المجال أنّ “المبدع عندنا يجد نفسه محصورا ما بين كم كبير من الضغوط المرتبطة بالعرف والدين والكبت السياسي، فنحن نتطلّع إلى فتح المجال للحديث عن فترة ما بعد الاستقلال من حيث إعداد مسلسل حول الراحل هواري بومدين مثلا، أو الإشارة إلى محطات ثقافية أخرى وكثيرة هي الدول التي فاتتنا بخطوات كبيرة في هذا المجال من حيث إشارتها إلى مراحل سيرورتها الايجابية والسلبية كتونس،مصر، لبنان، سوريا وغيرها”.
وقال الروائي حسين أنّ “المشكلة عندنا لا تكمن في القبول أو الرفض لمثل هذه الأعمال، وإنما تتعلق أساسا بغياب جرأة الطرح وحتى في حال وجودها فهي تبقى رمزية وغير مجدية، ومن ثمّ فالرئيس القادم للجزائر مطالب بفتح المجال للمبدعين من خلال برنامج ثقافي واضح المعالم يأخذ في الحسبان القيم الوطنية للشخصية الجزائرية”

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19449

العدد 19449

الجمعة 19 أفريل 2024
العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024