إستراتيجية محكمة لحماية الممتلكات الثقافية من السرقة

هدى بوعطيح

أكدت مديرة المتحف الوطني للآثار القديمة والفنون الإسلامية حورية شريد أن هذا الأخير يضع إستراتيجية محكمة، للمحافظة على التراث وحمايته من السرقة، مشيرة إلى أن المتحف لم يتعرض إلى النهب، كما حدث مع عديد المتاحف خلال العشرية السوداء، حيث شهدت الجزائر نزيفا حقيقيا لتراثها، وهي تعمل اليوم جاهدة على استرجاعه كونه يعد شاهدا على تاريخ الجزائر والحضارات التي تعاقبت عليها.

وقالت حورية شريد ضمن منبر “ضيف الشعب” إن من مهام المتحف الوطني للآثار القديمة والفنون الإسلامية هو حماية هذا التراث، عن طريق توفير مختلف التجهيزات الأمنية وتعزيزها بالقدر الكافي، وهو ما حال ـ حسبها ـ دون تعرضه للسرقة، مشيرة إلى أن المتحف يقع في منطقة إستراتيجية آمنة، ساعدت على تأمينه وحمايته.
وأضافت بأن الجزائر من بين الدول التي وقّعت على اتفاقيات عالمية، تنص على استعادة التحف التي تمت سرقتها، وهو ما أهلها لاسترجاع العديد من الآثار الثمينة من بينها 03 تحف متواجدة كوديعة فقط بالمتحف الوطني للآثار القديمة، وهي “رأس الملك ماركوس أوريليوس”، والذي تمت سرقته من متحف سكيكدة، إلى جانب رأس إمرأة رومانية، وأيضا قناع “الغرغون” الذي استلمته الجزائر مؤخرا من تونس، وأستغرب ـ تقول المتحدثة ـ كيف تمت سرقته، حيث تطلّب مجهودا ضخما لإعادته إلى موطنه الأصلي.
وأشارت حورية شريد في هذا الصدد أن الجزائر سعت إلى تكوين عدد كبير من أعوان الدرك والجمارك والشرطة للمحافظة على التراث، وبالرغم من ذلك تقول تعرض إلى النهب وتهريبه إلى بلدان مجاورة، ومن ثم إلى دول أوروبية، مثلما حدث مع رأس ماركوس أوريليوس، والذي تمّ العثور عليه في نيويورك بصدد بيعه.
ولم تفوت حورية شريد فرصة التنويه بجهود الجزائر في المحافظة على الآثار، قائلة بأن الجزائر أصبحت اليوم واعية أكثر بعمليات التهريب، والتي تتصدى لها بمختلف أشكالها، مشيرة إلى أن هناك فطنة على مستوى الحدود والمطارات، ساهمت في توقيف مواطنين بصدد تهريب تحف أثرية.
وأكدت حورية شريد أن التهريب لا يقتصر فقط على التحف الأصلية، بل أيضا التحف المزورة، متسائلة في ذات السياق عن سبب هذا التزوير إن كان من ورائه طمس هويتنا وتاريخنا، والأدهى من ذلك يتم شراؤها بالملايين، تقول حورية شريد.
من جهة أخرى أشارت ضيفة “الشعب” أن هناك متابعة قانونية، فيما إذا تم ضبط المتهم بالسرقة، ويُفتح تحقيق على مستوى المتحف الذي سُرقت منه التحفة الأثرية، كما هو الحال بالنسبة لقناع الغرغون، مشدّدة على أن القانون واضح وصريح في تعامله مع هذه الفئات.
وفي سياق آخر قالت حورية شريد إن التحف التي استلمها المتحف الوطني للآثار القديمة كوديعة، ستعود إلى المتحف الأصلي بعد الانتهاء من التحقيقات والإجراءات الأمنية.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024