الفنان التشكيلي عبد الله صديقي:

هكذا حوّل فنانون الشارع الباهت إلى آخر ينبض بالحياة

تمنغست: محمد الصالح بن حود

 

يعتبر الفنان التشكيلي عبد الله صديقي، فنّ الشارع من الفنون البصرية التي تحاكي الواقع في رسومات وأشكال تعبيرية وكتابات موجهة للجمهور، حيث تتواجد في الأماكن العامة والشوارع وقد تشمل الرسم والنحت، فهو شكل من أشكال الفنّ العام لما له من الانفتاح على الكل، وليس مقتصرا على فئة دون أخرى أو مجتمع دون آخر، حيث يشاهد في كلّ جدران العالم.

أكد مسير فرع الورشات البيداغوجية بدار الثقافة “داسين ولت إيهمه” بعاصمة الأهقار، في حديثه لـ«الشعب”، أنّ فنّ الشارع يحظى باهتمام من بعض الجهات الوصية، لما له من دلالة قوية في تقريب الصورة للمشاهد، بدلا من كتابتها في شكل إنشائي مجرد من الفنّ والجمال.
فهو يستهوي عددا من النخبة ـ يضيف عبد الله صديقي ـ لما تتضمنه هاته المواضيع ذات الاهتمام الواسع على الصعيد السياسي والاجتماعي، وخاصة إذا ما احتوت هذه الجداريات على مواضيع تلامس الشعور والعواطف كتلك الجداريات التي ترسم أطفالا في غزة تحت الأنقاض مثلا، أو مشهدا مؤثرا من المشاهد المشهورة، ويبقى الفنان الموهوب الواعي بقضايا المجتمع، العنصر الأساسي في تحويل الشارع الصامت الباهت إلى شارع ينبض بالحياة.
ويقول المتحدث إنّ رسم هذه الجداريات في كل مكان، يكون بوجود فنان يهوى هذا النوع من الفن ومتلقي ذواق يستمتع بهذه الرسومات العشوائية أحيانا والهادفة أحيانا أخرى، رغم مستوياتها التي تختلف من مكان إلى آخر على حسب نسب الوعي والخيال لدى الفنان المبدع، مضيفا أنّ كثيرا ما نرى جداريات لا ترقى إلى مستوى فني عال أو خيال واسع، فكلما كان الفنان مثقفا وواعيا بمتغيرات الحياة كلما استطاع أن يجعل من فنه تحفة يمتزج فيها اللون والشكل والمضمون معا.
 فالجزائر يقول صديقي، تشهد هي الأخرى تنوّع جدران شوارعها بعديد الجداريات وفي أهم الساحات العمومية التي تحمل معظمها مواضيع ذات أهمية بالغة، على غرار رسم بعض الشخصيات والمعارك الثورية المشهورة على جدران المتاحف التاريخية أو المؤسسات والمقامات، الأمر الذي يزيد من أهميته في ترسيخ المشهد التاريخي في ذاكرة المارة، وغيرها من الأعمال التي لا تقل أهمية من الأولى، كذات الطابع الجمالي كالمناظر الطبيعية وغيرها.
يضيف خريج المدرسة الجهوية للفنون الجميلة بوهران، أنّ فنّ الشارع يعد وسيلة للتعبير عن الذات في عديد القضايا والمواضيع خاصة منها الاجتماعية والثقافية والرياضية في الجزائر وغيرها من الدول.
فالكلّ يرى من الزاوية التي تناسبه يقول عبد الله صديقي، فمنهم من يراه مجرد تزيين للجدران، ومنهم من يراه فنا جميلا معبرا ومنهم من يراه ذو أهمية بالغة خاصة في المواضيع المهمة ذات البعد التاريخي والثقافي والاجتماعي والسياسي والإنساني، ليبقى في الأخير فنّ جميل ذو رسالة هادفة للتعبير عن العواطف والقضايا.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19461

العدد 19461

الأحد 05 ماي 2024
العدد 19460

العدد 19460

السبت 04 ماي 2024
العدد 19459

العدد 19459

الأربعاء 01 ماي 2024
العدد 19458

العدد 19458

الإثنين 29 أفريل 2024