الفنان التشكيلي عبد الهادي بودواية لـ”الشعب”:

فنّ الشارع.. سفير للتراث الثقافي الوطني

حبيبة غريب

 

غالبا ما يوصف فنّ الشارع من رسم تعبيري على الجدران، نص زخرفي أو حروف الفقاعات الكبيرة أو رسومات تعبيرية وأخرى تجريدية، وأيضا كتابات “الغرافيتي” أو النحت.. بفنّ التمرّد، لأنه وسيلة تستعمل في التعبير عن الذات والرأي وإبراز للموهبة والإبداع، حيث تكون الأماكن العامة والشارع معرضا فنيا لها وكثيرا ما تستعمل فيها إلى يومنا هذا علبة “رذاذ الطلاء” التي اخترعها إدوارد سيمور عام 1949.

يعرف الرسام والفنان التشكيلي ورئيس الجمعية الثقافية “لمسات الفنّ والابداع” من تيارت عبد الهادي بودواية فنّ الشارع “على أنّه من الفنون البصرية التي يتم إتمامها في فترة زمنية قصيرة جدا، وتعتبر واجهة مؤثرة للوصول إلى الجمهور بحيث تطرح في الأماكن العامة وتشمل الرسم والنحت والكتابة”.  
وأضاف “إذا عرفنا الفنّ على أنه كلّ محاولة يبتدعها الإنسان، سواء في الرسم أو النحت أو العمارة أو الزخرفة.. بحيث يتوفر شرطين أو عنصرين وهما الإبداع والجمال، فيمكن القول أنّ فنّ الشارع فنّ معاصر يجمع بين الميزتين الأساسيتين أيّ الجمال والإبداع”.
كما أنه يقول في تصريح لـ«الشعب” هو “طريقة يعتمدها الفنان خاصة الهاوي الذي لا منبر له ولا سوق فنّ، للتحدي والتعبير عن نقائص المجتمع، وخاصة منها ما يتعلق بالقضايا الاجتماعية والسياسية، الأمر الذي يجعل له تأثيرا مباشرا وقويا على المارة”.
وفي رده على السؤال كيف ومن يتكفل بفنان الشارع؟ قال عبد الهادي بودواية “هنا بيت القصيد، حيث يمكن القول إنّ الشارع بالنسبة للكثير من الفنانين الشباب قاعة عرض على سماء مفتوحة، والجمهور هم المارة، لكنّ هؤلاء المبدعين في حاجة إلى من يشجع مواهبهم ويساعدهم على إبرازها من خلال التكفل بهم في إقامات فنية أو الاستعانة بهم في المناسبات الوطنية والدولية التي تستدعي إبراز الفنون والتراث والثقافة الجزائرية للآخر”، كما يمكن للجمعيات الثقافة والبلديات وغيرها أن تحتضن هذه الطاقات الفنية وتروّج لأعمالهم حيث يمكن توظيفها في تزيين المحيط و المؤسسات التربوية والمستشفيات والمساحات الخضراء وغيرها...
وكشف بودواية، في سياق حديثه، أنّه “من الممكن تصنيف الجداريات ضمن  أعمال فنون الشارع، مادام أنّها تحمل رسالة معينة وقوية، وتعبّر في الغالب عن الانتماء والهوية والتراث”.
وعن تجربته الخاصة كفنان تشكيلي في هذا المجال، ذكر عبد الهادي بودواية عن إنجازه بالشراكة مع فنانين آخرين، عمر بيوض وشيخ ساهد لجدارية تحت شعار “تاريخ مجيد وعهد جديد” جسدت بتيارت وتحديدا بمدخل بلدية “كرمس” بمناسبة الاحتفال بستينية الاستقلال.  
الجدارية ـ يقول ـ كانت تعبر عن الإنجازات  الكبرى التي قامت بها الدولة الجزائرية، خلال ستين سنة من الاستقلال والتطورات الحاصلة من خلال التقدم والتطور في البنية التحتية في جميع المجالات، إضافة إلى اهتمامها الكبير بالعلم والكتاب والمقروئية”.
وكانت على  شكل كتاب ومجموعة من الحروفيات والخط العربي، وتتضمن أيضا تحية وتقدير للجيش والأمن الساهرين على حفظ أمن البلد، إضافة إلى صور لشهداء الثورة الجزائرية، وعلى رأسهم  أحد رموز الثورة وأحد مؤسسي الدولة الجزائرية الحديثة الأمير عبد القادر.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19461

العدد 19461

الأحد 05 ماي 2024
العدد 19460

العدد 19460

السبت 04 ماي 2024
العدد 19459

العدد 19459

الأربعاء 01 ماي 2024
العدد 19458

العدد 19458

الإثنين 29 أفريل 2024