الشاعرة صليحة نعيجة

أرفض تصنيف كتابات المرأة على أنها أنثوية

نورالدين لعراجي

تتحدث الشاعرة صليحة نعيجة لـ “الشعب “عن تجربة الكتابة التي تقول عنها بأنها  تظل همس القلب ونداء العقل الملحاح لتغيير نمط معيشة أمة بأسرها وتظل مهنتي واحترافي واحتراقي أفكارا ومشاعرا وإرهاصات أسئلة مفكرة لا تتركني أخلد لراحة أبدية بل عبئا أطلقها “تلك الراحة “ لأثقل كاهلي بالفكرة والأسئلة التي تحرمني لذة الحياة بألم  أثناء الكتابة وشهقة الفرح بالنص بعدها.
وتضيف أنها تكتب كامرأة ولا تصنف كتابتها على أنها أنثوية لأنها حسب قولها “ لا أخالني أكتب أوجاعا ومواجعها لأنثى عادية بقدر الوعي الذي أحمله على عاتقي  لتغيير واقع ومحيط وأسرتي ونمط تفكير كل المحيطين بي ممن يمكننا التأثير عليهم .. دخلت الكتابة بوهم تغيير العالم سرعان ما اصطدمت بواقعها، وجدت نفسي عاجزة عن فهم هذا الواقع اللولبي لأنه لم يشأ أن يفهمني أو يستوعب أحلامي الكبيرة وربما وجدتني بأرض لا تستوعب طموحاتي الكبيرة وأمزجتي المتعددة بتعدد اللغات التي أقرأ منها وإليها وأحاول فهم شخوصها ترميمها على طريقتي وفهم عوالم أخرى قد تطأ أفكارا أراضيها بلغات أخرى.
أما في شأن الكتابة تقول محدثتنا”معي كيان يلتحم بواقعي أحاكيه فاعشق وأحاول أن أستجيب لصراخ الوعي المداوى لامرأة مشاغبة أرفض الرتابة والملل والتكرار  أرفض مجتمعا يغرد مختلفا عن أمنيات القلب والعقل الذي ينظر إليه الآخرون في غرابة  من أين لكِ بكل هاته الطاقة ؟ هكذا يسألني الجميع وتضحكني أسئلتهم وأشفق على سلبية البعض منهم لأنني لا زلت أراني لم أبدأ بعد من حيث خططت لي الأقدار فالحلم الذي أنوي رسمه كتابة لا أرض له هنا.
وتظل مسألة التفرغ للكتابة لم تكن مبرمجة بقدر ما صارت وتيرة عمر ودخل عفويا رزنامة أيامي ..حتى تغلبت الشاعرة عن الإنسانة والأستاذة، أكتب بوعى وتلقائية ولا أبرمج أفكاري التي تنهمر على من وابل الأسئلة والمواقف التي أتعرض لها حتى تمطر شعرا وأفكارا أكتب لأتنفس أحيانا لأنني لا أثق بالذي يقترب مني على غبر محاولته لفهم نصوصي دوما أكتب لقارئ ينتظرني ويعشق حرفي وأدائي وحضوري نكاية في خصم  لدود لا يؤمن بي ندا له بالساحة الأدبية ..
أكتب وأحاول أن أكون مختلفة ..اسما يفرض أناه على الجميع بكل ثقة ودراية وإلمام وأحلم بالتمرد على كل القوالب لأغرد شعرا عالميا.
روافد الإبداع تتولد من القراءات  دون محاباة، أتحاول أن أكون مبدعة من خلال انتقائي لما أقرا وأتفرد بأسلوب لا يتكرر وهذا الرهان يحتاج لاجتهاد واشتغال كبيرين.
أحاول أن أوفق بين الكتابة الشعرية وأخوض غمار الترجمة التي أخذت مني أكثر من عقد من الزمن  ولذاتها لا تعادل لذة الكتابة لكنها شهية الطقوس لأنها تحتاج إلى دلال ومتعة ومناخ يدلل المبدع.
صدقا ..أكتب وأراني أنحت حرفي ليخلد للأبد ويكون ندّا لقلم المبدع الشاعر الرجل وهذا يدخل في سياق المنافسة والغيرة الإيجابية لكل من أقرأ لهم وأتابعهم بمحبة وتظل المكانة التي أنشدها صعبة المنال بل مستحيلة لكنها تحتاج لتفرغ تام.
فمكانة الشاعر الحقيقية بالقلب والتاريخ النقدي في غربلة جل الأسماء  سيحسم مكانتهم ..فالخلود للنص وهو هاجس حقيقى بعيد البعد عن هاجس النجومية والقمة التي يشتغل عليها البعض في ثقة على أنه هوميروس الجزائر، بصراحة الوقت كفيل بأن يضعنى مع الكبار أن إنا أجدت وعرفت مكانة الأدب الحقيقية هل هي لأجل ميكروفون أم حضور مشهدي أو لأجل قارئ ما لا أعرفه لكنه يبحث عن جديدي وبفهم مقاصدي

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024