الكاتب نبيل دادوة مسؤول دار الألمعية للنشر:

ارتفاع أسعار الترجمة عائق كبير أمام الكاتب

العصمة: حبيبة غريب

الانطلاق في ترجمة الكتب حول الثورة التحريرية

الحديث عن الترجمة في الجزائر يأخذ، كما صرح الكاتب ومسؤول دار النشر الألمعية نبيل دادوة “للشعب”، طريقا آخر، فالمجال الذي يعتبر الواصل بين الأمم والحضارات، محطة عبور مزدوجة للجانبين، تمنح للكتاب والأديب من أي بلد كان، فرصة الانفتاح على جمهور واسع واكتساب قراء ومعجبين من مختلف الجنسيات واللغات، في حاجة ماسة عندنا إلى إعادة النظر واهتمام المسؤولين وفق انشغالات الكاتب والقارئ على السواء.
أوضح نبيل دادوة، أن مسألة الترجمة هي في غاية الأهمية، والمعروف أن انتقال المعرفة بين الشعوب والحضارات تتم بها وما إن ازدهرت حضارة ما فإن النقل منها وتعلم لغتها يصبح من الواجبات الثقافية والعلمية الأساسية، خاصة في زمن العولمة الذي يحتاج فيه العالم لأن يسبر غور الثقافات المحلية ومكنوناتها المعبرة عن رؤى المجتمعات للحياة وزخمها، كما أنه يحتاج للتقرب لهذه المجتمعات وفهمها أكثر، فمن هذا الباب فإن ترجمة الآداب إلى لغات متعددة مهم ومهم جدا”.
في ردّه على سؤال يتعلق بواقع الترجمة في المجال الأدبي والثقافي في الجزائر، خاصة من العربية إلى لغات أخرى، أجاب الكاتب قائلا: “إننا في الجزائر نغفل عن هذا ولا نقدم للعالم إلا الشيء القليل جدا من كتاباتنا الأدبية وهذا، باعتقادي، لسببين: الأول، هو أننا لا نتكلم لغة واحدة، فالفرنسية تجعل من يكتب بها أكثر انتشارا وقد لا يحتاج لأن يترجم له. والسبب الثاني، وهو الأهم، أننا لا نملك سوقا عالميا للكتاب، أتحدث هنا عن الناشرين، مما يجعلنا نعزف عن الترجمة والنشر بلا جدوى أو هكذا نعتقد”.
عن سبل تدارك هذا النقص، يرى دادوة أن “فتح سوق الكتاب أمام الناشر الجزائري وتمكينه من تصدير منتوجه سيفعّل هذا الأمر، أي الترجمة من العربية إلى لغات أخرى، بحكم المنفعة التجارية والربح أولا”.
وأكد الناشر من جهة أخرى قائلا، إن دار الألمعية، التي يسيّرها، انطلقت “في مشروع لترجمة أمهات الكتب التاريخية التي تناولت الفترة الاستعمارية والثورة المجيدة، ثورة 1954 الخالدة”، مشيرا أنه قد ثم لحد الساعة ترجمة “مجموعة فرحات عباس، الشاب، الجزائر وليل الاستعمار، إلى جانب كتاب سالوست عن يوغرطة بعنوان “حرب يوغرطة “ وكتاب “زرادشت”.
وكشف داودة قائلا، “إن من بين العقبات التي تؤثر سلبا على مجال الترجمة، ارتفاع الأسعار، الأمر الذي يجعل الكتاب المترجم لا يناسب المستهلك الجزائري وقدرته الشرائية”.
في الأخير، أعرب الكاتب عن أمنيته العميقة في “أن ينتبه قطاع الثقافة لهذه المسألة المهمة وأن يتفاعل المعهد العربي للترجمة بأكثر وإيجابية في اتجاه تعامله مع دور النشر، حتى نتمكن من ولوج هذا الفعل الحضاري والثقافي والاقتصادي المهم جد”.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19458

العدد 19458

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19457

العدد 19457

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024
العدد 19455

العدد 19455

الجمعة 26 أفريل 2024