الأديب والكاتب “محمد زتيلي”:

الترجمة عنصر للتواصل والتفتح وغياب مؤسسات كبيرة عن فعل أكبر

قسنطينة: مفيدة طريفي

أكد الأديب والكاتب “محمد زتيلي” لـ«الشعب” أنه لا يوجد كاتب لا يتمنى أن تترجم أعماله إلى لغات أخرى، إذ كثيرا ما تقاس مكانة الكاتب وأهميته بما تترجم أعماله وإذا كان هناك من الكتاب من لا يعير هذه المسألة أهمية ولا يجعلها في برنامجه الفكري أو الإبداعي، فذلك نتيجة الضغوطات الحاصلة بالمحيط الثقافي الرديء الذي عجز عن مقاومته والتغلب على ضغوطاته، أما الذين ينجحون في إيصال أصواتهم إلى اللغات الأخرى فهم الذين يحققون لأنفسهم مكانة فكرية وإبداعية في مجتمعاتهم.
وقال زتيلي: “إذا كانت للترجمة في بناء الحضارة العربية الإسلامية وفي غيرها من الحضارات البشرية مهمة كبيرة مندمجة في سياق ثقافي وفكري شامل يمثل تيارات متدفقة تقود الوعي والمعرفة والجدل والنقد، وتحرر الإنسان من هيمنة الجهل، وتمنحه الحرية ووسيلة التحرر، فإن الدولة أو الخلفاء أو الأمراء أو الملوك لم يقصروا في إحاطة هذه الوظيفة الهامة كبير عنايتهم ورعايتهم، ولم تكن العملية كلها إلا داخل تيارات وجزءا من سياقات فكرية متكاملة يصنعها الإنسان المبدع المتفاعل المنسجم مع عصره”.
وواصل زتيلي أن مهمة الترجمة قد تخلت عنها الدولة ومؤسساتها بما فيها تلك التي تنتسب لمنظمة محلية أو عربية أو دولية فلا تلقى الرعاية والمتابعة والدعم، وينظر إليها على أساس أن مهمتها هامشية في العمل الثقافي التكويني التعليمي التربوي الحضاري العام، كما أن الجامعات غائبة أو مغيبة عن هذه المهمة المركزية.
 هذا الوضع دفع ببعض الموهوبين الذين رأوا في أنفسهم القدرة على بذل جهود كبيرة لسد فراغ مهول، وفعلا حققوا إنجازات ولبوا حاجات فكرية نقدية للساحة الثقافية والعلمية عامة ببلادنا خاصة في المجال الأدبي والاجتماعي، ومهما كانت أعمالهم مشوبة بنقص وخلل إلا أن إشعال شمعة خير من لعنة الظلام.
وتساءل زتيلي هل تقوم الوزارات المعنية بهذه المهمة وفق رؤية ثقافية غير ارتجالية وغير خاضعة للأذواق والتقديرات الشخصية للمترجمين الذين غالبا ما يقومون بذلك انطلاقا من علاقات شخصية محدودة ذات منافع معدودة؟ تساءل أيضا هل ينفض المركز الوطني للكتاب ولجنة الترجمة النائمة في هيكله الغبار عنه ويخرج للناس مبررا وجوده وتكفل الخزينة العمومية بمتاعبها، أما مسألة اللجوء إلى الخارج للترجمة فهو أمر مختلف يقوم على حسابات وعلاقات مصلحية متبادلة أو بناء على رغبة في تحقيق حظوة داخلية كالقول في الجزائر إن فلانا مثلا ترجمت وطبعت روايته في فرنسا لتحقيق إعلام داخلي مفبرك بأن هذا الكاتب مهم، وقبل أكثر من ثلاثة عقود كان كتاب العربية يقولون لقد صدرت لي رواية في بيروت أو القاهرة مثلا للقول بنفس الأهمية والقيام بنف

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19458

العدد 19458

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19457

العدد 19457

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024
العدد 19455

العدد 19455

الجمعة 26 أفريل 2024