مسؤولة مكتبة العلوم الاجتماعية بجامعة سوق أهراس عبد المالك منيرة لـ»الشعب»:

تراجع المقروئية والنشر الإلكتروني قزما من حركة الإبداع العلمي

سوق أهراس: العيفة سمير

 

 

 

 

 

القطيعة بين البحوث واستغلالها تتعمق، وبحوث لازالت حبيسة الرفوف

من أكثر الموضوعات إثارة للجدل في العالم الثالث اليوم، العلاقة بين البحوث العلمية ومستويات تطبيقها على أرض الواقع وفق متطلبات الحياة اليومية، مما ساهم في تعميق الهوة بين دراسة الواقع والظواهر الاجتماعية والإنسانية ومدى تمثيلها وحلها والإجابة عن تعقيداتها بطريقة عملية إجرائية، من خلال خلاصة أبحاث علمية قيمة مازالت حبيسة رفوف المكتبات، لا تتجاوز التصفح العرضي من طرف طلبة الكليات العلمية بغرض إجراء البحوث النظرية، أو من طرف الأساتذة في تحضير بحوثهم الأكاديمية.
وما البحوث الأدبية إلا جزء من هاته الإشكالية الكبيرة على مستوى الهوة المتزايدة بين مجالات تطبيق العلوم في الجامعات الجزائرية، ودرجة تجسيدها واقعيا، ما ساهم في فقر على مستوى الإبداع وتسطيح الأذواق وغياب التجديد فيما هو متناول .في الإشكال المتعددة للأدب والنقد وأصناف الفنون الأدبية خاصة الرواية والقصة وكذا درجات الاقتباسات للرواية والمسرح أبو الفنون، إذا كانت الأرضية لا تستند إلى مجالات بحثية دقيقة تعطي البدائل السليمة للارتقاء بهذه الألوان الفنية.
من أجل معرفة هذا الموضوع على قرب، كان لنا هذا الحوار مع المسؤولة على مكتبة العلوم الاجتماعية والإنسانية بجامعة محمد الشريف مساعدية بسوق أهراس، الآنسة:عبد المالك منيرة .
»الشعب»:  هل لنا أن نعرف واقع البحوث الأدبية على مستوى مكتبة الكلية؟
 عبد المالك منيرة: أولا شكرا جزيلا على الاهتمام بهاته الموضوعات القيمة من طرف جريدة الشعب العريقة، من منطلق الإحساس بحاجة الواقع لهاته البحوث بغرض التجديد والإبداع .
في الحقيقة انأ لي أزيد من ثلاث سنوات على مستوى المكتبة المركزية لجامعة محمد الشريف مساعدية بسوق أهراس، أستطيع القول أن البحوث والمراجع والكتب العلمية نادرا ما تخرج عن أسوار الجامعة، فهي بين يدي الطلبة والباحثين والاساتذة، من منطلق علمي لاجراء البحوث النظرية بنسبة كبيرة سواء كان ذلك كتب علمية او ادبية، أو بحوث نوعية لمستويات متقدمة كبحوث الماجستير والدكتوراه والتي تمثل نماذج عن الابحاث الجادة .
تتمتع مكتبة العلوم الإنسانية حاليا بما يزيد عن 20 ألف مرجع علمي موزع بين أزيد من 13 تخصص علمي في العلوم الإنسانية والاجتماعية ،تقريبا بنسبة 60بالمئة من هاته المراجع يتم تدولها بصورة شهرية بين الطلبة والأساتذة بالدرجة الأولى ،بحوالي 1195 طالب ووأزيد من 68 أستاذ على مستوى الكلية إلى جانب بعض الفئات الاجتماعية الأخرى التي أحيانا تتقرب من الجامعة لغرض تصفح مراجع علمية معينة ،تترواح بين الكتب والمذكرات .
بخصوص المذكرات على مستوى مكتبتنا فيبلغ عددها حوالي 2590 مذكرة مقسمة بين الماستر والليسانس والماجستير والدكتوراه، وبلغة الأرقام دائما نحن نعاني من نقص المذكرات والرسائل على مستوى المكتبة، كما انه حسب ممارستي اليومية الطالب والأستاذ يفضل أحيانا خلاصة البحوث السابقة بغرض التوسع وضبط إشكاليات بحثه مقارنة بالمراجع الكتب المتخصصة .
هل يقتصر تعامل المكتبة مع الطلبة والأساتذة فقط، أم مع فئات أخرى كالمبدعين والمؤلفين والمسرحيين ؟
 بنسبة كبيرة جد نحن نتعامل يوميا مع فئتي الطلبة والأساتذة من منطلق وظائف الجامعة الأكاديمية، وإجراء البحوث الدورية، لكن لدينا احتكاك نسبي ببعض الشرائح الاجتماعية على مستوى دار الثقافة للولاية وكذا بعض الجامعات الأخرى من منطلقات اخذ بعض النماذج البحثية بغرض دراستها وإسقاطها خاصة ما يتعلق بالفنون الأدبية والمسرحية، وكذا الرواية .
هذا بالإضافة إلى أن الطلبة المنتمين للعديد من الكليات والأقسام لهم تربصات ميدانية على مستوى العديد من المؤسسات بالولاية، مما يحتم عليهم اخذ عينات عن هاته البحوث سواء تعلق الأمر بالبحوث التي سبق انجازها، أو حتى تلك التي يزاولونها بصورة سنوية، أين يأخذ صاحب المؤسسة أو المكلف على مستوى الهيئة التي يجري الطالب على مستواها تربصه الميداني نسخة من خلاصة البحث ،لكن لا أستطيع أن احدد بالضبط وجهة هاته البحوث بالنسبة لهاته المؤسسات، إن كانت فعلا سوف يتم توظيفها من اجل الارتقاء بالممارسة على مستوى هاته المؤسسات أم تبقى الأمور نسبية في هذا السياق .
من زاوية أخرى ليدنا احتكاك كذلك مع بعض الفئات الاجتماعية خلال المناسبات التي تنظم على مستوى الجامعة، من خلال إقامة معارض ومهرجانات وأيام دراسية، وهي مناسبة لكي يتقرب إلينا العديد من المبدعين وإلقاء إطلالة على آخر البحوث المنجزة والمتوفرة على مستوى المكتبة .
وأعيد واكرر انه هذا الجانب يبقى نسبي نوعا ما في ظل انحدار مستويات المقروئية لدى المجتمع الجزائري بصفة عامة وكذا انتشار الكتاب الالكتروني بشكل رهيب ما ساهم في تراجع تصفح المصادر الورقية سواء كانت كتب أو بحوث منجزة أو حتى موسوعات وقواميس.
من منطلق مسارك الوظيفي، كيف ترين السبيل للاهتمام بهاته البحوث واقعيا ؟
 بالمناسبة ومن خلال جريدة الشعب العريقة، أوجه نداءا عاجلا للزملاء الأساتذة والباحثين على مستوى الجامعة للتقرب من اجل وضع وإفادة المكتبة المركزية ومختلف مكتبات الكليات بنسخ من بحوثهم الأكاديمية التي سبق انجازها سواء تعلق الأمر ببحوث الماجستير والدكتوراه، هذا على مستوى أولي من اجل المساهمة في تعميم الإطلاع على هاته البحوث العلمية ووضعها في متناول القارئ .
ومن زاوية ثانية يجب التحسيس بمستوى وقيمة البحوث العلمية في المساهمة في حل الإشكاليات على مستوى الواقع، هاته البحوث في الحقيقة هي جهود كبيرة لفئات أكاديمية متعلمة، أعطت لنا خلاصة للإجابة عن إشكاليات غالبا ما تم اقتباسها من ارض الواقع، أيعقل أن نعمل على توفير حلول لإشكاليات معينة ومن زاوية أخرى نهمل  تطبيقها ؟ هذا إشكال كبير، العديد من القطاعات الاجتماعية هي في حاجة ماسة لهاته البحوث، خاصة ما تعلق بعلم الاجتماع والأدب والعلوم الإنسانية بصورة عامة، فيما يتعلق بالتربية والتعليم، ومختلف الفنون كالآداب والرواية والقصة والنقد ومستويات تجسيد هاته الفنون بصورة سليمة وبإبداع متجدد .
كما أوجه أيضا نداءا إلى مختلف الفئات الاجتماعية والمهتمين بمختلف الفنون والآداب على مستوى الولاية التقرب إلى مكتبة الجامعة، نحن في الخدمة اليومية لأي اهتمام، ونسعى جاهدين لإعطاء الإضافة في هذا السياق بتطوير مختلف التخصصات من منطلقات بحثية علمية، لا نريد أن تقبع هاته البحوث في رفوف المكتبات بينما واقعنا المعاش يعاني من احتياجات متزايدة  ويئن تحت العديد من الإشكاليات الاجتماعية التي استعصى حلها ؟

 

 

 

 

 

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024
العدد 19445

العدد 19445

الأحد 14 أفريل 2024