عميد كلية الأدب بجامعة سيدي بلعباس قادة عقاق لـ «الشعب»:

تفعيل مخابر البحث في تبني طباعة الرسائل الجامعية القيمة

بلعباس: غنية شعدو

عزوف دور النشر عن طبع الرسائل راجع إلى طبيعة الموضوع

أرجع الدكتور قادة عقاق عميد كلية الأدب العربي بجامعة الجيلالي اليابس بسيدي بلعباس، غياب الرسائل الجامعية عن المكتبات العامة والخاصة وعدم امتلاكها لأهمية كبيرة لدى دور النشر إلى عوامل عديدة أهمها المعادلة الربحية التي تتعامل بها دور النشر باعتبارها مؤسسات تجارية خالصة تتعامل وفق مبدأ الربح الذي يعد من أولوياتها.
فبالرجوع إلى سنوات التسعينات يقول الدكتور كانت الرسائل الجامعية تطبع من طرف الجامعة بعد تقديم لجنة المناقشة لتوصية للطالب حامل الرسالة باعتباره أستوفى شروط الطبع وحصل على موافقة اللجنة والمجلس العلمي، أين يتجه إلى ديوان المطبوعات الجامعية لطباعة رسالته مجانا كما يتحصل على نسبة من الأرباح، لكن العملية لم تعد موجودة حاليا ـ يضيف الأستاذ- نظرا لاعتبارات كثيرة أهمها ظهور المنافسة في مجال الطبع والنشر بعد استحداث دور نشر خاصة، وعن تجربته في مجال طباعة رسائله قال الدكتور عقاق أنه ناقش رسالة الماجستير خاصته سنة 1992 والتي حملت عنوان «المدينة في الشعر العربي المعاصر» قبل أن يقدمها لإحدى دور النشر الخاصة سنة 2000 من أجل طباعتها لكنه لم يتمكن من تحمل الأعباء المالية التي فاقت آنذاك 15 مليون سنتيم، ما دفعه إلى التوجه إلى إتحاد الكتاب العرب بدولة سوريا والذي احتضن رسالته نظرا لقيمتها العلمية وحملها لإضافات جديدة أين تم طبعها بعد شهرين فقط. أما عن رسالة الدكتوراه والتي تتعلق بموضوع السيميائية فقد قام بطبعها بعد أن جزأها لأجزاء على شكل كتب، الأول كان بدار النشر المعية بقسنطينة والثاني بدار النشر الجامعي الجديد.
وفي رده عن سؤال حول لجوء بعض الأستاذة لطباعة رسائلهم وإجبار الطلبة على اقتنائها فقد أكد الأستاذ أن الأمر وعلى الرغم من كونه حقيقة إلا أنه نادر الحدوث في الجامعة باعتبار أن البحث العلمي يتطلب تنوع المراجع والمصادر والاكتفاء بمرجع واحد يعد نسخا مرفوضا جملة وتفصيلا، والطالب له كامل الحرية في اقتناء الكتب التي تساعده على التحصيل العلمي والإلمام بمقاييسه العلمية.
وأكد الدكتور عقاق أن عزوف دور النشر عن طبع الرسائل راجع إلى طبيعة الموضوع، فمعظمها تبحث عن القيمة العلمية التي تحملها الرسالة وكذا المردود الربحي الذي يتبع العملية ومن جملة الأسباب التي تقف عائقا في وجه طبع الرسائل الجامعية ارتباطها بطبيعة المحتوى أو الموضوع المتناول، وشريحة الطلبة التي تتعامل مع هذه الرسائل، فهناك بعض الرسائل التي تحمل مواضيع متخصصة جدا لا تمس إلا النخبة ولا تلقى رواجا إلا في المدرجات الجامعية وهو ما يتنافى والمبدأ الحقيقي للعلم الذي يقر بوجوب ارتقاء المجتمع للكتاب وليس على الكتاب أن ينزل للمجتمع، وهنا يتساءل الدكتور عن الغاية من تأليف كتب جامعية عادية لا تحمل إضافة للبحث العلمي.
وختم بالقول أن المشكلة الحقيقية هي مشكلة إمكانيات لا أكثر فكل باحث هو على دراية تامة وكافية بكل ما يتعلق بالطبع والنشر لكن ما أسماه بالغبن الذي يذعن له معظم الباحثين والمتمثل في الشروط التي تفرضها دور النشر يحد من طباعة الرسائل عموما، في ظل العزوف عن التوجه لديوان المطبوعات الجامعية نظرا لطول المدة ونوعية الورق المستعمل الذي ينفر المؤلفين وهنا دعي الدكتور إلى تفعيل دور مخابر البحث في تبني العملية فمخبر البحث للدراسات النقدية والأدبية واللسانية التابع للكلية مثلا قام بنشر خمسة كتب لا تتجاوز 150 صفحة، كما قام بطبع أجزاء من رسائل دكتوراه وفقا لإمكانياته المالية المحدودة التي لا تسمح بطبع رسالة كاملة تحتوي على حوالي 400 صفحة.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19449

العدد 19449

الجمعة 19 أفريل 2024
العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024