الشاعر والكاتب رشيد قوارف لـ«الشعب»:

مرجعية تاريخية تطويره والحفاظ عليه ضرورة

باتنة : لموشي حمزة

يتفق الشاعر والكاتب الصحفي رشيد قوارف مع الرأي القائل بعودة «موفقة» للأدب الشعبي إلى الواجهة الثقافي بالجزائر، من خلال عديد المعطيات الميدانية على غرار الاهتمام الكبير الذي توليه الدوائر الثقافية والنخبة لهذا النوع من الأدب لما له من أهمية في سرد حقبات من تاريخ الجزائر المجيد.
ويعرف ضيف جريدة «الشعب» الأستاذ الشاعر رشيد قوارف الأدب الشعبي بالقول: إنه مرآة صادقة تعكس تاريخ مجتمع من المجتمعات، بل من خلاله نتعرف على حضارة الشعوب، وطموحاته وتطلعاته وآماله وآلامه بمختلف أشكاله وألوانه التعبيرية من قصة، سيرة، قصائد شعرية، ألغاز أو أمثال شعبية...وغيرها.
وهو أيضا «فن القول يتناقل عن طريق الجماعة التي تعبر عما في صدورها، وهو المقومة الإبداعية المحفوظة عند الجماعة، معبرا عن وحدة فكرها وحاجاتها الاجتماعية والروحية، والتعبير عن أدق المشاعر والأحاسيس».
ويعتقد ضيف جريدة «الشعب»، الأستاذ الشاعر رشيد قوارف أن الأدب الشعبي يتجاوز بكثير المفهوم التقليدي المعروف به وهو أنه مجرد مادة أدبية شعبية ثقافية غير قابلة «للحياة» وجامدة، بل هو أكبر من ذلك وله دور بارز في الحركة الثقافية الحديثة من خلال انه يعتبر «مرجعية تاريخية هامة»  يستغلها الأكاديميون ويعتمد عليها كثيرا الباحثون في معاهد التاريخ بالجامعات الجزائرية، لمعرفة بعض التفاصيل «الحاسمة» الخاصة ببعض الأحداث المهمة وطنيا، ويذهب محدثنا أبعد من ذلك عندما يعتبره «الذاكرة الحية» والأرشيف المؤرخ لحقب زمنية معينة مرت بها الجزائر وصنعت فارقا مهما في تاريخها.
ويؤكد محدثنا أن الأدب الشعبي الجزائري له أهمية بالغة ودور حاسم في الحفاظ على الهوية الثقافية للجزائريين بل أصبح حسب الشاعر رشيد قوارف «ضرورة وطنية ملحة» خاصة في ظلّ التوجهات الثقافية العالمية الجدية، من صراعات ثقافية وأخرى حضارية، باتت قيمة ثابتة وسلاحا قويا من أجل الدفاع عن هوية الشعب الجزائري وثقافته وحضارته في مواجهة ثقافة العولمة التي تريد تعرية الشعوب والقضاء على هوية انتمائها.  ويتابع محدثنا التفصيل في هاته الجزئية بالقول: إن سبب عدم الاهتمام الجدي بالأدب الشعبي رغم أهميته إلى ضيق الأفق الثقافي لبعض المسؤولين على الشأن الثقافي بالجزائر، حيث ما يزال ينظر إلى الأدب الشعبي بعين الاستصغار، كما يحمل المتحدث المسؤولية لنقص البحث وغياب العمل التوثيقي الحقيقي لهذا الموروث.
ويضيف الشاعر قوارف أن الأدب الشعبي الجزائري يغطي مساحة معرفية وموضوعاتية كبيرة في الحياة الثقافية للجزائريين، حيث وعلى الرغم مما تزخر به هاته الأخيرة من تراث شعبي أصيل ومن غزارة المادة وتنوعها، وقوة الإبداع وعراقة التراث وامتداده التاريخي، إلا أنه ظلّ ـ الأدب الشعبي - محل تهميش من طرف بعض المهتمين بالشأن الثقافي والتعليمي والتربوي في المدارس والجامعات وغيرها وأحيانا أخرى من طرف النخبة الثقافية الأمر الذي يحتم إعادة الاعتبار له ليساير العجلة الثقافية التي بدأت تسير في اتجاه الحفاظ على كل ثقافتنا الجزائرية خاصة العتيقة منها.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024
العدد 19445

العدد 19445

الأحد 14 أفريل 2024