مديرة الثقافة والإتصال للهيئة الملكية الأردنية للأفلام لـ (الشعب)

الفروقات الفنية أمر طبيعي ... والثقافة العربية الجامعة غاية نصبو لها

حاورتها: سميرة لخذاري

تفاءلت ندى دوماني، مديرة الثقافة والاتصال للهيئة الملكية الاردينة  للافلام، لمستقبل السينما العربية، واكدت على هشاشة علاقة الثقافات في جانب الانتاج المشترك، ومثمنة تطور جسور التواصل والتبادل في الفن السابع بين بلدها والجزائر بما يضمن اعطاء وجه مشرف للسينما ونقل انشغالات المجتمعات، وللغوص في طبيعة العلاقة في هذا المجال بين البلدين كان لنا معها هذا الحوار.

الشعب: مرحبا بك في الجزائر، ماذا تقول لنا ندى عن ايام السينما الأردنية بالجزائر؟
ندى دوماني: تأتي هذه الأيام لتعريف الجمهور الجزائري بالسينما الأردنية التي تبقى غير معروفة نوعا ما، والأفلام المشاركة حديثة نالت استحسانا وشاركت في عدة مهرجانات دولية، تعكس الواقع الاردني وهواجس المواطنين اليوم، وتركز بالدرجة الأولى على الشباب.
❊❊ بقي التبادل السينمائي بين الدول العربية منحصرا في استضافة كل بلد لافلام البلد الاخر، في حين ان الانتاجات المشتركة ضئيلة ان لم تكن منعدمة؟ ما سبب هذا الغياب؟
❊ صراحة سؤال جد مهم، فنأمل ان يكون نوع من هذا التبادل بين الدول العربية،  فهناك اتفاقية بلدنا والدول المغرب العربي لتحقيق الانتاج المشترك معه، اما بين الاردن والجزائر فارى وجود تجانس كبير في الاهداف وطريقة التفكير بشأن السينما، اضافة الى تجانس مؤسساتي وهذا جد مهم، واقصد هنا التفاعل الموجود بين وزارة الثقافة الجزائرية والهيئة الملكية الاردنية للافلام، ونتمنى ان تولد هذه العلاقات نتائج جيدة لصالح الفن السابع للبلدين.
ومن جهة اخرى فهناك مشروع اردني يلقى تمويلا ومساعدة من الجزائر لانتاج عمل مشترك قريبا، ونحن نطمح الى الوصول الى الاحسن في هذا الميدان والوصول الى عمل مؤسساتي بين البلدين بصورة جيدة بما يضمن خدمة البلدين.
❊❊ الجامعة والكتابة الاردنية تعرف تقدما ملحوظا فلماذا لم ينعكس هذا التطور على السينما التي ما تزال فتية؟
❊ شيء لا يمكننا اخفاؤه، فطبعا هناك مشكل اساسي يتعلق بالتمويل، مثلا هذه السنة ميزانية الحكومة الادنية تعاني، ونحن كهيئة ملكية لدينا صندوق تمويل، لكن هذا التمويل الى اليوم ينتظر مساعدة الحكومة ، ومن جهة اخرى فهناك تفاوت في الميادين الثقافية ببلادنا، فهناك انتاج تلفزيوني، شعر، ادب وغيرها ان الانتاج السينمائي وان كان موجودا فهو ليس بالزخم المطلوب.
الفن السابع الاردني تالق في الخمسينيات والستينيات ثم دخل في فترة ركود، واليوم نحن نسعى الى اعادة الاعتبار لهذا الجنس الثقافي باعتباره جزء مهم من هويتنا وشخصيتنا.
واليوم الحمد لله اصبحت عندنا مؤسسات للتكوين تضم كوادر مؤهلة تسعى الى صنع جيل محب ومتقن للفن السابع وعارف بخباياه واسسه.
❊❊ ما يزال تصوير الافلام العربية منحصرا في بيئته ، بمعنى افلام كل بلد مصورة في محيطها دون الانفتاح على الأرض العربية بهدف رسم طريق لفن سابع جامع، لماذا هذا النفور الفني في عالمنا العربي؟
❊ اود التاكيد في البداية على نقطة، المخرج هو الذي يصور فيلمه وليست الدولة، ولا ننسى خصوصية كل دولة في السينما فهناك دول يعتمد انتاجها في الفن السابع على جهات مستقلة واخرى ما تزال تابعة للهيئات الحكومية، فمثلا لبنان لا يوجد فيها شيء اسمه التمويل الحكومي للسينما، اما الاردن فتعتمد على صندوق الدعم، وبالتالي فالهيئة الملكية للافلام ليس انتاجية، بل يعود التمويل الى المنتج او المخرج من الصندوق، اما سوريا ومصر فالحال ليس واضحا مع التغيرات والاوضاع التي يعيشها البلدين، اما المغرب فرغم وجود صندوق للدعم الا ان التمويل لا يذهب مباشرة الى الجهة المنتجة.
❊❊ هناك تفاوت كبير في سينما كل بلد عربي، إضافة الى هشاشة جسور التبادل بينها، الا ترون ضرورة التكامل لخدمة الثقافة العربية الاسلامية؟
❊ ايضا في الغرب لا نقول سينما اوربية بل سينما فرنسية، يونانية، بلجيكية، ايطالية و...وهنا اؤكد ايضا على التفاوت بين سينما كل بلد اوربي واخر، فالفن السابع يعكس المجتمع الى حد بعيد، لكن اليوم ارى ان السينما العربية عموما في تطور مستمر، حيث اصبح هناك حديث كبير عليها في الخارج خاصة بعد ما سمي بالربيع العربي.
طبيعي ان نجد فروقات بين الفن السابع من بلد الى اخر، فكلنا نطمح الى الوصول الى عالم عربي واحد متضامن.
❊❊ هل سيكون لها تاثير على حرية السينما؟
 نتكلم بصراحة، فاظن ان السياسة  ليست عائقا امام التطور السينمائي، فركود الفن السابع الاردني بسبب غياب الرغبة في انتاج افلامها، اضافة الى هشاشة الاهتمام بهذا العالم، فليس هناك علاقة بين الركود السينمائي وحرية التعبير.
ففي بلدنا سواء تعلق بالافلام الاردني او الاجنبية لا يوجد تدخل في السيناريو، فصندوق التمويل يقرأ السيناريو ولا يقترح اي تغيير، فاعتقد ان الاردن هو البلد الوحيد الذي لا يتدخل في سيناريوهات الافلام.
❊❊ كيف ترين الفن العربي مع التطور التكنولوجي والمنافسة الشرسة ؟
❊ االفنان الحقيقي لا يعتمد على المال لانتاج عمل ناجح، فهناك افلام قيمة انتجت بامكانيات ضئيلة، علينا ان نكون متفائلين، فصراحة ارى ان السينما الاردنية او العربية عموما تخطو خطوات مميزة، واستبشرها خيرا بمستقبل مثمر، خاصة مع التقنيات الحديثة حيث اصبحت الافلام غير مكلفة بالحجم الذي كانت به في القديم وفي سنواتها الاولى.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024