دعا المخرج المسرحي الجزائري نبيل بن سكة أمس الجمعة بوهران الجيل الجديد إلى «العمل على إعادة إحياء التراث الثقافي والفني الوطني الجدير بالاقتباس وإعادة البعث»، وقد اعتبر ذلك «واجبا على المبدعين الشباب المشتغلين في حقل الفن الرابع، لاسيما وأنّ المسرح الجزائري يعجّ بالكتابات والنصوص المسرحية الهامة والرائدة التي يمكن لها أن تكون مادة فنية وأدبية لإنجاز أعمال مسرحية ذات قيمة. أكّد بن سكّة خلال تقديمه لمسرحيته «القراب والصالحين» المشاركة في إطار اليوم الرابع من فعاليات الطبعة التاسعة لمهرجان المسرح العربي (دورة عز الدين مجوبي) على ضرورة الاهتمام الأخذ بعين الاعتبار مقتضيات الوقت الراهن في معالجة النصوص، مبرزا أهمية الانفتاح أيضا على الأدب العالمي والاحتكاك بالتجارب الأخرى و الخبرات المتنوعة. وعن مسرحيته التي ستحتضن عرضها قاعة «السعادة» بوهران اليوم السبت، أوضحى أنها عبارة عن مزاوجة بين النص المقتبس لأحد أعمدة المسرح الجزائري «ولد عبد الرحمان كاكي» والتي أطلق عليها عنوان «القراب والصالحين» والنص الأصلي «النفس الطيبة « للكاتب «برتولد برخيت. وقال عن «نصها الذي ألفه ولد عبد الرحمان كاكي أنه «صالح لكل زمان، كون أنّ المسرحي الراحل قد تمكّن من مزاوجة التراث الوطني بالأدب العالمي بأسلوب راقي، يحاكي هموم الانسان بنسق شاعري، بعيدا عن المواقف الايديولوجية».
كما اعتبر المخرج هذا العمل بمثابة الرسالة المفتوحة للنقاد والمشاهدين لإعطاء الرأي و الرأي المخالف من خلال كل القراءات التي يخرج بها هؤلاء بعد مشاهدة هذا العمل الإبداعي، الذي يساهم فيه العديد من المحترفين الشباب، من بينهم 80 بالمائة الذين يصعدون لأول مرة على الركح المحترف مضيفا أن ديكور العرض يضم أيضا تقنية ثلاثية الأبعاد.
