الممثلة المسرحية كاتية غرصام

مشروع عمل فني مستقبلي مقتبس عن رواية الدروب الوعرة لمولود فرعون

تيزي وزو..ز/ كمال

اكتشفت موهبتها وميولها نحو التمثيل والأداء المسرحي في سنّ مبكرة، ولحس الدعابة والعفوية في التفاعل مع أقرانها في الصف الابتدائي أثرا لفت انتباه معلمتها التي كانت تثق في إمكانياتها الإبداعية وتقديمها لتمثيل القسم في تنشيط الحفلات المدرسية في نهاية السنة سواء بقراءات شعرية أو أداء عروض مسرحية ولوحات فنية تعبر فيها عن مواضيع في مستوى براءة المرحلة وطموحات المستقبل، مرت المسرحية بعدة محطات تميزت بالحضور والانقطاع أحيانا والعودة مجددا بسبب ظروف اجتماعية سنكتشفها في هذا البورتري..

تلعب الوضعية الاجتماعية ومنطقة المنبت أحيانا دورا مهما في صقل المواهب الفنية في شتى الإبداعات بشرط توفر التأطير اللازم وكذا الإمكانيات والمراكز الثقافية المساعدة على بناء الشخصية الفنية، والعكس في حالة غياب هذه الظروف مجتمعة كحالة الممثلة المسرحية كاتية غرصام التي خانتها الظروف الاجتماعية والثقافية ولم تجد من يشدّ بيدها منذ الوهلة الأولى التي اكتشفت فيها موهبتها وميولها نحو التمثيل والأداء المسرحي على الركح، فبقيت لها غصة وحلم مؤجل من مرحلة الابتدائي حتى الجامعة حيث اكتشفت أجواء أخرى واجتمعت الإرادات لدى  عدد من المواهب المسرحية للطالبات اللاواتي بادرنا إلى تأسيس فرقة مسرحية جامعية أطلق عليها «فرقة البذرة لمديرية الخدمات الجامعية لتامدة» سنة 2012، وهنا كانت الانطلاقة نحو فن المسرح واكتشاف أغوار الفن الرابع ورواده ودوره في تهذيب الشخصية وبناء المجتمع الواعي المتحضر..
لقد جمعنا جملة من الأسئلة لتأطير البورتري لكن تركنا حرية الحديث للمبدعة المسرحية الصاعدة لتقول عن تجربتها.. كاتية غرصام من مواليد 28 سبتمبر سنة 1992، ببلدية تيميزارت بولاية تيزي وزو، اكتشفت موهبة التمثيل المسرحي خلال مرحلة الابتدائي حيث كانت معلمتي تكلفني بتنشيط مختلف النشاطات الفنية التي تقوم بها المؤسسة، لكن الظروف المحيطة لم تساعدنا على مواصلة المشوار والانخراط في إحدى الفرق المسرحية بالمنطقة التي كانت تفتقد للفرص والمبادرات، رغم ذلك حافظت على تلك الرغبة والميول في نفسي حتى مرحلة الجامعة، حيث حظيت بفرصة جديدة من خلال ورشة المسرح بالحي الجامعي التي تطورت إلى إنشاء فرقة البذرة التابعة لمديرية الخدمات الجامعية وهو ما فتح أمامنا الباب واسعا لبداية الاحتكاك مع المسرحيين الجزائريين والمشاركة في المهرجانات الوطنية خاصة منها مهرجان المسرج الجامعي، فكانت أول مشاركة لنا بولاية المسيلة سنة 2012، في الطبعة التاسعة للمهرجان الوطني للمسرح الجامعي حيث تحصلت على جائزة تشجيعية كممثلة واعدة، ثم تلتها عدد من المشاركات الوطنية كتظاهرة عاصمة الثقافة العربية كان آخرها الدورة التاسعة لمهرجان المسرح العربي بوهران.
وأضافت المسرحية الواعدة بالقول «لقد فتح لي المسرح الجامعي بابا واسعا أمامي لتحقيق حلم الطفولة ومواصلة المشوار في عالم المسرح ولما لا ولوج عالم الاحتراف والارتقاء بالموهبة من التمثيل إلى الإخراج، رغم ذلك لا نخفي عليكم صعوبة الطريق خاصة في ظلّ افتقاد الجمعية لمؤطرين لتطوير الأداء الفني ونقص التعاون مع مؤسسة المسرح الجهوي كاتب ياسين لتيزي وزو الذي يقتصر فقط على جانب المساعدة المادية من ديكور وغيرها في حين نبقى نحن بالجمعية بحاجة إلى احتكاك مستمر مع الممثلين والنقاد ذوو التجربة الكبيرة في الميدان لتوجيهنا وتقييم الأعمال الفنية التي نقوم بها، كما ننتظر تدعيمنا بأستاذ متخصص في المسرح للاستفادة منه بناء على توصيات اللقاء المسرحي الأخير بتيزي وزو الذي أكد على ضرورة تعاون الهيئات المسرحية مع الفرقة الجامعية.
في الختام كشفت الممثلة كاتية غرصام عن مشروع عمل فني مستقبلي تقوم فرقة البذرة بالاشتغال عليه وهو نصّ مقتبس عن رواية الدروب الوعرة للكاتب الكبير مولود فرعون باللغة الأمازيغية وعمل مسرحي ثاني باللغة العربية بعنوان «نبضات» بشرط إيجاد مساعدة لازمة من المسرح الجهوي خاصة من حيث الإمكانيات المادية والوسائل التقنية الضرورية لبناء عرض مسرحي متكامل ينال إعجاب هواة الفن الرابع ويجعنا على مواصلة المسيرة الفنية بثبات.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024
العدد 19445

العدد 19445

الأحد 14 أفريل 2024