سعاد طيّار النّاشرة وصاحبة المعرض الفنّي «عايدة»

حضور المرأة في المشهد الفنّي مازال محتشما

حاورها: أسامة إفراح

الجزائرية ذات شخصية قوية والطّريق أمامها طويل

تقدّم سعاد طيار نفسها على أنّها الجزائرية تحاول أن تشق طريقها وتصنع لنفسها مكانا في مجتمع ذكوري. كانت لها لمدة عشر سنوات وكالة استشارات التسويق، قبل أن تنتقل إلى العمل لحسابها الخاص، وقد دفعها حبها وشغفها بالفن والثقافة إلى فتح معرض (رواق) فني، إلى جانب كونها مصمّمة ديكور. تحدّثنا في هذا الحوار عن مجال نشاطها كصاحبة معرض فني، وكذلك كناشرة، كما تتطرّق إلى مدى مشاركة المرأة في الحياة الثقافية والفنية في الجزائر، والعوامل التي تعيق حضورها بشكل أكبر.

 الشعب: نتحدّث غالبا عن المبدعين، الرسامين، الفنانين التّشكيليّين، ولكنّنا نتطرّق نادرا إلى أصحاب المعارض والأروقة الفنية..لماذا في رأيك؟
 سعاد طيّار: ربما يعود ذلك إلى كون هذه المهنة غير معروفة كثيرا في مجتمعنا، وبالتالي فإنّنا قد نجهل قيمتها وفائدتها. لا يجب أن ننسى بأن أصحاب الأروقة والمعارض الفنية هم الجسر الرابط بين الفنان والجمهور.
أن تكون صاحب معرض معناه أن تكون في خدمة الفن والثقافة، وهذا يعني الكثير من العمل في الكواليس والكثير من التضحيات كل يوم، خصوصا في مجتمع أين الثقافة هي الحلقة الضعيفة وميزانيتها هي الأولى التي يتم التضحية بها.
 في ظل غياب النقاد الفنيين عندنا، هل يملك صاحب المعرض الحق في النقد الفني؟ وهل هذا هو دوره الأصلي؟
 بلى..أعتقد أن من بين مهام صاحب المعرض الفني هو أن يكون ناقدا فنيا، يجب على صاحب المعرض تأطير الفنان والترويج له، وأن يكون له نظرة نقدية على عمل الفنان، نظرة تمتاز بموضوعية مطلقة.
من المفترض أن يكون صاحب المعرض أول ناقد فني للفنان، حتى وإن كان فنانونا يرفضون هذا الجانب لدى أصحاب المعارض الفنية.
 من خلال كونك على اتصال دائم مع فنانين في مختلف المجالات والتخصصات، ما رأيك في حضور المرأة الجزائرية في عالم الإبداع الفني؟ هل هو كافٍ؟ وهل تشعرين بتغيير داخل المجتمع فيما يتعلق بالمرأة الفنانة؟
 إذا كان لنا أن أتحدّث عن العاصمة فقط فسنقول نعم إن المرأة حاضرة، ولكن الجزائر العاصمة ليست الجزائر، ولا يمكن لنا أن نختزل البلاد في العاصمة. يبقى حضور النساء في الفن حضورا محتشما، أعتقد أنّه تعبير المرأة الفنيّ ما يزال من الطابوهات. غالبا ما أستقبل في معرضي نساءً من مختلف مدن الوطن، ويعبّرن لي عن رغبتهن القوية في ممارسة الفن ولكن رغبتهنّ تصطدم بنظرة محيطهنّ السيئة لهذا الأمر، بل إن حضورهنّ يبقى خجولا حتى في مجال الحرف اليدوية والصناعات التقليدية، التي كان للمرأة الفضل في تواصلها والحفاظ عليها.
ستسألني ما السبب وراء ذلك؟ وأجيبك بأنّنا لطالما اعتبرنا الفن والثقافة من الكماليات، وليس كإرث وذاكرة يجب الحفاظ عليها.
هل أشعر بتغيير في المجتمع؟ كلّا، أنا لا أشعر بالتغيير..هناك تطور خجول، ولكنه ليس تغييرا كبيرا وذا أهمية..يبدو أن الطريق ما تزال طويلة.
 أنت ناشرة أيضا..ماذا عن المرأة الكاتبة؟ وهل يمكن أن نزعم بوجود ما يطلق عليه «الأدب النسائي أو النّسوي»؟
 لقد شهدنا في السنوات الأخيرة صدور عدد من الأعمال من تأليف النساء، اللاتي نجد من بينهنّ من لهنّ إنتاج غزير. بالفعل، أعتقد أنه على الرغم من التقلبات التي مرت بها البلاد فهناك ظهور نساء مؤلفات. هذا بالطبع ليس كافيا جيدة ولكننا أبناء بلد شاب، وبالتالي فإن الأمل موجود.
 كلمة أخيرة للمرأة الجزائرية بمناسبة اليوم العالمي للمرأة 8 مارس..
 لن أقول عيدا سعيدا لأن المرأة بالنسبة لي تحتفل بنفسها كل يوم. المرأة هي إسمنت المجتمع وأساس توازنه، هي التي تربّي وتعلّم القيم للأجيال القادمة. أنا معجبة بالمرأة الجزائرية: امرأة ذات شخصية..امرأة قوية، هي ذاك المعلم الثابت، ومصدر الطمأنينة في أوقات الاضطراب. لذلك أقول لها بكلّ بساطة: حظّا موفّقا.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19450

العدد 19450

السبت 20 أفريل 2024
العدد 19449

العدد 19449

الجمعة 19 أفريل 2024