عبد الرزاق بعلي:

كتابة قصص الأطفال لا تقل أهمية عن عمل الطّبيب النّفساني

المسيلة: عامر ناجح

اعتبر الكاتب والراوئي عبد الرزاق بعلي كتابة قصص الأطفال بالعمل المهم الذي ينبغي فيه الاعتماد فيه على جميع الجوانب المتعلقة بحياة الطفل انطلاقا من سنه ومستوى تعليمه وحتى الجانب النفسي له، ومحاولة رسم صورة حسنة في مخيلة الطفل في عالم بات مليئا بأبشع صور الحياة القاسية واستلهامها من الواقع ومجلسة الأطفال الصغار.
 أكّد عبد الرزاق بعلي أنّ كتابة ورواية قصص الأطفال لا تعتبر بالأمر الهين  لاعتمادها على التراث المطبوع والتراث المسموع، من الحكايات العالمية والحكايات الشعبية، ومن قصص الحيوان وتجارب الإنسان، وكذا البحث للأطفال عمّا يمتعهم وينفعهم، لتقديمه لهم في حلة فنية قريبة من عالمهم، واعية بخصوصياتهم   من خلال مجالساتهم.
وأشار عبد الرزاق بعلي إلى أن الاحتكاك بشريحة الاطفال تجد أنهم يميلون إلى الاستماع لقصص والحكايات ويتفاعلون معها ويتأثرون بها، وحتى انهم يتناقلونها فيما بينهم، ولهذا نجد آباءنا وأجدادنا قد انتبهوا منذ زمن بعيد لدور الحكاية في التعامل مع أطفالهم، ليصنعوا من خلالها التسلية والمتعة دون إغفال للأبعاد الأخلاقية والقيم السامية. ويرى الحكواتي بعلي أن الهدف الأساسي من اختياره مهنة رواية القصص للأطفال هو الإحساس الجميل الذي ينتابه خلال الحديث مع البراءة والصفاء، خاصة وأنهم لا يعترفون بالمستحيل ويعبرون بكل صدق على الرغم من أن مهمة رواية وكتابة القصص - حسبه - ليست بالشيء السهل ولكن المتعة فيه أكثر من التعب خاصة وأنت تستمع لتعليقاتهم وكلامهم العفوي. واعتبر المتحدث أن مواضيع قصصه التي يكتبها ويرويها للأطفال كحواتي يعتمد فيها وبشكل قليل على الخيال لكي لا ينفصل الطفل عن ما حوله وما يحيط به، منتقدا استعمال بعض القصص الخيال المفرط كأن يجمع بين شخصيات الحيوانات كالأسد والنمر وما شابهها من الحيوانات المفترسة، ويجمع بينها وبين بطل قصته، على أساس أنهم أصدقاءه وأنها حيوانات تألف الإنسان، فهذا لا يعقل - حسبه - وكان الأجدر هو إبراز خصائص تلك الحيوانات التي تمتاز بالفتك والقتل، وانتقد بعلي ما أسماه قلب للحقائق كإبراز مشهد لطفل يقفز هناك وهناك من دون أي وسيلة.   وأرجع عبد الرزاق بعلي السبب الرئيس في ندرة الكتابات المتعلق بقصص الأطفال إلى ندرة القائمين على مثل هذا النوع من الإنتاج، بالإضافة إلى غياب جودة المضمون وسطحية المستوى، خاصة وأن ممارسات الكتابة في هذا النوع من الأدب تحتاج تأملا طويلا واختيار مناسب للنص في جميع  أنواعه في ما يتعلق بالفئة العمرية، مؤكدا في فحوى حديثه إلى أن كتابة الطفل لا تقل أهمية عن مهمة الطبيب النفسي الذي يسعى لعلاج مريضه، وكذلك الأمر بالنسبة لمبدع أدب الأطفال الذي يُفترض فيه أن يكون صادقا وأمينا في دراسة اللغة والتمكن منها والتي يجب عليه صياغتها وبلورتها بطرائق مشوقة وساحرة، حيث يتجلى  الصدق في صياغة نموذج حكائي أو قصصي، يصبح فيما بعد دربا حياتيا ونهجا سلوكيا ثابتا لدى الطفل بفعل تأثره ما يتلقّاه من مشاهد القصص والحكايات. وفي ختام كلامه نوّه إلى أنّ كتابة قصص الأطفال تعتمد على مهارة وبراعة الحاكي أو الرواي ومقدرته على الجمع بين البساطة والعمق، وبين المتعة والفائدة.  وما تجدر الإشارة إليه، أن الأستاذ بعلي عبد الرزاق بصدد إصدار مجلة الحكواتي ومجلة أخرى تحمل عنوان «احك وغن»، تقوم على سرد قصة وتلخيص أهم ما جاء فيها في قلب أغنية أو أنشودة.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024
العدد 19445

العدد 19445

الأحد 14 أفريل 2024
العدد 19444

العدد 19444

الأحد 14 أفريل 2024