الشّاعر محمد عبد المجيد مبسوط لـ «الشعب»:

كل الظّروف تجتمع لتصنع الغياب عن السّاحة الانتخابية

عنابة: هدى بوعطيح

حين تسود الصّراعات السياسية يُغيب المثقّف ويكتفي بالمراقبة

أكّد الشاعر محمد عبد المجيد مبسوط أنّ الانتخابات التشريعية المقبلة تمثل تحديا آخرا نحو الاستقرار، على اعتبار أنّها تتزامن مع توترات المنطقة عموما والدول العربية خصوصا، مشيرا إلى أنّ الانتخابات القادمة حساسة جدا، وتأتي في مرحلة هامة من حياة هذا الوطن، لهذا وجب النظر ـ حسبه ـ للاستحقاقات كساحة للمنافسة الشريفة وليست ساحة للحرب.
قال عبد المجيد مبسوط في حديث لـ «الشعب» حول غياب المثقف في الانتخابات التشريعية، بالرغم من الدور الفعال والمهم الذي يمكن أن يقدمه لهذا الوطن، قال بأنّه لا يمكن القول إن الأديب أو الشاعر لم يشكل ذلك الحضور الذي يقع على عاتقه، لأنه يعود في هذه المرحلة إلى واقعه في المجتمع، فيكون إمّا مترشّحا أو منتخبا أو مقاطعا، وكلها تمثل ـ يضيف ـ مبدأ مواطنة الشاعر وتعبيره عن وجوديته في هذا المجتمع.
محمد مبسوط وفي سؤالنا على من يقع هذا الغياب، إذ كان على المثقّف نفسه؟ أم على السياسي الذي لم يفسح له المجال في خوض الانتخابات حتى يأخذ حصته بصفته شريك فاعل في الحراك السياسي والثقافي معا، أكّد بأنّ كل الظروف تجتمع لتصنع هذا الغياب أو التغييب عن الساحة الانتخابية، مشيرا إلى أن الكل إما يبحث عن المصلحة العامة أو الخاصة، وهنا دور المثقّف أو الشاعر أو مهما كانت صفته هو العمل كدليل للبحث عن المرشح الأمثل والتجرد من مختلف النزعات أو التعصبات وهو الدور الحقيقي، وقال: «لكن أن تسود الساحة صراعات المال أو الصراعات السياسية، فالمثقّف إمّا يُغيب أو يكتفي بالمراقبة وفقط».
ويرى الشّاعر محمد عبد المجيد مبسوط أنّ غالبية البرامج المقدمة إما اجتماعية أو اقتصادية، حيث لا تشتمل أيا منها على تطلعات المثقّفين أو الأدباء، وفي كلتيها تجتمع على خدمة المواطن وتختلف في الطريقة، حيث لا نظرة فيها للثّقافة ولو تقريبيا.
وحسب الشّاعر فإنّ المثقّف مفقود، ومن منظوره هذه البرامج لا تنظر للمثقف كقيمة معنوية أو كفرد متميز بل كفرد مجتمعي وانتهى أو عنصر ناخب فقط، مشيرا إلى أنه صوت انتخابي كغيره من الأصوات، وطالب بضرورة النظر للمثقف كصوت متميز في هذا المجتمع وإعطائه مكانته الحقيقة في كل شيء. وأثنى محمد عبد المجيد مبسوط على مبادرة جريدة «الشعب» في التطرق لمثل هذه المواضيع، مبرزا في سياق حديثه أنّ الانتخابات القادمة حساسة جدا وفي مرحلة هامة من حياة هذا الوطن، كما كانت عليه انتخابات 2012 وما صاحبها من ربيع الموت بمختلف الأوطان العربية، وأشار مبسوط إلى أنّ هاته الانتخابات تتزامن مع توترات المنطقة عموما والدول العربية خصوصا، وبالتالي فهي تمثل تحديا آخرا نحو الاستقرار. وهنا تجدر الإشارة يقول المتحدث: «فنظرتي كشاعر أنّ الموالاة أو المعارضة هدفهما الأسمى هو خدمة الوطن وكل منهما يرى أحقيته بالتمثيل، ومن خلالها فلا نشكّك في أي طرف»، قائلا أنّه يجب أن ننتظر منهما النظر إلى الوطن كمستفيد، والانتخابات كساحة للمنافسة الشريفة وليست ساحة للحرب أو الخصام حيث أن الهدف نفسه.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024