في تشريحه لأسباب انسحاب المثقف من الساحة الانتخابية

الباحث أحمد تيميزار يربط الظاهرة بغموض الاستراتيجية الكلية

بومرداس..ز/ كمال

تجند المثقف للمشاركة في رسم مشروع حقيقي داخل السياق العام   

أعتبر الدكتور أحمد تيميزار «أن ظاهرة العزوف الانتخابي بالنسبة للمثقف وعدم الترشح للبرلمان والمجالس المنتخبة تبقى نسبية ولو أن الصورة العامة غير واضحة تماما في الحالة الجزائرية لأن قناعات هذا الأخير صعبة نوعا ما، كما أن انضمامه إلى مشروع ما يكون بقوة وفي الغالب «أن المثقف ينضم إلى استراتيجية واضحة وبطريقة فعالة وليس بصفة فردية وفي حالة عدم توفر هذه البيئة والشروط الملائمة يلجأ إلى الانسحاب وترك الساحة
أكد الأستاذ  المحاضر بكلية العلوم الاقتصادية، التجارية وعلوم التسيير لجامعة بومرداس «أن الخطأ الكبير في التجربة الجزائرية  هو تجاهل المثقف وعدم إعطائه المكانة المستحقة في قيادة المجتمع ودور واضح في هذه الإستراتيجية الكلية، لأن المثقف عندما يجد نفسه خارج هذا الإطار وغير فاعل داخل هذه السياسة يرجع مواطن بسيط ويفقد إرادة المشاركة والمساهمة في التغيير وخدمة المجتمع.لدى رده على سؤال حول مسؤولية المثقف في التقصير وعدم المبادرة لإثبات الوجود والمساهمة في التغيير وخدمة البلد، أشار الباحث «أن المبادرة تتطلب سياقا مناسبا وتتطلب وعي معين كذلك وأهداف واضحة، وبصفتي مختص في التغيير انطلق من هذه المقاربة السياقية لأن المثقف يبحث عن الإطار المناسب وبأهداف ووسائل حقيقية وبالتالي يكون أكثر واقعية وإذا لم يجد هذا السياق السياسي الثقافي وغيره لا يستطيع المشاركة في التغيير عكس الإنسان العادي الذي يلجأ للتغيير في إطار مغامرة، وحتى تجند هذا المثقف بالمشاركة لا بد من رسم مشروع حقيقي يوضع داخل هذا السياق العام   
في سؤال تقييمي لمستوى المترشحين للانتخابات التشريعية بالقوائم المتنافسة الـ19 بولاية بومرداس وهل بإمكانها تقديم بدائل ملموسة والمساهمة فعلا في خدمة المواطن ورفع انشغالاته؟، ربط الأستاذ الباحث الإشكالية بنفس الإطار والسياق ألعام وقال»أن النتائج ونسبة الفعالية في الأداء يرتبط دائما بالأهداف المسطرة والواقعية للبرامج ألمعروضة وبالتالي حتى وإن لجأت بعض القوائم إلى الاستنجاد بأسماء من النخبة المعروفة على الساحة الوطنية في اختصاصها لدعم قوائمها الانتخابية وتوسيع حظوظها، إلا أن الحقيقة أن المرشح المثقف يصبحا مواطنا عاديا داخل هذا السياق الحالي ومنه هيمنة البعد المادي وصعود أصحاب المال إلى الواجهة على حساب المثقفين والدليل وجود دكاترة في مراتب متخلفة على القوائم مقابل المقاولين وأصحاب المؤسسات الاقتصادية رغم الفارق الكبير في المستوى والقدرة على المشاركة في صنع واقع اجتماعي واقتصادي ايجابي للمواطن وتقديم تصورات علمية وأكاديمية واقعية للخروج من الأزمة الحالية للجزائر والانطلاق نحو مرحلة جديدة.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024
العدد 19445

العدد 19445

الأحد 14 أفريل 2024