محمد ميهوبي:

البهلوان عنصر دخيل على المجتمع

حبيبة غريب

الحاجة  إلى تكوين اجتماعي وفلسفي ومسرحي شامل

البهلوان هو إسقاط اجتماعي وفلسفي لا يتماشى مع الواقع في الجزائر حاليا، وهو دخيل على المجتمع الجزائري لا علاقة له بالفحوى الأصلي لهذا الفن الذي يمتهنه أشخاص ملمون بكل جوانب الممارسة المسرحية ومطلعين على الواقع الاجتماعي وحريصين على تواصل الشخصية مع الطفل وتقديم له عرض يتماش وواقع المجتمع.

أشار الممثل والمخرج المسرحي ورئيس الجمعية الثقافية الأمل بوهران  محمد ميهوبي أن تفشي ظاهر العروض البهلوانية وشخصية المهرج  جاءت لملء الفراغ الذي خلّفه إطار غياب مسرح الطفل الذي يعتبر عنصر ثقافي مهم في المجتمع. وقد جعل هذا الوضع يقول «معظم أولياء الأطفال يتجهون إلى المهرّج وحاليا يعملون في أعياد الميلاد وحتى في التجارة مع انتشار ظاهرة «الماسكوت» التي تستعمل للترويج لسلع معينة في الفضاءات التجارية الكبيرة.وفي الأصل يقول ميهوبي، إن البهلوان شخصية حزينة، يمتهنها في الدول الغربية فنانون شاملون، غالبا ما يكونون متقدمين في العمر وملمين بكل جوانب المسرح والدراما وكذا العديد من تقنيات العاب الخفة والشقلبة وغيرها، فالمهرج عندهم معروف بالنية الذكية وهو شخصية ميتة قليلة الكلام غالبا ما تتواصل من خلال الحركات المدروسة، الإيماءات لإيصال رسالتها، أي من خلال تغيير الملامح واستعمال الجانب الفيزيولوجي للشخص، على غرار شخصية «الروكان» الإيطالية و»ساموراي» اليابانية». لكن عندنا في الجزائر نرى العكس تماما، يضيف الممثل والمخرج المسرحي  قائلا: «إن كل من يريد من الشباب أن يمارس المسرح يبدأ بدور المهرج مكتفيا باختيار هندام وألوان ومساحيق تلفت انتباه الأطفال ومستعملا حوارات ونصوص مرتجلة، غير مراعي للإسقاطات الاجتماعية والفلسفية التي قد تنجر عن ذلك، وكذلك فقد أصبحت الفتيات بدورهن يمتهن هذه الحرفة».
واعتبر ميهوبي أن «الاستعانة بعروض البهلوان في المدارس هي غلطة كبيرة  تقترف اليوم في حق الناشئة، كما أن تعليمة الوزارة بأن يفتتح كل عرض مسرحي أو فني بفقرة المهرج هي أيضا منافية لتقاليد المسرح ولفن البهلوان، فالراحل حديدوان مثلا لم يكن يدخل هو الأول على الخشبة ولا الراحل حميمش الذي يعتبر من مؤسسي هذا الفن في الجزائر».
ويرى ميهوبي أن «غياب النص وثقافة البهلوان والمهرج في الجزائر في حاجة ماسة اليوم إلى استدراك للأمور، بإعادة الاعتبار لمسرح الطفل وللنصوص الموجهة له مع الاستعانة بفقرات العرائس والقوال والبهلوان والمخاطبة المباشرة دون الهاءات».

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024