كشف رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة اليد، لحبيب لبان، أنّ هدف المنتخب الوطني خلال نهائيات كأس أمم إفريقيا 2020 بتونس هو ضمان التأهل لنهائيات كأس العالم المزمع إقامتها بمصر سنة 2021، موضّحا أنّ الطريق مفتوح للجزائر لضمان مكانة في العرس العالمي، خصوصا بعد تغير نظام المنافسة وعدد المتأهلين إلى المونديال، الذي ارتفع إلى 5 بلدان في القارة السمراء، بالإضافة إلى منتخبين إفريقيين حقّقا ترتيبا جيدا في البطولة العالمية الماضية، ما سيكون أمرا جيدا لكرة اليد الجزائرية والإفريقية ككل التي ستحتك بالمستوى العالي.
رئيس الاتحاد الجزائري للكرة الصغيرة، أكّد بأنّه سطّر أهدافا مع الناخب الوطني آلان بورت من أجل استرجاع على الأقل مرتبة في «البوديوم»، بعدما أنهى السباعي الجزائري كأس أمم إفريقيا الماضية بالغابون في المرتبة السادسة، وقال بهذا الشأن: «هدفنا إنهاء المنافسة القارية في أحد المراكز الثلاثة الأولى في الترتيب العام لأمم إفريقيا المقبلة بتونس، أعي أن الأمر لن يكون سهلا بتاتا، خصوصا أن المستوى بالقارة السمراء في تطور مستمر، لكنّنا نعوّل كثيرا على التموقع من جديد مع الثلاثة الأوائل في القارة السمراء».
لبان أوضح بأن المنتخب الوطني سيعمل على الدخول بقوة في دور المجموعات المشكّل من 16 فريقا مقسّمة على 4 مجموعات بأربع فرق لكل مجموعة، والعمل على إنهائها في الصف الأول قصد تفادي مواجهة منتخب قوي في الدور ربع النهائي، وخوض المربّع الذهبي بنوع من الجاهزية البدنية التي قد تلعب دورا مهما في بلوغ الخضر النهائي، الذي سيكون مهما لكرة اليد الجزائرية، التي ستعمل على استرجاع هيبتها القارية الضائعة في السنوات الأخيرة، جرّاء الصّراعات الشّخصية التي حدثت في بيت الاتحادية، والتي غيبت منتخب كرة اليد عن المنافسة الرسمية لمدة سنتين كاملتين.
في نفس السياق، أوضح ذات المتحدث بأن تواجد المنتخب المغربي صاحب المركز الرابع في البطولة الإفريقية المنصرمة بالغابون في نفس مجموعة الخضر، لن يثني من عزيمة رفقاء الحارس المتألّق غضبان في إنهاء دور المجموعات في صدارة المجموعة، وقال: «بجدية المنتخب الوطني الذي يقوده المدرب بورت المخضرم في القارة السمراء متفائلا بتحقيق نتيجة إيجابية، وإعادة هيبة المنتخب قاريا».
خوض تربّصات قبل أي منافسة أمر قد ولىّ
المسؤول الأول على كرة اليد الجزائرية أوضح بأن القيام بعدة تربصات قبل التنقل إلى كأس أمم إفريقيا أمر قد ولّى، وتحدّث عن هذه النقطة بالتفصيل حين قال بالحرف الواحد: «في كرة القدم حاليا تواريخ الفيفا قليلة جدا، وهو ما يجعل اللاعبين الأفارقة المحترفين في أوروبا يتنقلون إلى منتخبات بلادهم إلا في تواريخ الفيفا لمدة التربص وإجراء المواجهات الودية قبل العودة إلى أنديتهم، وغالبية المنتخبات الإفريقية مشكلة من لاعبين محترفين، وذلك لم يمنع تلك المنتخبات في مقدمتها الجزائر التي نالت اللقب القاري الأخير بلاعبين كلهم ينشطون في مختلف البطولات العالمية»، وأضاف: «حاليا يجب أن يكون لديك مدرب يعرف كيف يخلق الانسجام بين أفضل العناصر الوطنية لأداء منافسات قارية في المستوى، كون العمل البدني يقام على مستوى الأندية، وكرة اليد الإفريقية تتجه لأن تستدعي كل لاعبيها من القارة العجوز، خصوصا أن الكثير من اللاعبين الناشطين في مختلف المنتخبات محترفون، لذا العمل بالطريقة التقليدية بجمع اللاعبين في عدة تربصات هنا بالجزائر بات أمرا من الماضي».
«بورت» متحمّس لتكرار نفس الانجاز المحقّق مع نسور قرطاج
وفي إجابته على السؤال المتعلق ما إذا استخدم المدرب الفرنسي «آلان بورت» الخبرة القارية مع المنتخب التونسي، الذي قاده من سنة 2009 إلى 2013 لنيل لقبين قاريين، خصوصا أن البطولة الإفريقية لسنة 2020 ستقام بتونس، أكّد لبان بأن مستوى العناصر الوطنية هو من سيخدم المنتخب الوطني في المنافسة القارية، ومدى استعدادهم لدخول المنافسة القارية، وأنّ المنتخب التونسي الذي أشرف عليه تغيّر تماما، حتى ولو أنه يعرف عددا من لاعبيه الذين أشرف على تدريبهم في المنتخب التونسي لأقل من 21 عاما، الذي احتل الصف الثالث في بطولة العالم لذات الفئة»، وتابع حديثه: «حاليا كل المنتخبات تعرف بعضها البعض جيدا، لكن ربما من الناحية البسيكولوجية سيكون أمرا محفّزا للناخب الوطني، ما لمسته من آلان بورت هو أنه جد متحمّس كي يقوم بمشوار جيد مع الخضر مثلما قام به مع نسور قرطاج».
هدفنا «تسويق» أكبر عدد من اللاّعبين في البطولات الأوروبية
في نفس السياق، شدّد لبان بأنّه يجب أن تكون البطولة الوطنية الممتازة لكرة اليد قوية حتى لا يكون هناك فارق في المستوى بين اللاعبين المحترفين بأوروبا، وكذا الناشطين في البطولة المحلية، موضحا بأنّ إستراتيجية الاتحادية هي العمل على تسويق كل نهاية موسم أكبر عدد من اللاعبين الجزائريين إلى مختلف البطولات الأوروبية، والسير على خطى جيراننا التونسيين الذين سمحت لهم هذه الخطوة من تشكيل منتخب قوي، ونواة متينة سيطرت على كرة اليد القارية لعدة سنوات، وقال بهذا الشأن: «نحن نعمل على تسهيل بشكل كبير التحاق الدوليين الجزائريين بمختلف الفرق الأوروبية، من أجل اللعب في المستوى العالي وجلب الإضافة مستقبلا للمنتخب الوطني، ونعتبر ذلك رجوعا للاستثمار»، وذهب إلى أبعد من ذلك حين قال: «يوم اتّصلت بالمدرب حسن أفانديتش للإشراف على العارضة الفنية للمنتخب، وبغض النظر عن تجربته الواسعة والعمل الذي كان سيقوم به في الميدان، هو شخص يملك علاقات جيدة مع العديد من مسؤولي الفرق الأوروبية، وكان وراء تنقل عدد كبير من اللاعبين التونسيين إلى الاحتراف بأوروبا خصوصا بفرنسا وألمانيا، وهو ما ساعد أشقاءنا على التألق قاريا وفي البطولات العالمية».
من جهة أخرى، عرج رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة اليد للحديث عن البطولة الوطنية للقسم الممتاز التي انتهت بها مرحلة الذهاب، موضّحا بأنّ اتحادية الكرة الصغيرة هي الوحيدة التي قامت بإطلاق البطولة الوطنية في وقتها المحدد هذا الموسم، والذي قبله دون أي عراقيل، رغم معاناة فرق كرة اليد من نفس المشاكل التي تصادف فرق كرة السلة والطائرة، في مقدمتها الشح المالي الذي يضرب الرياضات الجماعية بشتى اختصاصاتها.
سنمضي عقد شراكة مع التّلفزيون العمومي لبث مباريات البطولة
كشف حبيب لبان عند حلوله ضيفا على «الشعب»، بأنه وحتى تكون الكرة الصغيرة في واجهة الرياضات، سيمضي عقد شراكة مع التلفزيون الجزائري هذا الموسم من أجل بث مباريات البطولة الوطنية وكأس الجمهورية، وهو ما سيعيد الاعتبار للعبة ويحفّز اللاعبين على بذل المزيد من المجهودات قصد التألق وضمان الفرجة، موضّحا بأنّ التلفزيون الجزائري متحمّس كثيرا للفكرة حتى تكون هناك اختصاصات أخرى متلفزة.
المسؤول الأول على كرة اليد الجزائرية، أشار إلى أن قاعات كرة اليد مملوءة عن آخرها نهاية كل أسبوع بمناسبة مباريات البطولة الوطنية، وهو ما يزيد الحماس والإثارة في مباريات البطولة، الأمر الذي دفع الاتحادية إلى التفكير بالقيام بعقد لبث مباريات البطولة، من أجل تثمين العمل الكبير الذي يقوم به اللاعبون ومختلف الطواقم الفنية، موضحا بأن ذلك سيجلب أمورا إيجابية من دون أدنى شك.
