فريد زميتي لـ «الشعب»:

المشاركة الدورية في المنافسات القارية والخبرة... عاملان مهمان للبروز

حاوره: محمد فوزي بقاص

اتصلنا بالمدرب المساعد لنادي إتحاد العاصمة، فريد زميتي، الذي تحدث لـ«الشعب» عن خروج إتحاد العاصمة وشبيبة القبائل رسميا من المنافسة القارية، كما تحدث عن الفرق بين الأندية الجزائرية ونظرائها من تونس والمغرب، وعن الكثير من الأمور في هذا الحوار:

«الشعب»: أولا، ما تعليقك على الهزيمة القاسية ضد الوداد البيضاوي والإقصاء من رابطة الأبطال الإفريقية؟
فريد زميتي: إقصاءنا كان بعد الهزيمة في البليدة ضد نادي صان داونز الجنوب الإفريقي، أين تلاشت حظوظنا هنا في العبور إلى الدور ربع النهائي، لأن بعدها كانت لدينا خرجتان لجنوب إفريقيا وبعدها إلى المغرب، وصان داونز والوداد يملكان خبرة كبيرة وواسعة في هذه المنافسة، كما يملكان لاعبين مميزين وإمكانيات كبيرة للذهاب إلى أبعد نقطة ممكنة في رابطة الأبطال، التأهل ضاع منا هنا في ملعب تشاكر، حيث خسرنا أربع نقاط كاملة، ثلاث منها ضد صان داونز ونقطتان أمام الوداد، وفي هذا المستوى تضييع هذا الكم الهائل من النقاط داخل القواعد أمر كثير بالنسبة لفريق يطمح للتأهل، لهذا كنا نعي بأن مباريات العودة في دور المجموعات كانت لتكون صعبة جدا، وهو ما حدث رغم أنه كان بإمكاننا العودة بنتائج إيجابية من تنقلاتنا، حيث ضيّعنا ضربة جزاء في جنوب إفريقيا في الدقائق الأخيرة من عمر المباراة وانتهى اللقاء بفوز أصحاب الأرض بنتيجة (2 – 1)، وضد الوداد كانت مباراة آخر حظ بالنسبة لنا، لكننا كنا دون المستوى وانهزمنا بثلاثة أهداف لهدف وحيد، المنافس كان أقوى منا من جميع النواحي، وهذه المنافسة خدمت اللاعبين أكثر من أي شيء آخر، كونها المنافسة القارية الأولى التي خاضها جلّ التعداد بما أن هناك ثلاثة عناصر فقط متعوّدة على لعب المنافسات القارية ويتعلق الأمر بالحارس زماموش وبالإضافة إلى اللاعبين مفتاح وكودري، وهو ما جعل شباننا يكسبون الخبرة الكافية التي ستكون مفيدة لهم محليا وفي المنافسات القارية التي سيخوضها الفريق في السنوات المقبلة.  
-   إتحاد العاصمة، منذ بداية الموسم، يتخبط في مشاكل إدارية كان لها التأثير السلبي دون شك على نتائج الفريق، لكن بالمقابل شبيبة القبائل خرجت من المنافسة بعد هزيمة عريضة، ونادي بارادو الفريق الجزائري الوحيد المتمسك بحبل التأهل في آخر جولة ؟
 عندما تشاهد فريق شبيبة القبائل، مجموعته ليست بالسهلة هي الأخرى، حيث أوقعتها القرعة ضد كل من بطل إفريقيا في النسختين المنصرمتين الترجي الرياضي التونسي رفقة الرجاء البيضاوي في كل موسم يبلغ الأدوار النهائية من المنافسة القارية، ولا أتحدث لك عن الإمكانيات المادية واللوجيستيكية التي يملكونها، في هذا المستوى المشاركة الدورية في هذه المنافسات القارية والخبرة لهما دور كبير للبروز قاريا، وحتى شبيبة القبائل على غرار إتحاد العاصمة يملكون في تعدادهم لاعبين شبان مجملهم يخوض البطولة القارية لأول مرة، كسبوا خبرة كبيرة بعدما خاضوا 12 لقاء، ونتمنى أن يخدمهم هذا الأمر مستقبلا.
-   الأندية المغربية والتونسية في السنوات الأخيرة، أبانت عن احترافية كبيرة بدليل تواجدها في كل مرة في الأدوار النهائية بالمنافسات القارية، في حين أن أنديتنا لازلت تتخبط في التسيير الهاوي؟
  الترجي والنجم الساحلي والوداد والرجاء كلها أندية كبرت بالمنافسات القارية، لا يخف عليك أنك عندما تفوز بمنافسة رابطة الأبطال الإفريقية الفرق ستجني أموالا طائلة، وهم فرق يملكون تسيير مميز ورؤية بعيدة، لهذا الأمر يركزون على البطولات القارية وفي كل سنة ينتدبون لاعبين من القارة السمراء ويملكون مستوى عال، بالإضافة إلى امتلاكهم لكل وسائل العمل من مراكز تكوين وتدريب وأمور أخرى تضع لاعبيهم في أفضل رواق لتقديم الأفضل في كل موسم قاريا، نحن لم نبلغ مستواهم في التسيير على سبيل المثال، كل الفرق الكبرى لا تملك مركز تكوين وتدريب إلا فريق بارادو، الأسبوع الفارط، كنا في الدار البيضاء والوداد منحنا مركزه التدريبي الذي كان تحت تصرفنا طيلة مدة الإقامة وبالمناسبة هم مشكورين على ذلك، لكن يجب أن ترى ذلك المركز التكويني والإمكانيات المتاحة وعندما تواجه هذه الفرق تدرك كبرها عن طريق منشآتها، عندما كنا في الدار البيضاء الوداد انتدب 10 لاعبين جدد في الميركاتو الشتوي وهذا سيكلفهم أموالا طائلة، لكنهم بالمقابل سيتمكنون من جني الأموال كبيرة ببيع عقود بعض لاعبيهم الحاليين وإعارة آخرين، نظرتهم لكرة القدم مختلفة تماما عنا للأسف.
- هذا الموسم لاحظنا هجرة اللاعب الجزائري نحو البطولة التونسية وعددهم بلغ 27 لاعبا بين أندية الدرجة الأولى والثانية، كما شاهدنا انتقال لاعبي بارادو وأندية أخرى للبطولات الأوروبية، هل هذا الأمر سيخدم اللاعب الجزائري، وهل هذا هو سبب تراجع مستوى أنديتنا ؟
  هذا يدل على أن البطولة الجزائرية تنتج لاعبين يملكون مستوى لا بأس به رغم غياب مراكز التكوين على المستوى الوطني، أعتقد أن اللاعبين الذين تنقلوا إلى تونس أو إلى مختلف البطولات الأوروبية يملكون مستوى لا بأس به، الفرق التونسية والأوروبية تملك كشافي المواهب الذين يعرفون انتقاء اللاعبين، عندما يقترح بن غيث يعرض كل إيجابياته وسلبياته على الجهاز الفني والأخيرة لا تكون أبدا على المستوى التقني، ما يجعل هذه الأندية تجلب اللاعب الجزائري، سلبيات أي لاعب قد تكون بدنية أو تكتيكية ويقومون بالعمل معه على هاذين الجانبين عن طريق رفع الحجم الساعي الذي قد يصل إلى 5 ساعات في اليوم بمعدل حصتين، لأن الترجي على سبيل المثال يلعب لحصد الثنائية المحلية كل موسم، بالإضافة إلى التتويج برابطة الأبطال الإفريقية وتشريف ألوان الفريق في كأس العالم للأندية، وهذا الأمر الذي يجعل الفرق التونسية والمغربية تمر للسرعة القصوى في المرحلة الثانية في المنافسات القارية، وهو ما يجعل الفرق الجزائرية تعاني مع هذه الفرق، الفريق الوحيد الذي بلغ هذا النضج في التفكير هو نادي بارادو الذي سوّق عددا كبيرا من اللاعبين إلى أوروبا ويفكر في مضاعفة عددهم كل موسم عن طريق جني الأموال والبحث دائما عن الأفضل وقد يبني مركزا ثانيا لتوسيع استثماره، أعمل في الفرق منذ أكثر من 20 سنة ولا أحد يملك نظرة بعيدة مثل جيراننا، إذا أردنا أن نصبح في مستوى جيراننا علينا أن نبني مراكز تكوين لنرفع مستوى بطولتنا المحلية ونكون أقوياء قاريا، وعوض تسويق اللاعب الجزائري إلى تونس نحن من نسوقه بأموال طائلة إلى أكبر البطولات الأوروبية وقبل رحيله نستفيد منه لجلب الألقاب القارية، التونسيين والمغاربة يجلبون لاعبين بقيمة ضئيلة يستفيدون منهم ويبيعون عقودهم بعدها بأموال طائلة إلى الفرق الخليجية، وللإجابة عن سؤالك رحيل اللاعب الجزائري إلى مختلف البطولات داخل القارة وخارجها سيخدم كرة القدم الجزائرية، بما أن المنتخب الوطني متكوّن من 23 لاعبا ينشطون خارج الوطن، من الجزائر خرج عدد كبير من اللاعبين على غرار بلايلي وبلعمري وسليماني وسوداني وبونجاح وأن تلعب في الفرق الخليجية أمر مفيد لعامل واحد متعلق بحجم العمل اليومي في الفريق، وهو ما يجعلك ترفع مستواك، برفقة إمكانيات الاسترجاع المتواجدة وكلها تصّب في صالح اللاعب الذي لا يفكر إلا في عامل واحد، وهو العمل وتطوير أدائه.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024
العدد 19445

العدد 19445

الأحد 14 أفريل 2024