في ظل تراجع نسبة تواجده في منتخب الوطني الأول

اللاعب المحلي ضحيّة نقص التّكوين وضعف مستوى البطولة الوطنية

حامد حمور

أحدث الأداء الكارثي للمنتخب الوطني في كأس إفريقيا للأمم الجارية بالغابون عدد من التعاليق من قبل المختصين وكذا الجمهور الرياضي المتتبع لكل ما يخص «الخضر»، حيث أن أغلبية هذه التعاليق تصب في عدم منح الفرصة للاعب المحلي، وانتظار بروز أي لاعب جزائري في أوروبا للاعتماد عليه في التشكيلة الوطنية التي خيبت هذه المرة في العرس القاري.

فالاختيارات التي اعتمدتها الفاف في السنوات الأخيرة أعطت ثمارها بشكل واضح من خلال مشاركة المنتخب الوطني في كأس العالم لمرتين متتاليتين، الأمر الذي شجّع القائمين على شؤون الكرة الجزائرية الى السير في نفس الخطوات، خاصة وأن «قانون الباهاماس» فتح الأبواب لذلك بشكل كبير أين اختار العديد من اللاعبين الجزائريين الذين ينشطون في البطولات الأوروبية حمل ألوان «الخضر»، وقدموا الاضافة النوعية بفضل تكوينهم الجيد منذ الفئات الصغرى، لا سيما من الناحية التكتيكية وكل الجمهور الجزائري مازال يتحدث عن مسيرة عنتر يحيى، بوقرة، زياني، بلحاج...الذين كانوا بالفعل في القمة.
التّأثير المعنوي...
لكن الاعتماد على اللاعبين المحترفين في أوروبا بشكل كبير في الفريق الوطني أثّر معنويا على اللاعب المحلي، الذي وجد نسبة تواجده في تقلص مستمر مع مرور السنوات، حيث أن العارفين بشؤون الكرة يؤكدون: «أن عدم الاعتماد على لاعبي الأندية المحلية يجعلهم غير متحمسين لبذل مجهودات أكبر لمحاولة تطوير مستواهم والوصول الى الفريق الوطني»، في حين أن البعض الآخر الذي يرى أن اللاعبين المحترفين هم الحل يؤكدون:
«ضعف التكوين لدى الأندية منذ الفئات الصغرى لا يقدم الخيارات المناسبة، بالرغم من الحديث باستمرار عن التكوين إلا أن ذلك لا يظهر على الميدان، والنتيجة أن البطولة المحلية لا تقدم لاعبين بامكانهم اللعب في الفريق الوطني بمستوى كبير».
ولعل الاجابة على كل هذه التساؤلات يظهر جليا في مستوى البطولة المحلية التي تبقى ضعيفة للغاية، ولا تجلب الاهتمام الضروري لدى المتتبعين الذين يرون أن العروض غير مناسبة مقارنة بالأموال الكبيرة التي يتقاضاها اللاعبين.
ضرورة تشجيع الفرق «المكوّنة»
وبالتالي، فإن المشكل في عدم بروز لاعبين محليين يكمن في عدم وجود استراتيجية لدى الأندية على المدى البعيد للوصول الى تقديم «منتوج» بامكان الاعتماد عليه في المستقبل، فالأمثلة موجودة في موضوع عدم قدرة الأندية الوصول الى هذه الغاية، وهو أن المنتخبات في الفئات الصغرى لم تتمكن من التأهل الى منافسات قارية منذ مدة طويلة بسبب غياب الثقافة التكتيكية لدى اللاعبين و ضعف التكوين بالنسبة لهذه الفئات، التي تذهب ضحية الاعتماد الكلي بفريق الأكابر لدى أغلب الأندية أين يجري كل المسيرين وراء النتائج الأنية للنادي غير مبالين بالمستقبل.
هذه الأمور انعكست على المستوى العام للاعبين المحليين الذين فقدوا الكثير من «بريقهم» رغم أنهم من الناحية الفنية لديهم امكانيات كبيرة.
ويمكن القول أن المشكل عميق لاعادة القطار الى السكة، والبداية تكون باعطاء الأندية مهمة الاعتماد على تكوين اللاعبين، وعودة الفرق التي كانت بمثابة «مدارس» حقيقية في هذا المجال. ومن جهة أخرى «تسهيل» مهمة وصول اللاعبين الذين ينشطون في البطولة المحلية الى الفريق الوطني الأول باعطائهم الفرصة بصفة خاصة في الفريق الأولمبي ثم الفريق الوطني للاعبين المحليين، فالأبواب ستكون واسعة بالنسبة للعديد من اللاعبين الذين يتألقون في الفئتين.
فبالرغم من الاضافة الفعلية للاعبين المحترفين، فإنه من الضروري تواجد لاعبين محليين لاعطاء «القيمة» الحقيقية للبطولة الوطنية وتشجيع اللاعبين على الوصول الى الفريق الوطني الأول، ذلك أن المتتبعين يتساءلون عن عدم وجود لاعبين شاركوا في الألعاب الأولمبية الماضية في المنتخب الوطني الأول خلال كأس إفريقيا للأمم 2017؟
ويبدو أن الأمور قد تتحسن في المستقبل القريب من خلال اختيار مدرب وطني للفريق الوطني للمحليين لاحقا وقد يكون ماضوي أو عمراني، والذي توكل له مهمة تحضير التشكيلة للبطولة الافريقية للاعبين المحليين الذين ستكون لديهم الفرصة للوصول الى الفريق الوطني الأول في حالة ايجاد آلية مباشرة مع الناخب الوطني لـ «الخضر» الذي سيعين في الأسابيع القليلة القادمة بإقامة مشروع لعب يمكن من العمل على المدى البعيد.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19483

العدد 19483

الأربعاء 29 ماي 2024
العدد 19482

العدد 19482

الثلاثاء 28 ماي 2024
العدد 19481

العدد 19481

الإثنين 27 ماي 2024
العدد 19480

العدد 19480

الأحد 26 ماي 2024