عزّزت صفوفها بإرهابيين قدموا من مناطق التوتّر

التنظيمات الدموية بإفريقيا تعود إلى الواجهة

فضيلة دفوس

في الوقت الذي يسجّل فيه الجميع انحسارا للعمليات الإرهابية بالعديد من مناطق العالم، مازال خطر الدمويين قائما بإفريقيا، إذ ضاعفت «حركة الشباب «الصومالية وجماعة «بوكوحرام «النيجيرية والتنظيمات الدموية بمالي وعموم دول الساحل، هجماتها التي  أصبحت تخترق الحدود وتمتد من دولة الى أخرى، ما يطرح علامة استفهام كبرى عن الأسباب التي تجعل مثل هذه الجماعات الارهابية تزداد قوة رغم الضربات التي تتلقاها من الجيوش المحلية وحتى من القوات الامريكية والفرنسية.
 لا شك أن تمّة أسبابا كثيرة  تقف وراء  التصعيد الارهابي بالقارة الافريقية والذي لا يليه العالم المنشغل بهمومه أيّ اهتمام، وللإحاطة ببعضها، سنقف في هذا المقال عند التحدي الامني الذي أصبحت  « بوكوحرام» تفرضه على نيجيريا والدول المجاورة.
إن تكثيف هذه الجماعة الدموية - التي بايعت «داعش» الإرهابي قبل سنوات - لعملياتها ضد الجيش النيجيري والمنطقة، مربوط بعدّة عوامل أهمّها التسليح الجيد، فبفضل هجماتها على القواعد العسكرية، تمكنت من الاستيلاء على كمية هائلة وذات نوعية من الذخيرة الى جانب تهريب العتاد العسكري من الدول الافريقية المجاورة، لتصبح مجهزة أفضل حتى من الجيش الذي أصبح  في مرمى ضرباتها القوية والمميتة.
تشير تقارير المراقبين العسكريين، أنه في الوقت الذي باتت فيه القوات النظامية تعاني من ندرة الأسلحة وعدم مطابقتها للمعايير حيث يتلقى العساكر رصاصا لا يتوافق مع أسلحتهم الرشاشة، باتت «بوكوحرام» تمتلك ترسانة ضخمة ومعدات متطورة وفتاكة قادمة  من عدة مناطق كالقرن الأفريقي، وبؤر التوتر بالشرق الأوسط.
هذا الوضع هزّ معنويات عناصر الجيش    أصبح يفرّ من المواجهة، ما جعل التقدم العسكري الذي حققته نيجيريا ضد الدمويين عام 2015  يتراجع  بشكل رهيب.

تجنيد عناصر أصحاب خبرة

السبب الثاني وراء «العودة القوية « لجماعة «بوكوحرام «الإرهابية، يتحدد في تجنيد عناصر  أصحاب خبرة من تنظيم «داعش « الدموي، وبالتحديد من العائدين من مناطق النزاع بسوريا والعراق والمدربين بشكل جيد.
 في خطاب بمناسبة رأس السنة، أعلن قائد القوات الجوية النيجيرية المارشال صادق أبوبكر أن ارهابيين أجانب لديهم خبرة من تنظيم «داعش» انضموا إلى صفوف «بوكوحرام»، وقال «في الحرب على «بوكوحرام»، شهدنا بروز تكتيكات جديدة ودخول عناصر بخبرات ومهارات عالية وتكنولوجيا متقدمة مع انتقال دمويي تنظيم «داعش» الذين طردوا من سوريا إلى شمال شرقي بلدنا».
 لم تكن هذه المرة الأولى التي يتم فيها الحديث عن انضمام إرهابيين جدد إلى صفوف «بوكوحرام»، إذ أكد شهود عيان وخبراء التقارير التي تتحدث عن عمليات التجنيد هذه خلال الأشهر الأخيرة.
مع تعزيزها بإرهابيين نفذوا مذابح ومجازر في بلاد الشام والرافدين طيلة سنوات، تبنت «بوكوحرام « تكتيكات قتالية جديدة وبدأت تلجأ الى التفجيرات الانتحارية، وهذا الواقع الجديد الذي أصبحت تفرضه ليس فقط في نيجيريا بل في المنطقة ككل، يثير الكثير من المخاوف  خشية تصعيد أخطر.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024