وصف جولة الحوار القادمة “بالفرصة الأخيرة”

أي خطّة للاتحاد الأوروبي تجاه ليبيا؟

فضيلة دفوس

هل سيشهد العام الجديد انفراج الأزمة اللّيبية ليجتمع الاخوة الفرقاء حول طاولة حوار، ويحقّقوا مصالحة  تنقذ البلاد التي تقطّعت أوصالها تحت ضربات المليشيات المسلّحة؟
في الواقع هذا هو الأمل الكبير الذي يحذو الجميع لوقف نزيف الدم، وإنهاء “تغوّل” مجموعات دموية تدير دفّة السياسة بالصواريخ والقنابل، والرّشاشات وشلالات الدم.
ويبدو الأمل قوياً بأن تشهد الأيام القادمة مصالحة حقيقية، في ظلّ قبول جميع الأطراف الليبية ركوب السفينة للنجاة من الطوفان، والاستجابة للدّعوة الأممية بالاجتماع في جنيف للاتفاق على خريطة طريق تساهم في إعادة الأمن للبلاد، وتبعد شبح الحرب الأهلية التي تحوم في الأجواء.
وقد أعلنت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، أنّ كافة الأطراف المتصارعة هناك وافقت على عقد جولة جديدة للحوار بمقر الهيئة الأممية في جنيف لإنهاء الأزمة السياسية والأمنية في البلاد، في حين رحّب المجتمع الدولي بهذه الخطوة واعتبرها “فرصة أخيرة” لإعادة الاستقرار إلى هذا البلد.
وحدّدت البعثة الهدف الرئيسي من جولة الحوار القادمة، في التوصّل إلى اتفاق بشأن إدارة ما تبقّى من المرحلة الانتقالية، بما في ذلك تشكيل حكومة وحدة وطنية تتمتّع بدعم واسع النطاق، وتهيئة بيئة مستقرة للعملية الدستورية تمكّن من إقرار دستور دائم للبلاد.
ورغم اعتقاد البعض بصعوبة المهمة الأممية خاصة مع التّجارب السّابقة الفاشلة، يبقى الحلّ الوحيد للمعضلة الليبية غير قابل للخروج عن نطاق التفاوض، كما يبقى على المجموعة الدولية أن لا تتوقّف عن المحاولة ولا تستكين للإخفاقات.
وقد أثبتت سياسة الهروب من حلّ المشاكل فشلها، بل زادت من تأزّم الوضع الأمني، لذلك فقد حان الوقت لإيجاد حلول للمعضلة اللّيبية، وعلى الجميع في ليبيا عدم تضييع فرصة الحوار بتكريس المصلحة العليا للوطن وجعلها فوق كل اعتبار، وتقديم تنازلات حتى وإن كانت مؤلمة في سبيله، وأن يصطفوا للدفاع عن دولتهم من التدخلات الأجنبية التي هدفها الأول والأخير نسف الوحدة الترابية والشّعبية، وإدخالها في متاهة الاحتراب الداخلي  المدمّر.
ويبقى أن ننظر إلى المستقبل الليبي ببعض الأمل المحفوف بكثير من الحذر، خاصة وأنّ بعض الجهات لا تتردّد في إظهار رغبتها في الحسم العسكري، وقد نستشفّ هذا من قول الاتحاد الأوروبي أنّ جولة الحوار القادمة ستكون “الفرصة الأخيرة”، ما يعني احتمال وقف الجهود السّلمية واتخاد قرار بالتدخل العسكري الذي ستكون نتائجه بكل تأكيد وخيمة.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19813

العدد 19813

الخميس 03 جويلية 2025
العدد 19812

العدد 19812

الأربعاء 02 جويلية 2025
العدد 19811

العدد 19811

الثلاثاء 01 جويلية 2025
العدد 19810

العدد 19810

الإثنين 30 جوان 2025