حسب الدكتور فوفو عمار:

سكيكدة مفتوحة على آفاق واعدة

سكيكدة: خالد العيفة

 

يعتبر الدكتور فوفو عمار أستاذ محاضر بقسم العلوم الفلاحية بجامعة 20 أوت 1955، ومدير مشروع بحث وطني حول سبل تثمين المنتجات، إن العالم الريفي الجزائري ليس واحدا لأن البنية المتميزة منحت له أوجها متعددة، وهو متكون من رجال ونساء، من أرض خصبة لكنها صعبة الاستغلال في بعض الأحيان، مؤكدا أن الفضاء الجغرافي يحتوي على قرى ومشاتي سكانها في تناقص بسبب التحولات السريعة التي طرأت خلال العشريتين الأخيرتين».

وأضاف: «أعتقد ولمدة طويلة بأن التنمية الريفية تتوقف على الفلاحة والأنشطة المرتبطة بها فقط، لكن الواقع يبين عكس ذلك حيث أن الإنسان الريفي لم يعتمد في حياته على خدمة الأرض فقط كنشاط اقتصادي يستحيل الاستغناء عنه، لأن قطاعات أخرى تتداخل وتندمج لتنتج سكان الريف، كطرف فاعل وشريك اقتصادي يستحيل الاستغناء عنه، وريف معتمد كنمط حياة كان في الماضي القريب يمثل عزة من تبنوه ومن اعتنقوه بقوة».
أوضح فوفو عمار رئيس فريق بحث حول التنمية الفلاحية وتهيئة الاقليم، «إن ولاية سكيكدة، هده الرقعة من شمال الجزائر، تطل على حوض المتوسط من شمالها وإقليم قسنطينة من جنوبها، وتمتد حتى سهول عنابة من شرقها وإقليم القل من غربها، تمثل مجالا جيدا وملائما لدراسة التحولات الحالية، وتجسيد مشاريع تنموية ذات بعد اقتصادي واجتماعي تتلاءم مع خصوصية المنطقة سواء المناخية أو من حيث وفرة الموارد الطبيعية التي تبقى بعيدة كل البعد عن الاستغلال المنتج والناجع».
وأردف الدكتور: «بهذه الولاية الفلاحية والريفية كل الأنماط الريفية تلتقي، كل إشكاليات عالم الريف الجزائري تتلاحم في شكل مبالغ فيه أحيانا لكنه مثالي إلى حد بعيد، عكس الولايات الساحلية الأخرى، تعتبر سكيكدة واسعة من حيث المساحة وريفية جدا (أكثر من 80 بالمائة من رقعتها تصنف في مصف الريف)، وهذا يسمح لها بأن تكون عينة مناسبة ومتجانسة جدا للدراسة من جهة وقاعدة مثالية لاحتواء مشاريع تنموية هادفة تتماشى مع الثروات الطبيعية التي تزخر بها».
 فبفضل 38 بلدية موزعة على 13 دائرة، تتميز سكيكدة بساحل طوله أكثر من 140 كلم ومساحة تفوق 4137 كلم مربع، شساعة رقعتها وتنوع إقليمها الجغرافي، العمراني والريفي - يوضح الاستاذ - يعكس بكل صدق ثراءها بالموارد الطبيعية التي تبقى غير مستغلة وأحيانا غير معروفة بكاملها، لاسيما سكان الولاية يتوزعون جغرافيا بطريقة غير متجانسة وغير متوازنة لأن أغلب سكانها يتمركزون في مدنها الكبيرة (حروش، سكيكدة، عزابة والقل)، هذه الحقيقة المدهشة تجعلنا نطرح الإشكالية التالية: ألا يوجد اختلال في التوازن الذي جعل الريفي يفتن بالمدينة؟ هذه الأخيرة التي لم يكن له معها أية ألفة تاريخية واجتماعية؟ هل فقد الريف امتيازاته وأفرغ من محتواه وجاذبيته التي تميز بها دائما؟
من خلال هذا الواقع يعتبر فوفو عمار «سكيكدة كرقعة مكونة من أقاليم صغيرة ليس كمجموعة جهوية للتحليل كما هي، لكن كفضاء جغرافي محوري يمكن له أن يكون مسرحا لمختلف عمليات التنمية والذي يبقى في أولى الاهتمامات، قطاع الاقتصاد، السياسة، الطب، التهيئة، علم الاجتماع، كلهم يجدون ضالتهم ولا يمكن لهم تجاهل التداخل الموجود بين مجتمع الريف أقل تريف، وفي تحول سريع والإطار الجغرافي المتميز الذي انحصر فيه».
هذا الواقع لا يجد ضالته إلا بحلول ناجعة ومدروسة مرتكزة على الأسس التي يراها الدكتور فوفو، من تحديد وتشخيص الاحتياجات والامتيازات خاصة الفلاحية والمناطق الريفية علـى مستوى الولاية من اجل وضع أساليب وسبل ناجعة لسياسات تنمية اقتصادية بطريقة تشاركية مع القاعدة (سكان الريف)، تجسيد مشاريع تنموية حسب خصوصيات الموارد الطبيعية وتكون مدمجة ومبسطة لتسهيل إنشاء الثروة، وإعادة بعث الحياة في الريف عن طريق استقرار الإنسان، وتحليل واقع التنمية الريفية في ولاية سكيكدة، بالإضافة الى اقتراح سبل جديدة ومدروسة وآفاق واقعية للتنمية الريفية مع الأخذ بعين الاعتبار خصوصيات البلديات الموزعة على الولاية، وإدماج عالم الجامعة والبحث العلمي من أجل المساهمة المباشرة في إعداد سياسات ومخططات التنمية الريفية بالولاية».

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024
العدد 19445

العدد 19445

الأحد 14 أفريل 2024