المسؤولون المحليّون حائرون

ملف معقّد يلاحق عهدتهم

الجزائر: آسيا مني

تعرف العديد من المناطق تشييد منازل سكنية على حافة شريط ساحل الأودية، مشكّلة بذلك خطرا كبيرا على حياة في فصل الشتاء، حيث تتشكل سيولا جارفة تترتب عنها خسائر مادية وبشرية ممّا يستدعي من السلطات المحلية إعادة النظر في مخططات تهيئتها بصفة دورية من أجل تفادي ارتفاع منسوبها خلال الأيام الممطرة.

حيث تبقى هذه المناطق مرشحة للتحرك في حال الأمطار الغزيرة ما يجعل منها مدنا مهددة، خاصة مع التغير المناخي الذي يشهده العالم، الذي زاد من مخاوف المواطنين من ظاهرة الفيضانات التي تجتاح مناطق مختلفة من الوطن.
تسكن العديد من العائلات الجزائرية فوق أراضي فيضية مياهها الجوفية قريبة من السطح، وأخرى شيدت منازلها على حافة الوديان بوثائق رسمية وبرخص بناء قانونية موقع عليها من طرف مسؤولي السلطات المحلية خلال عهدات سابقة لم تراع فيها شروط البناء لتجد العهدات المحلية الحالية نفسها أمام ملف صعب المعالجة، خاصة وأن هذه السكنات فاقت كل التوقعات معظمها بنايات عصرية وإن كانت العشريات الثلاثة الماضية قد عرفت جفافا نتيجة دورة مناخية جافة، فالتغير الذي يشهده العالم حاليا هو دورة ممطرة تنذر بعودة هذه الأودية إلى مجراها الطبيعي.
 العاصمة وبوديانها التسعة النائمة في قلبها وعلى حوافها تجعل منها منطقة فيضية، حيث باتت تعرف مختلف البلديات التي تحوي هذه الأودية ارتفاعا في منسوب المياه على مستوى هذه المناطق في كل مرة تشهد فيها سقوط كميات معتبرة من المطار تجعل الساكنة في حالة من الرعب.
ويتمركز الخطر أكثر حسب ما أفادت به مصادر «الشعب» بكل من وادي الحراش، باب الوادي، وادي بني مسوس واد كنيس، وادي اوشايح ووادي حيدرة ولعل اخطر هذه الحالات هي تلك العائلات التي كانت تتمركز سكناتها على حافة وادي الحراش ووادي الحميز، إلا أن السلطات كانت سبّاقة حيت قامت بترحيل كل القاطنين على حافة هذه الأودية.
كما عمدت السلطات المحلية على تبني مخطط وقائي سنوي قبل دخول فصل الشتاء، حيث تعمل على تنقيتها وتهيئتها بشكل عملي من شأنه أن يمتص الكميات الكبيرة للأمطار المتساقطة، وبالتالي تفادي ارتفاع منسوب المياه على مستواها، كما نجد ذات المصالح تتأهب عند إعلان مصالح الأرصاد الجوية على نشريات خاصة من أجل متابعة الوضع ومعاينة هذه الأخيرة.
 وكعيّنة حول هذه الظاهرة نجد العائلات القاطنة ببلدية دالي إبراهيم وبالضبط بطريق الشراقة - أولاد فايت  مهددة بخطر فيضان الوادي، فما إن يحل فصل الشتاء حتى يصاب أهل المنطقة بالذعر والهلع جراء المعاناة التي باتت تتكرر كل سنة، غير أنهم استبشروا هذه المرة بعملية التهيئة التي مست الوادي بشكل جعلهم يحسون بالاطمئنان، خاصة مع الكميات الكبيرة التي تساقطت خلال هذه الأيام ولم تحدث أي خطر يذكر لحد الساعة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024