البروفيسور شلابي عمار لـ “الشعب”:

ربــــط المــــوانـــئ بـــولايـــات الجـــنـــوب الــكـبــــــير.. اســـــتراتيـــجــيــة لــلــبــنــيــة الاقتــصــاديـــــة

سكيكدة: خالد العيفة

 

أوضح الأستاذ بجامعة 20 أوت 55 سكيكدة، شلابي عمار، أن قطاع السكك الحديدية شهد قفزة نوعية، وأضحى يشكّل محركا حقيقيا للتنمية بالجزائر دعمته مساعي الدولة التي تضع المنشآت القاعدية في صلب مخططاتها الاستثمارية، حيث تتوفر الجزائر حاليا على شبكة من السكك الحديدية طولها 4200 كلم، ويرتقب أن تصل نحو 12.500 كلم في آفاق 2030، وهذا بفضل ورشات ضخمة أطلقت  لإنجاز خطوط جديدة وعصرنة أخرى، لاسيما بالهضاب العليا والجنوب الكبير.


من بين أهداف البرنامج الوطني الخاص بالسكك الحديدية، إعطاء وسيلة النقل بعدا قاريا من خلال ربط أهم موانئ بولايات الجنوب الكبير، وتوفير الظروف الكفيلة بتحقيق تنمية اقتصادية متوازنة، بالإضافة إلى فك العزلة عن مناطق شاسعة من البلاد من خلال تمكينها من الاستفادة من خدمات النقل بالسكك الحديدية للمسافرين وللسلع.
وتركز البرامج الاستثمارية التي تم إطلاقها - يوضح محدثنا - على التحديث والإنارة، وازدواجية شبكة السكك الحديدية الموجودة وإعادة تهيئة المحاور وإدخال نظام مواصلات سلكية ولاسلكية عصري، وهي عامل من عوامل التوطن الصناعي، إذ تبرز أهميته في مرحلتي الإنتاج والتوزيع، حيث تتوفر فرص نقل للمواد الأولية وعنصر العمل والسلع الوسيطة، وكذلك نقل الإنتاج إلى مناطق التخزين والاستهلاك، بالإضافة إلى قدرتها الكبيرة على نقل الحمولات الثقيلة ولمسافات بعيدة، وبسرعة واضحة تفوق كثيرا من الوسائط الأخرى، حيث تبلغ سرعة بعض القطارات 310كم/ساعة.
وتبرز أهمية تجديد شبكة خطوط السكك الحديدية - يضيف شلابي - بعد ضخ حياة جديدة في مشاريع عملاقة ظلت نائمة طيلة عقود، وانطلاقها في عمليات الإنتاج على غرار منجم حديد غارا جبيلات، أقصى الجنوب الشرقي، ومشروع استخراج الفوسفات في محافظة تبسة، إضافة إلى مشروع استخراج الزنك والرصاص في أميزور بمحافظة بجاية، بعد أن بات من الصعب استغلالها دون وجود شبكة سكة حديدية لنقل المنتج إلى الشمال وتسويقه إلى خارج البلاد، وأضاف أن مثل هذه المشاريع الهيكلية من شأنها أن “تسمح بترقية الاستثمار في أعمق مناطق الوطن”، وسيسهل استغلال المناجم ويرقي التجارة ويخلق حيوية اقتصادية بشكل يفيد المواطن.

شبكة السّكة الحديدية في سكيكدة
ضمن إطار هذا البرنامج، “أولوية الأولويات ستكون لمشروعي نقل الفوسفات نحو ميناء عنابة على مسافة 280 كلم، وكذا مشروع الخط الرابط بين منجم غارا جبيلات وبشار بطول يزيد عن 800 كلم لنقل الحديد، ويؤكّد محدثنا أن هذا من شأنه توفير وقت غاية في الأهمية، إضافة إلى ما يتميز به من نقص التأثير على البيئة، والتكلفة التي تقل عن النقل البري، وفك العزلة عن المناطق التي تعبرها شبكة القطارات المبرمجة.
وفي هذا السياق - يضيف المتحدث - يأتي وضع حجر الأساس لمشروع عصرنة وازدواجية الخط المنجمي الشرقي في شطره الرابط بين عنابة وبوشقوف بولاية قالمة، الذي يمتد على مسافة 54 كلم من مشروع عصرنة وازدواجية الخط المنجمي للسكة الحديدية تبسة-عنابة حتى بوشقوف بولاية قالمة، والذي يعد من أكبر مشاريع المنشآت القاعدية التي تنجزها الجزائر، وأيضا الخط الرابط بين مدينتي عين البيضاء وخنشلة على مسافة 51 كلم، بالإضافة إلى انطلاق الأشغال الخاصة بمقاطع من الخط المنجمي الشرقي (عنابة – جبل العنق) على مقطع عنابة – بوشقوف على مسافة 54  كلم، والمقطع الخاص باجتناب مدينة تبسة وتينوكلة على مسافة 43 كلم، وكذا المقطع الموصل إلى بلاد الهدبة بجنوب ولاية تبسة على مسافة 23 كلم.

محور هام لتحقيق الإقلاع الاقتصادي
أشار البروفيسور شلابي إلى أنّ نقل البضائع بالسكك الحديدية ينعكس مباشرة على أسعار المواد الأولية، خاصة أن النقل يساهم بـ 20 % في الأسعار النهائية للمنتجات، وينعكس - بالتأكيد - على القدرة الشرائية. كما تبرز الأهمية في تطوير الزراعة وتنقل المنتجات الزراعية وتوازن العرض، خاصة وأن الجزائر بلد قارة، ولديها مساحات شاسعة، ونظرا للتطور الكبير للقطاع الفلاحي بولايتي تندوف وأدرار، فسيكون بإمكانهما تغطية احتياجات الوطن، بالإضافة إلى فتح آفاق نحو دول الجوار، فمن شأن القطار أن يسهم في حركة تجارية كبيرة جدا.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19455

العدد 19455

الجمعة 26 أفريل 2024
العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024