السّكك الحديدية..شرايين الإقتصاد النّابضة

من المصنع إلى الميناء.. بسرعــــــــــة فائقــــــة

سفيان حشيفة

 


تُعوِّل السلطات العمومية في الجزائر على دور قطاع السكك الحديدية ليكون محركا محوريا للاقتصاد الوطني، وباعثا للاستثمارات الكبرى في في جميع أنحاء الوطن، حيث تشهد وتيرة إنجاز مشاريع السكك الحديدية ومحطاتها الجديدة، ديناميكية توسّع فائقة في كل الاتجاهات، من أجل تحسين منظومة نقل الركاب وشحن البضائع والمواد الأولية الخام التي تزخر بها الجزائر.


 في هذا الشأن، أكّد رئيس المركز الجزائري لرجال الأعمال والمتعاملين الاقتصاديين، تيمونت مسعود، أنّ تطوير شبكة السكك الحديدية سيوفر اللوجستيك داخل الحلقة الاقتصادية الوطنية، ويخلق مناخ أعمال جديد وغير معهود في تاريخ اقتصاد الجزائر، كما يحد من مشكل الامتداد الطبيعي الجغرافي الشاسع، الذي يصل في أحد مساراته بين الشمال والجنوب إلى 2300 كلم.
واعتبر تيمونت - في تصريح خصّ به “الشعب” - أن  رؤية رئيس الجمهورية الاقتصادية القائمة على عصرنة النقل عبر السكك الحديدية ناجحة؛ ذلك أنها تختصر الوقت والجهد والمال، وتضبط مواعيد الإنتاج وحركة المواد والبضائع ضمن كل المسافات والاتجاهات، خصوصا مع ربط هذه الشبكة بالموانئ البحرية من أجل التصدير والتجارة الخارجية.
الـــتّـــوغّـــل في إفــريــقـــيا
يرى تيمونت مسعود أن مشاريع السكة الحديدية الواصلة بين الشمال والجنوب جارية التنفيذ، بمثابة منطلق حقيقي للتوغل إلى عمق إفريقيا، وهذا من شأنه الرقي بالاقتصاد الجزائري، ووضعه في المكانة المرجوة بين اقتصاديات العالم، ما يأمله المتعاملون الاقتصاديون ومنظماتهم.
ولفت تيمونت إلى أن برنامج ربط الجنوب الجزائري بالشمال، ينقسم إلى أربعة خطوط سكك سريعة تصل سرعتها إلى 220 كلم في الساعة، على غرار خط الجزائر العاصمة الجلفة مرورا ببوغزول الذي دشنّه مؤخرا رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، وسيعبر نحو الأغواط وغرداية وورقلة وحاسي مسعود والمنيعة وعين صالح إلى غاية ولاية تمنراست الحدودية مع دولة النيجر، حيث سيكون هذا الخط حلقة ربط بين ميناء الحمدانية العالمي والمناطق الصناعية والمحيطات الفلاحية بالولايات والمناطق المذكورة.
أما القسم الثاني فيرتبط بميناء جن جن في جيجل، ويعتبر هو الآخر عالميا، ويمر بقسنطينة وبسكرة والمغير وتقرت وورقلة، بينما ينطلق القسم الثالث من ميناء عنابة مرورا بالطارف وسوق أهراس وتبسة ووادي سوف وورقلة، في حين يصل القسم الرابع وهران بأكبر منجم للحديد في العالم غارا جبيلات بتندوف بسرعة تناهز 160 كلم/الساعة، مما سيجعل منتوج الحديد الجزائري منافسا بالأسواق الدولية، نظير توفير وتقليل تكلفة النقل، بحسب قوله.
وتابع مسعود قائلا: “هذه المشاريع تعد شريانا حقيقيا لعمليات شحن ونقل مختلف المواد والبضائع، وضمان سلاسة وسرعة وصولها إلى المصانع أو الموانئ بغرض تصديرها أو للاستهلاك في الأسواق المنتشرة عبر ربوع البلاد، وبالتالي تلبية حاجيات الاقتصاد الوطني بشكل مرن، والإسهام في تسهيل دخول الأسواق الخارجية”.
كفاءة وسـياحة مـستدامـة
 قال الدكتور فارس هباش، أستاذ العلوم الاقتصادية بجامعة سطيف، إن النقل بالسكك الحديدية يتمتع بأهمية كبيرة للتنمية الاقتصادية والسياحية، كونه يوفر وسائل فعالة وآمنة للنقل، ويعزز الارتباط الاقتصادي بين جميع المناطق، ويعمل على تحسين جودة الحياة اليومية للمجتمع وحماية البيئة بشكل عام.  
وأوضح فارس هباش في تصريحه لـ “الشعب”، أن القطارات لديها قدرة على نقل كميات معتبرة من البضائع بكفاءة، ممّا يسهم في تقليل التكاليف وتحسين توزيع الموارد، ويرفع من وتيرة الإنتاج المحلي والنمو الاقتصادي على نطاق واسع.
كما تلعب وسائل النقل بالسكك الحديدية دورا هاما مطورا لقطاع السياحة – يواصل محدثنا – ويؤكد أنها تتيح تجربة سفر مريحة وصديقة للبيئة، تجعلها أكثر جاذبية للسياح والركاب، وعنصرا أساسيا في تحقيق سياحة مستدامة في البلاد.
وأردف الدكتور هباش أن ربط المناطق النائية بالمراكز الاقتصادية يؤدي إلى توزيع الثروة ويحقق التوازن في التنمية، ويضفي حركية وانسيابية في توفر السلع من جهة، ونقل التنمية من جهة أخرى.  

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024