تحوّل فصل الصيف إلى هاجس كبير للمواطنين ببلديات بومرداس بسبب تذبذب عملية توزيع مياه الشرب وندرتها في عدة مناطق خاصة المعزولة منها والقرى الجبلية التي لم يعد اغلبها يعتمد أو يراهن على قنوات التوزيع في التزود بالمياه، حيث لجأ الكثير منهم الى الاعتماد على النفس والتموين الذاتي عن طريق حفر الآبار أو الاستعانة بصهاريج لتخزين مياه الحنفيات التي قد تصلهم مرة كل أسبوعين أو أكثر، وآخرون يأتون بها من المناطق المجاورة.
رغم التحسن الطفيف في عملية التزود بمياه الشرب التي عرفتها الكثير من بلديات بومرداس بفضل عدد من المشاريع المنجزة في الميدان المتعلقة بالآبار والخزانات المائية التي تزود المواطنين، والقيام بعمليات تجديد وتهيئة الشبكة وقنوات التوصيل المهترئة التي تشكل مصدر الأزمة تقريبا بسبب الأعطاب ونقص الصيانة، إلا أن ظاهرة الانقطاعات المتكررة التي تعرفها بلديات الولاية لا تزال تشكل هاجسا يوميا للمواطنين، الذين اشتكوا من طبيعة التوزيع غير العادل في بعض المناطق وكذا الحصة المخصصة لهم، لأن القضية حسب تصريحهم لـ«الشعب» «لم تعد مرتبطة بساعات أو أيام معدودات من الانقطاع، بل هي أسابيع وقد تصل إلى أشهر إما بسبب انعدام قنوات الربط أو بسبب ضعف الكمية التي تضخ من المحطات إلى الخزانات التي تزود حنفيات المواطنين».
هذه الوضعية تزداد حدة في هذه الفترة من السنة التي تتزامن مع موسم الاصطياف، حيث تستقبل الولاية آلاف المصطافين المقيمين بالمخيمات الصيفية ومراكز الاستقبال العائلية، كما يزداد الطلب على هذه المادة الحيوية وهو ما يؤثر سلبا على برنامج التوزيع اليومي وصعوبة تلبية احتياجات المواطن في البلديات الساحلية بالخصوص، في حين تبقى عدد من البلديات الأخرى خاصة منها بلديات دائرة يسر بأقصى جنوب الولاية على غرار تيمزريت وشعبة العامر والقرى المحيطة بها وصولا إلى قرى بلدية أعفيرشبه محرومة من هذه المادة الأساسية نتيجة تأخر تسليم مشروع ربط المنطقة انطلاقا من محطة تحلية مياه البحر لرأس جنات، مع برمجة انجاز محطة ضخ جديدة على مستوى واد سيباو و9 خزانات لتجاوز الأزمة بهذه المنطقة المعزولة.
هذا ويأمل المواطن الذي عانى كثيرا من أزمة مياه الشرب تجسيد مختلف البرامج والمشاريع القطاعية التي استفادت منها بلديات بومرداس في إطار مختلف المخططات التنموية لدعم قطاع الموارد المائية وتجاوز هذه الوضعية خاصة بعد تأخر عملية التجسيد الناجمة عن الأزمة المالية والوضعية الاقتصادية الصعبة من أجل المساهمة في تحسين الوضعية الاجتماعية والتخفيف من حدة المشكلة التي طالت أمدها في عدد من البلديات.