التّجارة البينية خطوة هامّة في تحقيق التّكامل

”إياتياف” رغبة إفريقية في تعزيز التّكامــل القـاري

آسيا قبلي

 تؤكّد الأصداء الإفريقية بشأن معرض التجارة البينية “إياتياف” المقرر عقده بالجزائر في الفترة بين الرابع والعاشر سبتمبر الحالي، إلى رغبة إفريقية في توحيد جهود دول القارة اقتصاديا من أجل استغلال كامل لمواردها الطبيعية لبناء اقتصاد قوي ينافس كبريات القوى الاقتصادية العالمية، وهو ما تريد أن تبرهن عليه من خلال المشاركة القوية في أكبر تظاهرة اقتصادية قارية.
 يتزامن معرض التجارة البينية الإفريقية، المقرر أن ينطلق يوم الرابع سبتمبر الجاري، وظروف دولية وقارية تتميّز باستفاقة إفريقية بضرورة الاستغلال الأمثل لمقدرات القارة من ثروات طبيعية ومواد أولية خاصة الزراعية، وقوة بشرية لخدمة اقتصاد القارة، والرقي بها إلى مصاف قوة اقتصادية، بعد أن كانت القوى المتنافسة تستحوذ على هذه المقدرات لخدمة اقتصاداتها على مدار قرون كثيرة.
يوفّر معرض التجارة البينية الإفريقية فرصة حقيقية لتجسيد حلم إفريقيا موحّدة، وشعار إفريقيا للأفارقة، الذي طالما رافعت الجزائر من أجله منذ سنوات استقلالها الأولى، ودعت إلى نظام اقتصادي دولي جديد تراعى فيها مصالح القارة التي ظلت مهمّشة، بسبب تبعات الاستعمار الغربي. فإفريقيا اليوم تريد أن تكون لها اليد الأولى على مواردها، وبدل تصديرها خاما بأثمان زهيدة، لتستوردها مصنّعة أو نصف مصنّعة بأسعار خيالية، تسعى لأن تصنع احتياجاتها بنفسها بالاعتماد على توفر المادة الأولية، وكفاءات وطنية تمكّنها من تحقيق استقلاليتها الصناعية، وتبادل السلع فيما بينها، وبذلك تتمكّن من تحسين استغلال ثرواتها من جهة وتخفض تكاليف الإنتاج من جهة ثانية، وتعزز التجارة البينية من جهة ثالثة، حيث توفّر كل دولة للدول الأخرى ما تحتاجه، وتستورد منها ما ينقصها، في شكل تقسيم دولي للعمل، وبذلك تتعزّز التجارة البينية، خاصة مع إنشاء منطقة التبادل الحر الإفريقية.
وتساعد هذه العوامل مجتمعة على تقوية فرص التكامل الاقتصادي بين الدول الإفريقية، وزيادة النمو الاقتصادي بتوسيع الأسواق، ويساهم ذلك أيضا في تعزيز التعاون الإقليمي، وبالتالي تحقيق الاستقرار والتنمية في المنطقة. إلى جانب تقليل الاعتماد على الاستيراد، ممّا يقوي الاكتفاء الذاتي ويقلل من العجز التجاري، ناهيك عن تدعيم التنمية الاقتصادية عبر توفير فرص عمل جديدة وتعزيز الاستثمار.
ومع السير قدما في تحقيق الهدف القاري يتعين على دول القارة، بحسب خبراء الاقتصاد، رفع الحواجز الجمركية، ودعم البنية التحتية، وتحسين التنظيمات التجارية، وهي ضروريات تعي دول القارة أهميتها وتسعة لتثبيتها. في السياق تبذل الجزائر جهودا كبيرة بينها طريق الوحدة الإفريقية، ومد خطوط سكك الحديد إلى أقصى الحدود الجنوبية شرقا وغربا، حيث تسمح هذه المرافق بتسهيل النقل من الجزائر إلى العميق الإفريقي، ومن إفريقيا إلى الجزائر ودول الجوار الصديقة، ومنه إلى أوروبا

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19864

العدد 19864

الإثنين 01 سبتمبر 2025
العدد 19863

العدد 19863

الأحد 31 أوث 2025
العدد 19862

العدد 19862

السبت 30 أوث 2025
العدد 19861

العدد 19861

الخميس 28 أوث 2025