على ضوء تعليق الرحلات الخارجية وإلغاء الحجوزات

السياحة الداخلية تنتعش.. وتيميمون وجانت وجهة العنابيين

عنابة: هدى بوعطيح

لن تمر احتفالات، نهاية سنة 2020، على الجزائريين، كما تعودوا عليها، خلال السنوات الماضية، وعلى وجه الخصوص على من تعودوا شد الرحال خارج الوطن للاستمتاع بليلة رأس السنة الميلادية، حيث تقف اليوم جائحة كوفيد_19 التي اجتاحت العالم على حين غرة، حائلا أمام هذه الاحتفالات، بسبب ما تبعها من تعليق للرحلات وإلغاء كافة الحجوزات على مستوى الفناد..

قرارات صارمة كان لا بد من اتخاذها للحيلولة دون انتشار الوباء وسط الجزائريين، لتكون ليلة رأس السنة الجديدة كغيرها من الليالي، والتي سيقتصر الاحتفال بها لدى أغلب الجزائريين في المنازل حفاظا على صحتهم.
وستكون المناطق السياحية في الجزائر هذه السنة شبه خاوية من زوارها، وعلى رأسها الصحراء الجزائرية، والتي كانت تستقطب سنويا ملايين السياح من داخل وخارج الوطن، على غرار تندوف وإليزي وبشار.

وكالات «تحت الصفر»

الوكالات السياحية أجبرت على أن تسدل ستارها أمام زبائنها، منذ انتشار فيروس كورونا في الجزائر، شهر مارس الماضي، وهي تعتبر اليوم المتضرّر الأكبر من الإجراءات الوقائية المتخذة من طرف السلطات الجزائرية لتفادي انتشار الوباء، حيث تكاد تعلن أغلب الوكالات الجزائرية على مستوى القطر الوطني إفلاسها بعد تعليق الرحلات والأسفار، واضطرارها إلى غلق أبوابها، لتعاني وتكابد خسائر كبيرة، على اعتبار أن النقل لم يستأنف بعد في الجزائر، لتظل الرحلات معلقة إلى إشعار آخر وتبقى وضعية الوكالات مرتبطة بوضعية الوباء.
وكالة «بوكاف للسياحة والأسفار» بعنابة، نموذج عن الوكالات السياحية التي تعاني الأمرّين بسبب هذا الوباء، وهي تعيش اليوم ظروفا جد صعبة، بعد أن أغلقت أبوابها أمام زبائنها، منذ شهر مارس الماضي، كإجراء وقائي للحد من الوباء، والذي لم يكن متوقعا أن يطول أمده كل هذه الشهور، لتبقى عودة نشاطات الوكالات في حكم المجهول.
في هذا الصدد، أكد مسير الوكالة «محمد الصالح بوكاف» في حديث لـ «الشعب» أن جائحة كورونا أثرت كثيرا على نشاطهم، حيث باتوا اليوم ـ كما قال ـ «تحت الصفر» بسبب توقف الرحلات والأسفار من وإلى الجزائر، منذ أكثر من 10 أشهر، خصوصا وأن قرار إغلاق الوكالات السياحية جاء فجأة ولم يكن متوقعا. وهو ما جعلهم يعيشون وضعية صعبة، خصوصا وأنهم يتحملون على عاتقهم مسؤولية وأعباء عمال يشتغلون معهم بالوكالة، كما أنهم مطالبين بتسديد مصاريف كراء المحل، ودفع اشتراكات الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي.

فتح الحدود مع اتخاذ الإجراءات الوقائية

أضاف بوكاف إنهم قاموا بتعليق جميع الحجوزات، وخاصة الرحلات المتعلقة بالعمرة، لاسيما وأن قرار الغلق ارتبط بهذه الفترة، أين قاموا بحجز لزبائنهم تذاكر السفر والفنادق التي يبيتون بها، ما أثر عليهم كثيرا.
وأشار إلى أنهم كانوا يعوّلون على الاحتفالات برأس السنة الميلادية، لفتح المجال الجوي على الأقل نحو الصحراء الجزائرية، إلا أن القرار جاء مخالفا لتوقعاتهم لتبقي السلطات الجزائرية على الإجراءات المتخذة.
وقال إنه من حسن حظ وكالته أنهم نظموا رحالات داخلية نحو حمام قالمة ورحلتين إلى مستغانم، مشيرا إلى أن الأوضاع تبقى صعبة في ظل الحجر الصحي.
وطالب مسير وكالة «بوكاف للسياحة والأسفار» بضرورة فتح الحدود، لعودة نشاطات الوكالات السياحية مع إلزامهم بضرورة اتخاذ كافة الإجراءات الوقائية، وتطبيق قوانين صارمة ضد المخالفين.
وأشار إلى أنهم يتعاملون كثيرا مع الدولة الشقيقة تونس بحكم قربها من مدينة عنابة، إلى جانب السعودية أين قاموا بإمضاء عقود معها، وهم ينتظرون فقط فتح المجال الجوّي لاستئناف عملهم.

«ONAT» تتوّجه لإنعاش السياحة الداخلية

من جهته، كشف رئيس وكالة الديوان الوطني للسياحة» «ONAT سليم فروم» عنابة، عن الأضرار والخسائر التي تكبدوها بدورهم بسبب الوباء، لاسيما بعد اتخاذ قرار تعليق الرحلات الجوّية، وبالتالي توّقف نشاط الوكالات السياحية على المستوى الوطني.
وقد تسبب ذلك ـ بحسب المتحدث ـ في تراجع نسبة المداخيل وما تبعها من عراقيل مع توقيف بيع تذاكر السفر، وإلغاء الرحلات الخاصة بالعمرة، والتي تواصلت إلى غاية استعادة نشاطهم نسبيا في الفاتح من سبتمبر الماضي، مشيرا إلى أنهم يعملون حاليا على إنعاش السياحة الداخلية، في ظل تطبيق الإجراءات الوقائية اللازمة حفاظا على صحة زبائنهم.
وبخصوص الاحتفال برأس السنة الميلادية، أكد فروم أنه باعتبارهم وكالة عمومية، يعملون على الترويج للوجهة الجزائرية بمختلف مناطقها، مشيرا أن وباء «كورونا» حوّل وجهة بعض الجزائريين من الدول الأوروبية والتي كانوا يقصدونها في مثل هذه المناسبة إلى الصحراء الجزائرية، وكشف بأن أكثر المناطق إقبالا في الوقت الراهن من قبل العائلات الجزائرية تيميمون وجانت.

أمنيات مؤجلة إلى إشعار آخر

 من جانب آخر، فإن بعض العائلات الجزائرية ممن تعودت الاحتفال برأس السنة الميلادية، يتحسرون على عدم إمكانية التنقل نحو وجهتهم المفضلة، على غرار تونس وتركيا وباريس.. ولكون الرحلات والنشاطات متوقفة فإن أمنياتهم مؤجلة إلى إشعار آخر، في حين أن آخرين يفضلون قضائها بأقصى الصحراء الجزائرية.
 أمين وسليم ومعاذ أصدقاء تعودوا على السفر مع نهاية كل سنة إلى تونس، غير أن الظروف الصحية التي تعيشها الجزائر، حالت دون التحاقهم بمكانهم المفضل، ما جعلهم يتحسرون على ذلك، ويقرروا تغيير وجهتهم هذه المرة نحو الصحراء الجزائرية، وبالضبط «تيميمون» رغبة منهم في اكتشاف عادات وتقاليد سكانها، قائلين إن «هذه السنة لن تكون كما خططوا لها مسبقا، ولربما سيكون للوباء فضل في اكتشافنا لجمال الجزائر»، متأملين أن تعود الحياة إلى طبيعتها، وتعود معها رحلاتهم وأسفارهم.
أما عائلة «بن تومي رابح» فقد تعوّدت قضاء السنة الجديدة بتركيا، على اعتبار أن إحدى بناتها مستقرة هناك، فلا تفوت فرصة قضاء هذه الليلة إلى جانبها، منذ أكثر من 05 سنوات، غير أن هذه السنة ستكون استثنائية بالنسبة لهم ولابنتهم، على اعتبار أنهم لن يتمكنوا من قضائها إلى جانبها.
وتأسفوا للوضع الذي آل إليه العالم بسبب هذا الوباء وما نجم عنه من غلق للحدود، تسبب في خلق تفرقة لا إرادية بين العائلات، إلا أنهم أكدوا أن قرار تعليق الحفلات والنشاطات قرار حكيم لتفادي انتشار الوباء، خصوصا وأن العالم بات يشهد اليوم بما يعرف بالطفرة البريطانية من كوفيدـ19، ما يتطلب حذرا أكبر للوقاية منها، والإبقاء على الحدود مغلقة. 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024
العدد 19445

العدد 19445

الأحد 14 أفريل 2024