شكاوى عديدة تتلّقاها لجنة الانضباط

دور المواطن أساسي للحدّ من تجاوزات السائقين

فتيحة كلواز

أكد رئيس الفيديرالية الوطنية لسائقي سيارة الأجرة بلخوص حميدات استقبال لجنة الانضباط على مستوى مديرية النقل عديد شكاوى المواطنين ضد سائقي سيارة الأجرة، حيث تمّ تسجيل العديد من التجاوزات التي ربطها بغياب ثقافة التبليغ لدى المواطن الذي يفضّل في كثير من الأحيان السكوت عن مخالفات بعض السائقين.
كشف بلخوص أن غياب ثقافة التبليغ لدي المواطن ساهم في انتشار واستمرار تجاوزات بعض سائقي سيارات الأجرة اتجاه زبائنهم، مؤكدا أنه في كثير من الأحيان حتى في حالة رفع شكوى ضدهم، يرفض صاحب الشكوى الوقوف أمام مصلحة سيارات الأجرة  بباب الزوار، ما زاد من تفاقم ظاهرة التجاوزات في حق الزبون، وتأسف بلخوص قائلا «كانت سيارة الأجرة منذ الاستقلال وإلى غاية سنوات التسعينيات وسيلة نقل تخفّف عبء التنقل عن المواطنين، فطاقية السائق السوداء كانت تعني الكثير للزبائن، بل كانت مصدر ثقة لهم وهيبة لحاملها».
وطالب ضيف «الشعب» سائقي سيارة الأجرة باحترام العداد الذي تحوّل  ـ حسبه - إلى مشكل كبير، بحيث لا يتقبله كثير من السائقين، فقد انتشرت خدمة «الكورسة» بين سائقي سيارات الأجرة، أين يتخلى الكثير منهم عن العداد ويحدد السعر مسبقا للزبون، مؤكد أن المواطن يلعب دورا مهما في انتشار مثل هذه الظواهر لأنه يقبل أن يكون محل ابتزاز ومساومة، فمن الأجدر ابلاغ الشرطة عن مثل هذه التجاوزات ليعاقب كل من سوّلت له نفسه التلاعب بضوابط هذه المهنة.
وأكد بلخوص أن سائق سيارة الأجرة في خدمة المواطن وليس العكس، لذلك لا يمكنه رفض نقل الزبون إلى الوجهة التي يريدها، لأنه من يحدّدها وليس العكس، موضحا أن لجنة الانضباط تجتمع كل أسبوع لكن تبقى بدون فعالية دون مشاركة المواطن والأمن فيها، فعلى ضوء غياب الشكاوى لا يمكنها البت في مناقشة التجاوزات التي يعيشها قطاع سيارات الأجرة، معتبرا في نفس الوقت سائق سيارة الأجرة سفيرا، لأنه يمثل تحضر البلد وانضابط مواطنيها بالقوانين.

عدم انعقاد اللجنة التقنية الوطنية منذ عشرين سنة

وأرجع رئيس الفيديرالية بداية تدهور قطاع سيارات الأجرة إلى 1996، فقبل هذه السنة كان منح رخصة سائق سيارة أجرة يسبقه تحقيق حول سيرته حتى في الحي الذي يسكن فيه، أما بعدها أصبحت التحقيقات سطحية، ما جعل كل ما هبّ ودبّ يعمل سائق سيارة أجرة، بالإضافة إلى نقص التكوين، فالمكونين الحاليين لا علاقة لهم بسيارة الأجرة لأنهم غير ممارسين لهذا النشاط، حيث يشرفون على التكوين مدته 15 يوما فقط، كاشفا في الوقت نفسه عدم انعقاد اللجنة التقنية الوطنية منذ عشرين سنة.
وحسب بلخوص، يوجد بعض سائقي سيارة الأجرة ممن يتحصلون عاى رخصة لمزاولة النشاط بعد تقديمهم لشهادة إقامة مزورة، ما يخولهم للعمل بالعاصمة بالرغم من أنهم لا يعرفون أزقتها وشوارعها، ما يضطر الزبون في كثير من الحالات إلى توجيهه السائق، مؤكدا أنه لو كان هناك تحقيق عميق لاكتشفوا انهم اشخاص يبيتون في خروبة ليلا ويعملون سائقي سيارات أجرة بالعاصمة نهارا.
في ذات السياق، أوضح أن أهم الشكاوى المقدمة للجهات المختصة تتعلق بالاحترافية وطريقة العمل، حيث أصبح السائق يفرض على الزبون قانونه الخاص كفرض الوجهة التي يختارها حتى وإن كان خاليا من الزبائن، بالإضافة إلى فرض تسعيرتهم الخاصة دون استعمال العداد معتبرا العداد في الوقت نفسه الميزان الذي يحدّد التسعيرة القانونية للوجهة،  فقد حوّل الكثير من المتطفلين على المهنة سائق سيارة الأجرة إلى «كلونديستان». 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024