90 بالمائة من ممتلكات المدنيين مدمرة وحرب الإبادة متواصلة
100شهيد يوميًا من المدنيين منتظري المساعدات في قطاع غزّة
كارثة إنسانية تتجاوز حدود الوصف وتفضح خذلان العالم..سياسة تجويع ممنهج يفرضها الكيان الصهيوني على شعب أعزل يعيش وسط انهيار كامل للبنية الصحية..قوائم الشهداء ليست أرقاما في سجل، بل هي عنوان صارخ لجريمة إبادة تتواصل منذ ما يقارب العامين، دون أن يقابلها المجتمع الدولي بما تقتضي القوانين والأخلاق الإنسانية.
ليس في إمكان أي ضمير إنساني حي أن يمرّ مرور الكرام على ما يحدث في غزّة دون أن يشعر بالغضب، والعار، والعجز، فما تشهده فلسطين لم يعد مجرد مأساة إنسانية عابرة، وإنما هي المأساة بكلّ تفاصيلها، بتواطؤ مكشوف وصمتٍ يرقى إلى مرتبة التواطؤ الدولي.
الموت البطيء الذي يفتك بالأطفال والنساء والمسنين، لا يترك مجالاً للشك..نحن أمام جريمة حرب موصوفة..أمام قتل عمد جماعي.. أمام تجويع مُمنهج محظور بنصوص القانون الدولي الإنساني، ومع ذلك، ما زالت العواصم الكبرى تلتزم الصمت، وما زالت المؤسسات الدولية تُراكم بيانات الشجب والتنديد، بينما يموت العشرات يومياً، جوعاً أو قصفاً أو قهراً.
إن “الشجب” و«التنديد” والبيانات الممتلئة بالبلاغة لا تكفي اليوم، فالحاجة ماسة اليوم إلى التحرك الفعلي والملموس..الحاجة ماسة إلى فرض عقوبات رادعة، ووقف تصدير الأسلحة، وقطع التعاون العسكري والاقتصادي مع الاحتلال الغاشم، ومحاسبة المسؤولين عن هذه الجريمة التي لا تسقط بالتقادم.
إن التجويع جريمة لا يمكن تبريرها، ولا السكوت عنها، ولا التعامل معها كأرقام في تقارير أممية، فكل مسن يموت جوعاً، كل طفل يُدفن دون دواء، هو وصمة في جبين العالم، وشهادة إدانة ضد كل من صمت أو تواطأ.